شدد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة على أن ندوة القرين تتضمن رؤى استشرافية، آملا أن تشكل نتائجها جسراً لإجابات مستقبلية، وحذر المنسق العام للندوة الدكتور محمد الرميحي من الوقوع في المحظور لاسيما إن لم تسفر تداعيات الثورة عن مكتسبات تكفل حقوق المواطنة الكاملة، معتبراً ثورة الاتصالات والإعلام تدفعنا إلى الدوران في بؤرة الإحباط.

Ad

جاء ذلك خلال حفل افتتاح أعمال الندوة الفكرية لمهرجان القرين الثقافي التاسع عشر التي تعقد تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك بعنوان «ارتدادات الربيع العربي، ربيع العرب... ما له وما عليه» بفندق الريجنسي.

وفي مفتتح كلمته، رحب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بضيوف دولة الكويت المشاركين في أعمال الندوة الفكرية، مؤكداً تنوع مهرجان القرين الثقافي واحتضانه لكل روافد الفكر والإبداع على مدى دوراته المتعاقبة، مبيناً أن المجلس انتقى موضوعاً مهماً بهدف البحث في ما حدث،  وربما استشراف ما يمكن أن تتطور إليه الأمور،  وهو ما نتطلع إليه في وجود كوكبة من المفكرين والمهتمين العرب والكويتيين في ندوة ندرك مسبقاً أنها ستطرح أسئلة مستحقة حول الظاهرة لعلها تكون جسراً لإجابات مستقبلية.

وأضاف:» أن وراء الجهود الثقافية التي تبذلها الكويت ثمة رؤية فكرية راسخة تستند إليها الكويت في جهدها الثقافي تهدف إلى التنمية الشاملة المنسجمة مع إعلاء مكتسبات المواطن وتعزيزها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً، تبدأ من الثقافة وتعتمد عليها».

وبشأن سقف الحرية للندوة، تمنى أن ينبع النقاش من آفاق فكرية لا تتقيد إلا بالبحث عن الحقيقة والسعي إلى رفع سقف الحرية، مشيراً إلى أن الكويت بجميع أجهزتها ومؤسساتها تحرص على تسليط الضوء على هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الأمة العربية.

قواعد اللعبة

وبدوره، تحدث المنسق العام الدكتور محمد الرميحي عن موجة التغيرات التي تمر بها المنطقة العربية، معتبراً أن اللعبة السياسية تغيرت بينما قواعد اللعبة لم تتغير، لافتاً إلى أن ثمة تحديات تواجه الندوة في مطلعها تنوع عوامل التحريك والتفريغ واختلافها، معتبراً أن هذه الحالة الراهنة، أسفرت عن ضعف في التساند العربي، والتدهور الاقتصادي، وقتال الأخوة الأعداء، وكذلك نذر طائفية شرسة،  فوضى ومذابح وتدمير، مستعرضاً ملامح من اختلاف وجهات النظر بين المؤيدين والمعارضين، مستذكراً المشهد الذي أدى إلى اندلاع قيام الثورة في تونس، ويسرد تفاصيل أخرى عن أسباب قيام الثورات في بلدان عربية أخرى.

ويحذر الرميحي من عدم قدرة تداعيات الثورة على رفع القهر واستبدال الحُقرة بالمواطنة، والاستبداد بالديمقراطية، وترميم التشوهات السياسية والاجتماعية الظاهرة واستدعاء الغائب في مجتمعاتنا للمشاركة في رسم مستقبلها، فإننا سوف نظل في بؤرة الإحباط، التي تعمقها اليوم ثورة الاتصال والمواصلات.

وتابع: «من أجل هذا نحن هنا لنتدارس - بوعي - طرق ووسائل معرفة عوامل الإحباط ، والتنبيه إليها قبل أن يقع المحظور».

كلمة الباحثين

أما المستشار التركي ارشاد هورموزلو، فقد ألقى كلمة الباحثين والمشاركين في الندوة، وأكد فيها تميز الكويت في الشأن الثقافي منذ عشرات السنين لاسيما أن هذا الاهتمام يأتي برعاية من قيادة الكويت، مشيراً إلى أن بعض البلدان العربية عانت أنظمة لا تلقي بالا ًلتطلعات شعوبها، لذلك من واجب النخبة القائدة في هذه التغييرات ونخبة الشباب المثقف التبشير بمستقبل مشرق والتركيز على البحث والعلم والمعرفة وأن الشعارات لا تكفي ولا تتيح للبلدان مستقبلاً أفضل.

واختتم هورموزلو حديثه، محدداً ما تحتاج إليه هذه المنطقة ضمن الأجواء الراهنة، إرادة حازمة للتطوير وصحافة حرة تقلل من أخطاء الاداريين وخطة هادفة للانتقال ببلداننا لكي لا تكتفي بالثروة والاقتصاد وانما تعيد تاريخها المجيد في قيادة العلم والمعرفة.