أرجأت المعارضة السورية المجتمعة في إسطنبول اتخاذ قرار حول تشكيل حكومة في المنفى إلى حين قيام لجنة شكلتها بمشاورات مع أطراف معنيين بالنزاع السوري، لاستكشاف مدى التزامهم بالخطوة. وأعلن المجلس الوطني السوري، الذي هو أحد أطراف الائتلاف الوطني السوري لقوى المعارضة في بيان أمس، أنه تقرر بعد التداول في تشكيل هذه الحكومة «تشكيل لجنة مؤلفة من خمسة أشخاص، لإجراء المشاورات مع قوى الثورة والمعارضة والجيش الحر والدول الصديقة والشقيقة، لاستكشاف آراء الأطراف حول تشكيل الحكومة المؤقتة، ومدى الوفاء بالالتزامات الضرورية لعملها مادياً وسياسياً».

Ad

وأوضح المجلس في بيان أن اللجنة ستعد تقريرها خلال عشرة أيام وتقدمه للهيئة العامة لمناقشته واتخاذ القرار المناسب في ذلك.

وتتألف اللجنة من رئيس الائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب، ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا، إضافة إلى أحمد سيد يوسف، وبرهان غليون، وأحمد عاصي الجربا، ومصطفى الصباغ، بحسب ما ورد في البيان.

وكان الائتلاف الذي حظي باعتراف دول غربية وعربية كممثل شرعي وحيد للشعب السوري، بدأ يوم السبت الماضي اجتماعاً في اسطنبول سعياً إلى اختيار رئيس وزراء في المنفى. وكشف مصدر لـ»فرانس برس» ان النقاشات شملت مبدأ تشكيل حكومة في المنفى، واسم الشخص الذي يمكن أن يتسلم رئاستها، وطرح للمنصب اسم رئيس الوزراء السوري السابق المنشق رياض حجاب، الأمر الذي أثار انتقادات كثيرة.

كذلك بحث الاجتماع المغلق أمام الصحافيين في «وضع الائتلاف الحالي ومستقبله، لاسيما الوعود على مستوى المساعدات المالية، والتسليح، وفتح الممثليات الدبلوماسية التي نكثت بها الدول الداعمة للمعارضة السورية»، بحسب المصدر نفسه.

وقالت مصادر لـ»رويترز» خلال المفاوضات في اسطنبول يوم الأحد (20 يناير) إن رئيس الائتلاف توجه بالفعل إلى قطر للحصول على تعهدات بمساعدات مالية لحكومة انتقالية في المناطق التي سيطرت عليها المعارضة. ومن المقرر أن تستضيف باريس في 28 من يناير الجاري اجتماعاً موسعاً للمعارضة السورية يشارك فيه ممثلون لنحو 20 دولة من «أصدقاء سورية».

غارات وكهرباء

وشن الطيران الحربي السوري أمس غارات على مناطق في محيط دمشق، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين بدأت التغذية بالتيار الكهربائي تعود تدريجياً إلى العاصمة بعد انقطاع شامل فيها ليل الأحد- الاثنين. وقال المرصد في بريد إلكتروني «نفذت طائرات حربية عدة غارات جوية على مدينة عربين وبلدة حمورية في ريف دمشق»، متحدثا عن «سقوط شهداء وجرحى» بحسب المعلومات الأولية.

كما أفاد عن تحليق للطيران الحربي في سماء الغوطة الشرقية التي تتعرض مناطق فيها للقصف، تزامناً مع «اشتباكات عنيفة» على اطراف بلدتي عقربا وزملكا. وإلى الجنوب الغربي من العاصمة «لايزال القصف مستمراً من القوات النظامية على مدينة داريا»، التي يحاول نظام الأسد منذ فترة فرض سيطرته الكاملة عليها، بحسب المرصد الذي اشار الى ارسال «تعزيزات عسكرية مؤلفة من عدد من الآليات والمركبات وناقلات الجند» أمس إلى المدينة. وشهدت مختلف أحياء دمشق انقطاعا شاملا في التيار الكهربائي بدءاً من مساء الأحد بعد إصابة محول رئيسي للتوتر العالي في مدينة النبك بريف دمشق، بحسب ما أفاد مدير المرصد رامي عبدالرحمن، الذي رجح أن يكون المحول أصيب «في غارة جوية».

من جهتها، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن وزير الكهرباء عماد خميس قوله إن انقطاع التيار الكهربائي «ناجم عن اعتداء ارهابي مسلح على خط تغذية رئيسي»، مؤكدا العمل على اعادته «لكن هذا الأمر يحتاج إلى بعض الوقت».

باتريوت

على صعيد آخر، أفاد حلف شمال الأطلسي بأن صواريخ الباتريوت الألمانية أرض- جو، التي يفترض أن تنصب بقرار من الحلف في تركيا لحمايتها من هجمات محتملة من سورية، وصلت صباح أمس إلى مرفأ في جنوب تركيا. وقال مصدر في الحلف بدون الكشف عن اسمه لوكالة «فرانس برس» إن «الباتريوت الألمانية التي نقلت بحراً وصلت هذا الصباح على متن سفينة إلى ميناء الاسكندرون» (محافظة هاتاي)، وأضاف ان سفينة أخرى تنقل بطاريتي صواريخ باتريوت أخرى لكن هولندية وصلت ايضا إلى قبالة الاسكندرون على أن تفرغ حمولتها قريبا. وسبق أن نشرت صواريخ باتريوت في تركيا مرتين، الأولى خلال حرب الخليج في 1991 والثانية في 2003 أثناء الغزو الأميركي للعراق.

(دمشق، إسطنبول ـ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)