«آنسات إلى الأبد»... حين تطرق العنوسة الأبواب

نشر في 20-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 20-08-2013 | 00:01
No Image Caption
رواية تُناقش الحالة النفسية التي تعيشها هذه الفئة

«آنسات إلى الأبد» رواية يمكن إدراجها موضوعيا في إطار البُعد الاجتماعي، إذ تتناول الكاتبة الكويتية علياء الكاظمي موضوع العنوسة، مستعرضة شخصيات نسائية متنوعة تنتمي إلى فئات عمرية مختلفة.
تستعرض الكاتبة علياء الكاظمي من خلال توظيفها للشخصيات وتوالي الحدث، عدداً من الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم العنوسة في المجتمع، مبينة أنها تتمحور حول اختلاف المذاهب وغلاء المهور وبعض السلبيات من العادات والتقاليد، كما تسلط الضوء على قضية رفض المجتمع زواج البنت من خارج أبناء البلد.

تتبع الرواية حكايات مختلفة للبطلات جلها تؤول إلى العنوسة بسبب عدم تكافؤ الزواج وفقاً لرأي الأهل أو إلى نهاية غير مرغوب فيها بسبب سوء اختيار الفتاة التي أرادت التخلص من الوصاية المفروضة عليها من الأهل لكن بطريقة خاطئة، وتركز الكاظمي في مقدمة الكتاب على الرسالة المجتمعية التي يتضمنها الإصدار مشددة على ضرورة التخلص من بعض العادات والأعراف الاجتماعية التي تتسبب في تعاسة النساء، مستعرضة نماذج متباينة خلال عملها الروائي في مقدمتهن منيرة المرأة التي تريد اللحاق بقطار الزواج، وجواهر التي تربطها علاقة حب بشاب ليس على مذهبها، بينما جود وجوى لهما علاقات أخرى.

دموع وألم

تركز الرواية على الحالة النفسية لمنيرة من خلال المقطع التالي:" لا تزال منيرة تتذكر مشاعرها المتناقضة يوم توفى أبوها، مزيج من الحزن والسخط، من الألم والراحة، لقد ذهب الرجل الذي أبقاها مرغمة إلى جواره وأراد تملكها، لكن أين الرجل الذي سيقبل بها الآن وهي في هذا العمر؟ .. انهمرت دموع منيرة مستغفرة. نظرت إلى وجهها في المرآة لا تزال جميلة لكنها بالأربعين صعقت وهي تعد سنين عمرها الضائعة".

تبحث منيرة عن المنقذ لكن لا تجده لاسيما عقب انتقالها للعيش في منزل أخيها عبد الجليل بعد وفاة أبيها منذ عامين ولا تزال تأمل أن تتخلص من حياتها في هذا البيت ومن صفية زوجة أخيها التي تدعوها دائما بالعانس.

تقييد للحرية

صفية لم يعجبها إقامة منيرة في بيتها وكم سئمت وجودها بينهم بالرغم أن منيرة لم تزعجها بأي تصرف أو تدخل، لم تكن تحب وجود أخت زوجها معها في بيت واحد أحست صفية أن وجودها يقيّد حريتها فهي تشعر أن منيرة تراقبها رغم أنها لم تفعل ما يثير حفيظتها أبداً.

رفضت صفية هذا الوضع لكنها لم تجد مناصاً من قبول الواقع، فلجأت إلى اللؤم لمضايقتها لاسيما حينما شعرت أن بناتها بدأن يميلن إلى عمتهن لحل مشاكلهن الخاصة ويستأنسن برأيها وكأن والدتهن غير موجودة، وفلم تستطع أن تلجم لسانها عن الحديث بعد أن شاهدت كعكة أحضرتها ابنتها جواهر لعمتها بمناسبة عيد ميلادها، فعلقت صفية اليوم عيد ميلادك الأربعين:" ياه لقد أصبحت اليوم رسمياً عانسا!".

فرصة لا تعوض

أحست منيرة أنها أمام فرصة لا تعوض لاسيما أنها تعيش ضمن أجواء تعيسة في بيت أخيها، فكتبت رسالتها الأخيرة إلى أخيها عبدالجليل: "أخي الحبيب أكاد أرى هذا الحبر دماً نزفته من روحي وقلبي وأنا أكتب إليك، قد تكون هذه المرة الأخيرة التي أناديك فيها بأخي الحبيب، ليس لأني سأتوقف عن حبك، لكن لأني متأكدة أنك ستتنكر من أخوتك لي بعد أن تقرأ هذه السطور القليلة، تعرف يا أخي أني قضيت حياتي كلها تحت عباءة أبي ذلك الأب الذي أحبني إلى درجة رغب فيها أن يتملكني، لقد حدد أبي لي مهراً عالياً لا يستطيع إيفاءه أحد وكأني قطعة أرض أو عقار لا امرأة، فعل ذلك عامداً ليحتفظ بي إلى جواره ثم تركني وحدي في هذه الدنيا لأنزل ضيفة ثقيلة في بيتك، أخي الحبيب في غمرة يأسي وفي وحدتي لاح لي شعاع في الأفق إنه رجل طيب منحني الأمل الذي فقدته، وأرادني زوجة له، لكنك رفضت هذه الزيجة فدفعتني إلى نفض قناع الخنوع وخلع رداء الاستسلام أخي حينما تصلك رسالتي أكون قد سافرت وتزوجت الرجل الذي منحني الفرصة الأخيرة لإسقاط لقب العانس الذي لازمني فترة من الزمن".

back to top