حمد بن جاسم: أقترح إنشاء منظمة للدول المطلة على الخليج العربي

نشر في 12-02-2013 | 00:05
آخر تحديث 12-02-2013 | 00:05
No Image Caption
مجلس العلاقات العربية والدولية يفتتح مؤتمره بحضور رئيس الوزراء ممثلاً سمو الأمير
• الصقر: نحن أمة قهرها الغرب وخذلها التعصب وظلمت نفسها
• تركي الفيصل: أميركا تركت في العراق نظاماً سياسياً طائفياً يقود إلى التفرقة
انطلقت صباح أمس، برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد وبحضور رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، ممثلاً لسمو الأمير، أعمال المؤتمر الدولي الأول لمجلس العلاقات العربية والدولية تحت عنوان "الوطن العربي والعالم... رؤية مستقبلية" بمشاركة عدد من الشخصيات السياسية والاقتصادية البارزة عربياً ودولياً.

واقترح رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم، في كلمته في الجلسة الأولى التي دارت حول "الوطن العربي والغرب"، إنشاء منظمة للدول المطلة على الخليج العربي للتعاون، مشيراً إلى أن القضايا العالقة بين إيران وبعض الدول العربية وخاصة في منطقة الخليج، تحلّ بالحوار البنّاء وانتهاج السبل الدبلوماسية وتعزيز الثقة.

ورأى بن جاسم أن الخطوة الأولى لإصلاح حال العالم العربي وجعله أكثر تفاعلاً وتأثيراً في العالم من حوله تبدأ بإصلاح الأوضاع الداخلية لكل دولة عربية، أما الخطوة الثانية والضرورية "فتكمن في إصلاح جامعة الدول العربية حتى تكون قادرة على تحقيق أهدافها داخل العالم العربي".

وأضاف: "إذا أردنا أن يحترمنا العالم فعلينا أولاً أن نحترم أنفسنا ونحترم شعوبنا ونستجيب لتطلعاتها المشروعة، لا أن نزهق أرواحها ونستبيح دماءها كما يفعل النظام السوري حالياً، والذي قدم للعالم صورة شائهة ومشينة عن العرب قد يصعب محوها قريباً من الذاكرة".

ومن جانبه، قال رئيس مجلس العلاقات العربية والدولية محمد الصقر، في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر إن الولادة الفعلية لمجلس العلاقات العربية والدولية تزامنت "مع بواكير الربيع العاصف، وسواء كان هذا التزامن من قبيل حسن الطالع أو سوئه، فإنه يؤشر إلى أن قيام مثل هذا المجلس أصبح أمراً مستحقاً، وإلى أن دوره أصبح ملحاً".

وأضاف الصقر أن "العلاقات العربية البينية والدولية أشبه بالبحر الواسع الزاخر بالتيارات العنيفة، ومركبي صغير، والوقت المتاح قصير، وسرعة التغيرات في القرية الكونية تجعل الرؤية المستقبلية أقرب إلى إشراقات عالم الغيبيات منها إلى أبحاث علم المستقبليات".

وتابع: "نحن أمة قهرها الغرب، حين نجح في مراوغتها نجاحاً لم يحققه مع أمة أخرى، ونحن أمة خذلها التعصب، حين حال دون لحاقها بقطار الحداثة، فخرجت من عصرها، ونحن أمة ظلمت نفسها، حين أصرت على دخول المستقبل بالرجوع إلى الماضي".

وعرج الصقر على الوضع المحلي موجهاً تساؤله إلى رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك: "ماذا يجري في الكويت؟"، لافتاً إلى أن هذا التساؤل "يطرحه كل محب للكويت قلق عليها".

وأضاف أنه "كان لي شخصياً موقف معارض لمرسوم الصوت الواحد، وامتنعت عن المشاركة في العملية الانتخابية على أساسه، وفي ذروة هذا الحراك المعارض، التمست من حضرة صاحب السمو الأمير أن يشمل مؤتمرنا هذا برعايته السامية"، مشيراً إلى أن سموه لم يكتفِ بالموافقة والترحيب، بل كلف سمو رئيس الوزراء شخصياً بأن يمثله في حفل الافتتاح، نظراً لارتباطات مسبقة، كما وجه بأن تقدم الأجهزة الحكومية المعنية كل التسهيلات اللازمة لنجاح المؤتمر وإكرام ضيوفه".

وقال الصقر: "ما زلت ـ بالطبع ـ على قناعتي بموقفي المعارض، في إطار الولاء الكامل للأمير، والالتزام التام بالدستور، وأما موقف صاحب السمو الأمير فهو تكريس لما اعتاده وعوّدنا عليه، والمنبثق عن تقدير سياسي لدور المعارضة الوطنية البناءة، وعن احترام دستوري وأخلاقي لحرية الرأي وكرامة المواطن".

بدوره، قال رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل في كلمته: "قبل أن أبدأ كلمتي أحب أن أعلق على كلمة رئيس الجلسة محمد الصقر، فالشعوب العربية ليست مقهورة، والدليل على ذلك الانتفاضات التي يشهدها الوطن العربي مؤخراً"، مضيفاً: "لو كنت نائباً كويتياً لأيدت مرسوم سمو أمير البلاد الرامي إلى تعديل قانون الانتخاب الأخير".

وأضاف الفيصل أن "الولايات المتحدة انسحبت من العراق كما وعد الرئيس الأميركي باراك أوباما، ولكنها بدلاً من أن تخلف نظاماً ديمقراطياً يحقق تطلعات العراقيين إلى عراق مستقر وحر وموحد وتنمية شاملة تعوضهم عن سنوات الحرب والحصار تركت وراءها نظاماً سياسياً طائفياً يسهم في استمرار عدم الاستقرار ويقود العراق إلى الخلف بتفرقة مكوناته الاجتماعية المتعايشة والمتجانسة على مدار قرون".

وحذر الفيصل، في الوقت ذاته، من تكرار المشهد لدى الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وتركها لمصيرها "كما فعلنا في تسعينيات القرن الماضي عند تحريرها من الغزو السوفياتي".

ويتابع مجلس العلاقات اعماله اليوم في جلسة اخيرة بعنوان "الوطن العربي ودول الجوار" يليها اختتام.

back to top