الإبراهيمي يلتقي «معارضة الداخل» وانقسام حول مصير الأسد

نشر في 26-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 26-12-2012 | 00:01
No Image Caption
• «الإخوان»: لا مكان للقتلة في سورية • «الحر» يسيطر على حارم • واشنطن: لا مستقبل للنظام

غداة لقاء غامض مع الرئيس بشار الأسد، لم يبدد المخاوف من استمرار حمام الدم في سورية، التقى المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي أمس قيادات من المعارضة الداخلية، التي بدت منقسمة حول حلول الأزمة ومصير الأسد، في حين استمرت العمليات العسكرية، التي أودت بحياة أكثر من 44 ألف شخص حتى الآن.
وسط دعوات إقليمية ودولية لتسريع عملية الانتقال السياسي في سورية ووقف إراقة الدماء، بدأ موفد الجامعة العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي أمس محادثاته مع المعارضة الداخلية، التي اعتبر ساستها أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد من الأزمة، بينما رفض مقاتلوها، الذين سيطروا أمس بشكل كامل على بلدة حارم التابعة لإدلب، أي تسوية يبقى فيها بشار الأسد رئيساً.

والتقى الإبراهيمي في اليوم الثالث لزيارته العاصمة السورية، وفداً تقدمه المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي حسن عبدالعظيم، الذي قال إن الموفد "مستمر في سورية حتى الأحد، وسيعمل على تأكيد التوافق الدولي لحل هذه الأزمة" المستمرة منذ 21 شهراً، ولاسيما توافق "روسي أميركي".

لكن رجاء الناصر، أمين سر المكتب التنفيذي للهيئة التي تغض السلطات السورية النظر عن نشاطاتها، كان أكثر وضوحا في حديثه عن "آمال كبيرة بأن تثمر اللقاءات الإضافية للإبراهيمي مع المسؤولين السوريين عن اتفاقات أو إيجابيات".

وإذ أشار إلى أنه "لا يمكن الآن البت في الانطباع العام إلى أن تنتهي هذه اللقاءات"، أكد أن الوفد قدم إلى الموفد الدولي اقتراحات لحل الأزمة، معتبراً أن "الحل السياسي هو المخرج الوحيد"، ويقوم على "إقامة نظام ديمقراطي جديد وعدم بقاء النظام الراهن".

وكان وفد من ستة أشخاص التقى الإبراهيمي في مقر إقامته بفندق شيراتون، بحسب ما أفادت صحافية في "فرانس برس". وتضم هيئة التنسيق أحزاباً قومية عربية وأكراداً واشتراكيين وماركسيين، وهي قريبة من روسيا وترفض أي تدخل خارجي في سورية.

واعتبر الناصر أنه لا مخرج للأزمة إلا بتأليف "حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة تقود البلاد إلى بر الأمان"، إضافة إلى "الحل السياسي الذي يقوم على إقامة نظام ديمقراطي جديد وعدم بقاء النظام الراهن".

جرائم النظام

في المقابل، رفضت "لجان التنسيق المحلية"، التي تمثل مجموعة واسعة من الناشطين الميدانيين، رفضت أمس "أي مبادرة تحاول وضع السوريين أمام خيارات تبتز الشعب وتخيره بين قبول تسويات جائرة أو استمرار جرائم النظام بحقه وبحق ممتلكاته وبنية دولته".

وحذرت من "منح الفرص مجددا للنظام للاستمرار بالقتل والتدمير"، مؤكدة أن "رحيل الأسد وجميع مسؤولي نظامه العسكريين والأمنيين والسياسيين عن السلطة شرط لازم لنجاح أي مبادرة للحل وأي خطة تمنح أركانه حصانة هي مرفوضة". ونحت جماعة "الإخوان المسلمين" المعارضة في الاتجاه نفسه، متمسكة بحق الشعب "في محاسبة كل مرتكبات نظام الاستبداد والفساد وأدواته"، معتبرة أنه "لن يكون للقتلة والمجرمين مكان في سورية المستقبل"، وذلك بحسب بيان حصلت "فرانس برس" على نسخة منه.

وأكدت أنها تدرك "حجم المؤامرة المضروبة على شعبنا وقطرنا منذ عقود"، وأن الأخير ماض "في ثورته إلى غايتها، في استعادة روح مجتمعه المدني الموحد، في أفق دولته المدنية الحديثة، رافضين كل التصنيفات والمؤامرات والمناورات".

انتقال سياسي

وفي البيان الختامي لقمتهم السنوية في المنامة، شدد قادة دول مجلس التعاون الخليجي أمس على ضرورة "الإسراع في عملية الانتقال السياسي" لوقف إراقة الدماء والدمار في سورية.

ومن الفاتيكان، صدرت عن البابا بنديكتوس السادس عشر دعوة مماثلة، بطلبه "وقف إراقة الدماء وتسهيل الإغاثة للنازحين واللاجئين والبحث من خلال الحوار عن حل سياسي للنزاع"، وذلك خلال إعطائه بركته "إلى المدينة والعالم" بمناسبة عيد الميلاد.

ميدانياً، وبينما كانت أعمال العنف حصدت أمس الأول 126 قتيلاً في مناطق مختلفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أحصى سقوط أكثر من 44 ألف قتيل في سورية منذ منتصف مارس 2011، قتل رئيس مفرزة المخابرات العسكرية في جرمانا (جنوب شرق دمشق) إثر كمين نصبه مقاتلون ليل أمس الأول بعد تفجير عبوة ناسفة في المنطقة. ومع وصول الضابط وعناصره إلى المكان "تم استدراجهم إلى مبنى وأطلق الرصاص عليهم".

وفي إدلب (شمال غرب) "سيطر مقاتلون من عدة كتائب مقاتلة على بلدة حارم بشكل كامل بعد الاستيلاء على حي الطارمة وقلعة حارم آخر معاقل القوات النظامية والمسلحين التابعين لها والموالين لها". ووضح المرصد أن ذلك تم "إثر استسلام ما تبقى من عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها بعد حصار استمر لأشهر واشتباكات عنيفة سقط فيها عدد كبير من القتلى والجرحى.

وتعرضت مدن وبلدات داريا والمعضمية ويلدا بريف دمشق للقصف من قبل القوات النظامية، بينما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب في محيط إدارة المركبات بين مدينتي عربين وحرستا منتصف ليل الاثنين الثلاثاء.

واشنطن

إلى ذلك، أدانت الولايات المتحدة بشدة، القصف الذي استهدف مخبزاً في بلدة حلفايا في ريف حماة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 60 شخصاً كانوا يصطفون أمامه، معتبرة أن مثل هذه الهجمات "الوحشية" تظهر أن "لا مستقبل" للنظام في سورية.

وقال نائب المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، باتريك فينتريل، في بيان أمس الأول، إن "الولايات المتحدة تدين بأشد العبارات أحدث الهجمات الشرسة التي نفذها النظام السوري ضد المدنيين، وخاصة الهجوم على أشخاص كانوا ينتظرون لشراء الخبز في بلدة حلفايا".

(دمشق، حلب -

أ ف ب، يو بي آي)

back to top