شهد الملف السوري أمس مجموعة أحداث متسارعة ودراماتيكية، فبينما أعلن رئيس الائتلاف المعارض أحمد معاذ الخطيب استقالته، رفض المكتب الرئاسي في الائتلاف هذه الاستقالة، وفي حين أعلن "الجيش الحر" رفضه الاعتراف بغسان هيتو رئيساً للحكومة المؤقتة، أصابت قذائف الجيش السوري الحر مبنى الإذاعة والتلفزيون في وسط دمشق، وحاصرت قوات المعارضة منفذ نصيب الحدودي في درعا من ثلاث جهات.

Ad

وقال الائتلاف، في بيان، إن "المكتب الرئاسي في الائتلاف لم يقبل استقالة معاذ الخطيب، وطلب من الهيئة العامة التقرير في هذا الشأن"، مضيفاً أن أعضاء الهيئة "لم يقبلوا الاستقالة كذلك، وهم يطلبون من الخطيب العودة إلى عمله كرئيس للائتلاف".

وختم البيان "وبالتالي، سيستمر الخطيب في إدارة الائتلاف في هذه المرحلة بحسب اتفاق أعضاء الهيئة العامة".

وكان الخطيب أعلن استقالته في بيان أشار فيه إلى أن "الأمور وصلت إلى ما بعد الخطوط الحمراء"، وانتقد دولاً داعمة للمعارضة من دون أن يسميها، متحدثاً عن رغبةٍ في "ترويض الشعب السوري وحصار ثورته ومحاولة السيطرة عليها".

ولفت الخطيب إلى أن "مَن هو مستعد للطاعة فسوف يدعمونه، ومن يأب (يرفض) فله التجويع والحصار".

ومن جانبه، أشار المعارض ميشيل كيلو إلى أنه "كان هناك خلاف داخل الائتلاف على انتخاب هيتو، لكن مجموعة قطر داخل الائتلاف فرضته خارج أي توافق سياسي"، معتبراً أن استقالة الخطيب تأتي في هذا السياق.

جاء ذلك، في حين أكد المنسق السياسي والإعلامي لـ"الجيش الحر" لؤي المقداد أمس رفض "الجيش الحر" الاعتراف بهيتو، وقال في هذا السياق: "لا نعترف برئيس حكومة فُرِض على الائتلاف الوطني، بدلاً من أن ينال التوافق".

وأنهى وزراء الخارجية العرب أمس اجتماعهم التحضيري للقمة العربية التي تستضيفها الدوحة غداً الثلاثاء دون إعلان قرار حول منح مقعد سورية للمعارضة السورية.

وأكد مصدر عربي دبلوماسي رفيع شارك في الاجتماع الوزاري، أن الوزراء أكدوا "الالتزام بقرار مجلس الجامعة الصادر في السادس من مارس بدعوة الائتلاف السوري المعارض لتشكيل هيئة تنفيذية لشغل مقعد سورية في القمة".

وأوضح المصدر أنه "لم يتم اتخاذ قرار اليوم (أمس)" حول مسألة منح مقعد سورية للمعارضة بينما "تُركت مشاركة الائتلاف في القمة لرئيس القمة أمير قطر بالتشاور مع القادة العرب".

وأفادت مصادر دبلوماسية أن الجزائر والعراق تحفّظا عن هذه الخطوة، في حين أكد لبنان النأي بنفسه عن أي قرار يتعلق بالملف السوري.

 (دمشق، الدوحة - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي )