مصر: جدل الانتخابات ينطلق و«الإنقاذ» تلوِّح بالمقاطعة
مرسي يعلن إجراءات الانتخابات قريباً وتقرير المفوضين يرى تقسيم الدوائر «غير دستوري»
ساد الارتباك المشهد السياسي المصري أمس، بعد ساعات من انتهاء فعاليات جمعة "كش ملك"، ففي حين أكدت قوى سياسية تحفظها عن المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة، توقع مراقبون أن يعلن الرئيس محمد مرسي البدء في إجراءات الانتخابات، نهاية الأسبوع الجاري.زادت الضغوط على الرئيس المصري محمد مرسي، لإعلان موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة، وسط رفض سياسي واسع، في ظل انقسام سياسي غير مسبوق، بعد شهور من تولي الرئيس وانفراده وجماعته بحكم البلاد، بحسب المعارضة المدنية، التي تمثلها جبهة "الإنقاذ الوطني"، التي لا تزال ترفض الجلوس على مائدة الحوار مع الرئيس وجماعته.وزاد قرب الإعلان عن إجراء انتخابات مجلس النواب وتحديد موعد الناخبين للاقتراع انقسام القوى السياسية، حول إمكانية خوض انتخابات وسط غضب شعبي متزايد ضد حكم جماعة "الإخوان المسلمين"، في ظل عدم انتهاء مجلس الشورى "الغرفة الثانية للبرلمان المصري" من إقرار قانون انتخاب مجلس النواب بشكل نهائي، في حين توقع مراقبون أن يدعو الرئيس محمد مرسي إلى إجرائها في موعد أقصاه الجمعة المقبلة 22 فبراير، التزاماً بنص الدستور الذي يعطيه 60 يوماً فقط بعد إقراره، للبدء في إجراء الاقتراع.وبينما أكد عضو اللجنة التشريعية بمجلس الشورى د. جمال جبريل أن المجلس سيعيد النظر في بعض مواد القانون، ومنها الخاص بتقسيم الدوائر، صرح مصدر قضائي في "المحكمة الدستورية العليا" قائلاً إنه سيتم الانتهاء من مراجعة قانون انتخابات مجلس النواب، خلال الأسبوع الجاري ليحال بعدها إلى المجلس، لافتاً إلى أن المحكمة تسلمت تقرير هيئة المفوضين بالرأي القانوني والدستوري في مشروع القانون. وكشف المصدر لـ"الجريدة" عن أن تقرير هيئة المفوضين تضمن وجود العديد من النصوص التي تنطوي على عوار دستوري، ومنها المواد الخاصة بتقسيم الدوائر، حيث لم يراعِ القانون التوازن بين عدد السكان في الدوائر والتوزيع الجغرافي، ما يعد إخلالاً بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص، خاصة أن الدستور نص على إجراء الانتخابات بنظام الثلثين للقوائم الحزبية والثلث للفردي.المقاطعةمن جانبه، عبر نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة" عصام العريان عن تخوفه من مقاطعة أحزاب وقوى سياسية، الانتخابات البرلمانية المقبلة"، مطالباً القوى السياسية بالمشاركة والتعبير عما سماه "التغير الحقيقي" الذي حدث في مصر.وزادت المخاوف من احتمال مقاطعة القوى السياسية المتكتلة في "جبهة الإنقاذ" الانتخابات المقبلة، وعلى هامش اجتماع عقدته "الجبهة" أمس، مع قيادات عمالية وأعضاء "مؤتمر عمال مصر الديمقراطي"، أكد أحمد البرعي الأمين العام لجبهة الإنقاذ الوطني، لـ"الجريدة" أنه لا حديث عن انتخابات في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية التي ستؤدي لانهيار البلد".من جانبه، أكد المتحدث باسم لجنة الانتخابات في "الجبهة" الدكتور محمود العلايلي، لـ"الجريدة" أن الجبهة مازالت تعتقد أنه لا مجال للحديث عن الانتخابات في ظل الوضع الحالي، واستغلال دماء وآلام وطموحات الناس".إلى ذلك، أصدرت مجموعة الكتلة السوداء "البلاك بلوك" بياناً أعلنت فيه خطتها الثانية لمواجهة حكم "الإخوان" بعد تجاهل الحكومة لمطالبهم، مؤكدين مسؤوليتهم عن اقتحام منزل نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين".يذكر أن نائب المرشد العام لجماعة "الإخوان المسلمين"، المهندس خيرت الشاطر، اتهم مجهولاً بمحاولة إشعال النيران بمكتبه الكائن في مدينة نصر.