وسط الاتهامات المتواصلة للإسلام والمسلمين بتبني الإرهاب، خصوصاً في الدول الغربية، حيث ينظر البعض، على الصعيدين الرسمي والشعبي، للمسلمين بشكل عام، ولأفكارهم وطروحاتهم وحتى لمصطلحاتهم، على أنها تدفع نحو الإرهاب، انتفض عدد من النشطاء الأميركيين على هذه الظاهرة، ليؤكدوا أن من يمارس الإرهاب لا يمثل الإسلام ولا المسلمين، وليطلقوا مقاربة جديدة في الدفاع عن الإسلام، إذ اختاروا أن ينطلقوا من مصطلح «الجهاد»، الذي «تمّ تشويهه»، ليبيّنوا أن الجهاد مفهوم عام، هو في حقيقته اللغوية، كفاح في الحياة من أجل تحقيق الطموحات والأحلام.
فقد بدأ هؤلاء الناشطون حملة تحت عنوان «My Jihad» (جهادي)، حيث نشروا لافتات «الجهاد» في بعض المدن الأميركية، كان أولها شيكاغو وسان فرانسيسكو، في حين أقبل الآلاف من الأميركيين وغير الأميركيين، على المشاركة في هذه الحملة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وموقع الحملة myjihad.org، الذي وُضع في أعلاه الحديث الشريف القائل: «أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر». وكلّ بدأ يعلن عن «جهاده» الخاص، فهذه تعلن أن «جهادها» هو من أجل النجاح في مهنة التصوير، وهذا يعلن أن «جهاده» هو من أجل تعليم أولاده، وآخر «يجاهد» لبناء صداقات حول العالم، وآخرون يعلنون أن جهادهم هو من أجل نشر الديمقراطية في بلدانهم.«الجريدة» أجرت حواراً مع منسقة مشروع حملة «My Jihad» الأميركية أنجي إيمارا، التي شرحت فكرة هذا المشروع وهدفه، مؤكدة الإقبال اللافت للمشاركة من داخل الولايات المتحدة وخارجها، ومثنية على التغطية الإعلامية التي حظيت بها نشاطات الحملة.وفي ما يلي نصّ الحوار:• أولاً، كيف ظهرت فكرة حملة "My Jihad"؟- خرجت الفكرة من الناشط والمدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية في شيكاغو أحمد رحاب، الذي أطلق الحملة أولاً على موقع فيسبوك، حيث انضممتُ إليه فوراً مع العديد من الأشخاص.في الواقع، أحمد، كما نحن جميعاً، سئمنا من كون إيماننا أصبح مخطوفاً من قبل المتطرفين من الطرفين، الطرف المسلم والطرف المعادي للإسلام. وقد أتى تحركنا في وقت كانت الصحافية باميلا جيلر تنشر دعاية معادية للإسلام، (سمح لها القضاء الأميركي بنشر ملصقات تقول: "في كل حرب بين الإنسان المتحضر والمتوحش، ساندوا المتحضر، ادعموا إسرائيل وقاتلوا الجهاد"، وذلك بالرغم من اعتراض إدارة مترو نيويورك، التي اعتبرت رسالة الحملة مهينة).وقد قدّمت حملة "My Jihad" للكثيرين منبراً مثالياً وحضارياً، يمكنهم من خلاله، التعبير عن آرائهم بشأن الإسلام الحقيقي.• ما الهدف الأساسي من هذه الحملة؟- الهدف الرئيسي من حملة "MyJihad" هو تغيير ما يُحكى عن معنى كلمة "جهاد"، وبالتالي ما يُشاع عن الإسلام. ونحن نعمل على تحقيق هذه الغاية عبر توعية الرأي العام من خلال استخدام الإعلانات على الحافلات، فضلاً عن مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً فيسبوك وتويتر، للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، ولتشجيع كل شخص على أن يغرد على تويتر عن جهاده الخاص.إضافة إلى ذلك، فإن موقعنا الالكتروني "myjihad.org" يمثل منبراً توعوياً. وقد لجأت العديد من الجامعات والمجتمعات الإسلامية المحلية إلى استخدام حملتنا والاستفادة من المواد المنشورة على موقعنا لنشر التوعية بشأن مفهوم الجهاد.ومن خلال كل ما تقدم، نتصدى للمتطرفين من المسلمين وغير المسلمين، عبر تبيان عنفهم وتعصبهم. وإذ نفعل هذا الأمر، فإننا نقوم به بطريقة حضارية وذكية وواعية. ونحمدلله، فإن حملتنا الدعائية الأولى في شيكاغو جنت تغطية إعلانية بمليون دولار، وما كنا لنطلب أكثر من ذلك.• هل تواجهون أي عوائق؟- نواجه بعض العوائق، إذ على سبيل المثال، نتلقى على تويتر تهديدات وإهانات بذيئة. وبالطبع، فإن هذه التهديدات والإهانات لا تمثل إلا طبيعة من يوجهها والنفاق الذي يمارسه من يدعي محاربة الإرهاب.• كيف كان التجاوب مع الحملة حتى الآن؟- التجاوب كان كبيراً جداً. الآلاف من الأميركيين ومن الأشخاص حول العالم يتحمسون للمشاركة في "جهادي"، وكأنّ الناس كانوا ينتظرون أمراً كهذا ليجعلوا صوتهم يُسمع أخيراً. كما أن تجاوب الإعلام كان رائعاً.بالطبع، المسلمون أحبوا هذا المنبر، لكن لابد من الإشارة إلى أن التجاوب الأكبر كان من قبل أشخاص غير مسلمين، أشخاص أحبوا الطريقة الذكية التي تناولنا من خلالها الموضوع، وهم يشاركون بالمئات.في المقابل، نواجه تجاوباً سلبياً من بعض الذين يعانون الإسلاموفوبيا ومن المسلمين المتطرفين. فهؤلاء يحاولون يائسين أن يسيئوا إلى حملتنا، خصوصاً من خلال التغريد على موقع تويتر. والجدير ذكره أن الطرفين، أي الذين يعانون الإسلاموفوفيا والمسلمين المتطرفين، يتشابهون في طريقة التجاوب وبالمشاعر التي يعبّرون عنها، فالاثنان يؤيدون العنف وخطابات الكراهية تجاهنا. لكننا ننظر إلى هذا الأمر كنجاح لنا، لأن هؤلاء يفضحون أنفسهم، دون أن نقول أي كلمة. نحن بكل بساطة نعبّر عن حقيقتنا وهم يستمرون في التجاوب الهيستيري مع إطلاق مزيد من التهديدات العنيفة والإهانات، خصوصاً من يعانون الإسلاموفوفيا. وبالتالي، فإن الناس يمكنهم أن يكتشفوا بسهولة من هو الذي يؤيد العنف ومن هو المسالم، وبالتالي سيختارون. والأشخاص الأكثر منطقية سيختارون الحوار السلمي وخطاب التسامح.• ما هي خططكم المستقبلية؟- في الواقع، لدينا الكثير من الخطط المستقبلية. فأولاً، نتطلع إلى إقامة مسابقات متعددة الأوجه، يتمكن من خلالها أي شخص من تقديم "جهاده" الخاص، حيث سيحصل الفائزون على جوائز تعود بدورها، بالفائدة العامة. كما نعمل على تحضير عمل إغاثي تحت اسم الحملة.في موازاة ذلك، نتطلع إلى توسيع الحملة الإعلانية، إذ كنّا قد بدأناها في شيكاغو وسان فرانسيسكو، ثم توسّعنا بها إلى واشنطن دي سي، ونعمل حالياً على إطلاقها في فلوريدا ونيويورك.وكذلك نتطلع إلى توسيع نشاط الحملة دولياً، علماً أننا نحظى بدعم كبير حول العالم، حيث تلقينا اتصالات من المملكة المتحدة وأستراليا ومصر وتركيا. ولدينا الكثير من الطلبات لإدخال "MyJihad" إلى العديد من الدول منها الهند وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وماليزيا وإندونيسيا وتركيا ومصر ولبنان.باختصار، نتطلع إلى التوسع محلياً داخل الولايات المتحدة ثم عالمياً.
دوليات
منسقة حملة «MyJihad» أنجي إيمارا لـ الجريدة: نتصدى للمتطرفين من المسلمين وغير المسلمين
18-02-2013