الرسالة الأساسية التي تقف وراء تصريح بن برنانكي تتمثل في الموقف القوي الذي سيعتمده البنك المركزي الأميركي في ما يتعلق ببرنامج التيسير الكمي، مع احتمال إيقاف العمل به وتحديد الوقت المناسب لهذه الخطوة، والاستمرار في إلقاء الضوء على إمكانية تعديل البرنامج صعوداً أو نزولاً.

Ad

ذكر تقرير اسواق النقد الأسبوعي الصادر عن بنك الكويت الوطني أن محافظ البنك الاحتياطي الفدرالي بين برنانكي قال خلال المؤتمر الصحفي الاخير الذي عقدته اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة، ان المخاطر التي تواجه الولايات المتحدة الاميركية بدأت تتضاءل، كما أن سوق العمل يستمر بالتحسن أكثر فأكثر.

وتبين التوقعات الخاصة بالبنك الاحتياطي الفدرالي ان النمو يتحقق بالتماشي مع توقعات مستويات البطالة، وبالتالي فقد جرى اعتبار تصريحات برنانكي كإشارة إلى احتمال ان يتم ايقاف العمل ببرنامج التيسير الكمي على ضوء هذه التحسنات والذي لم يشهد له مثيل في العالم من قبل، وقد بدأت الضغوطات على حركة البيع بالتفاقم خاصة فيما يتعلق بأسواق السندات التي تعاني دوماً تحت الضغوطات المستمرة.

وبالتالي فقد بدأ الدولار الاميركي قوياً هذا الاسبوع خاصة وأن الاسواق الناشئة تعاني العديد من الضغوطات فيما يتعلق بسوق الاسهم والسندات والعملات.

التيسير الكمي

وباختصار، فإن الرسالة الاساسية التي تقف وراء التصريح الصادر عن البنك الاحتياطي الفدرالي تتمثل بالموقف القوي الذي سيعتمده البنك المركزي فيما يتعلق ببرنامج التيسير الكمي، مع احتمال ايقاف العمل به وتحديد الوقت المناسب لهذه الخطوة، كما أن التصريح الصادر عن اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة يستمر في القاء الضوء على امكانية تعديل البرنامج صعوداً أو نزولاً، إلا ان المؤتمر الصحفي الاخير لبرنانكي يفيد باحتمال خفض حجم البرنامج.

أما فيما يتعلق باسواق تداول العملات الاجنبية، فقد اقفل الاسبوع مع ارتفاع في سعر الدولار الاميركي، أما العملات الخاصة بالدول الناشئة فقد كانت الخاسر الاكبر في السوق.

وقد ارتفع مؤشر الدولار الاميركي بعد التراجع الذي شهده لغاية ليل الاربعاء، ليصل المؤشر الى اعلى مستوى عند 82.50 تبعاً للاجتماع الاخير الذي عقده البنك الاحتياطي الفدرالي.

من ناحية أخرى، ارتفع اليورو مع بداية الاسبوع ليصل إلى اعلى مستوى عند 1.3400 ثم تراجع بعد اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة، ليقفل الاسبوع عند 1.3122 بسبب ارتفاع الدولار الاميركي مقابل كافة العملات الرئيسية الاخرى.

اما الجنيه الاسترليني فقد بدأ الاسبوع جيداً حيث ارتفع إلى اعلى مستوى عند 1.5752، وليقفل الاسبوع عند 1.5419.

تراجع الين الياباني

وفي المقابل، تراجع الين الياباني بنسبة فاقت 4 في المئة مع الارتفاع الحاصل في الدولار الاميركي وتبعاً للتصريحات الصادرة عن البنك المركزي الياباني، حيث صرح المحافظ كورودا عن شكوكه الكبيرة حيال الاقتصاد الياباني، بالرغم من الارتفاع الحاصل في الصادرات بسبب تقلب الين الياباني خلال الفترة الاخيرة، ليقفل الين الاسبوع عند 97.90.

وفيما يتعلق باسواق السلع، تراجعت اسعار الذهب من جديد نتيجة لتصريحات البنك الاحتياطي الفدرالي، خاصة وأن المستثمرين في انتظار قيام البنك الاحتياطي الفدرالي بايقاف العمل ببرنامج التيسير الكمي، وبالتالي فقد تراجع سعر سبيكة الذهب لتصل إلى دون مستوى 1,300 دولار اميركي.

اما اسعار النفط فقد تأثرت بالاضطرابات السياسية في منطقة الشرق الاوسط لتقفل الاسبوع عند 95.60 دولارا اميركيا للبرميل.

عمليات مختارة لـ «الشعبي» الصيني

تبعاً للضغوطات الكبيرة الناجمة عن التصريحات الصادرة عن البنك الاحتياطي الفدرالي الاميركي يوم الاربعاء الماضي، قام البنك الشعبي الصيني بضخ العديد من التمويلات من أجل تخفيف مخاطر حصول أزمة نقدية لدى بعض البنوك المحلية.

ففي الواقع، اعتمد البنك الشعبي الصيني اتفاقيات إعادة شراء معكوسة لضخ التمويلات لبعض البنوك المختارة فقط، وقد أفاد بعض المحللين الاقتصاديين انه في حال تم تطبيق ذلك، فإن السيولة النقدية سيتم تقديمها فقط للبنوك التي تعاني مشاكل في توفر السيولة النقدية.

تجدر الإشارة الى ان النمو الاقتصادي الصيني الضعيف والذي ترافق مع احتمال قيام البنك الاحتياطي الفدرالي بايقاف العمل ببرنامج التيسير الكمي لم يقدم اي عامل ايجابي في الاسواق الناشئة خلال الفترة الأخيرة.

وقد تراجع النمو الاقتصادي بنسبة 7.7 في المئة خلال الربع الأول من السنة، مع التوقعات في ان يحقق المزيد من التراجع خلال الربع الثاني.

والجدير بالذكر ان المشرعين الصينيين واجهوا وضعاً مماثلاً خلال العام الماضي حيث قاموا فيه بخفض معدلات الفائدة مع تسريع العمل في مشاريع البنية التحتية، إلا ان الوضع لن يكون مماثلاً هذا العام بل سيكون أكثر صعوبة.

أسعار النفط تتراجع

شهد هذا الاسبوع تراجعاً حاداً في أسعار النفط تزامنا مع السيولة في سوق السلع، خاصة وأن ارتفاع الدولار الأميركي وتراجع مؤشر PMI للقطاع الصناعي الصيني هذا الأسبوع قد تسبب بالعديد من الضغوطات على الأسواق، وبالتالي فإن تراجع سوق الاسهم الأميركي وارتفاع سعر الدولار قد نتج عنه تراجعاً في سعر برميل النفط.

تصريح برنانكي يضيف مزيداً من الشكوك

حرص محافظ البنك الاحتياطي الفدرالي بين برنانكي من خلال خطابه الاخير على منح بعض الطمأنينة لسوق السندات، إلا ان الآمال في تحقيق ذلك قد تبددت بسبب التغيير الحاصل في ايرادات السندات لأجل 10 سنوات والتي انتقلت من 2.18 في المئة إلى ما يفوق 2.42 في المئة مع حلول نهاية الاسبوع، وبالتالي فإن المخاطر الاقتصادية قد تراجعت فضلاَ عن ان سوق العمل قد أظهر المزيد من التحسن.

من ناحية أخرى، يتوقع المستثمرون ان البنك الفدرالي يتحضر لتعديل برنامج التيسير الكمي خلال الفترة اللاحقة من السنة، إلا ان برنانكي قد حرص على التخفيف من تأثيرات الايرادات الاخيرة وذلك من خلال تصريحه بأن تعديل السياسة النقدية لن يكون قبل منتصف عام 2014.

ولكن الاسواق لم تأخذ هذه التصريحات بعين الاعتبار خاصة وأن برنانكي قد أضاف بأن التدخل سيكون أكثر حدة في حال كان الاداء الاقتصادي أقوى من المتوقع، وقد أفاد بعض المحللين الاقتصاديين أن وتيرة عمليات الشراء قد تتغير بحسب منظور البنك الاحتياطي الفدرالي من 85 مليار دولار اميركي إلى الصفر مع حلول منتصف عام 2014.