«احتفالات أكتوبر» تمنح زخماً لحملة ترشح السيسي للرئاسة
المطالبات برئيس عسكري تتصاعد مع تصاعد العنفتعالت الأصوات المصرية الداعية إلى ترشح وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي للرئاسة مع تصاعد العنف الذي تشهده البلاد.
منحت احتفالات مصر بالذكرى الأربعين لحرب العبور زخماً للحملات الشعبية لترشيح وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي للرئاسة، إذ رفع مئات الآلاف صوره في الميادين، كما ساهمت محاولات أعضاء جماعة "الإخوان" إفساد الاحتفالات بتظاهرات سقط فيها أكثر من 50 قتيلاً في ارتفاع أصوات المطالبين برئيس ذي خلفية عسكرية ليستطيع مواجهة "الإرهاب"، وهو ما تعزز بثلاث هجمات نوعية تعرضت لها أهداف عسكرية وأمنية واقتصادية أمس في الإسماعيلية وجنوب سيناء والقاهرة، أسفرت عن مقتل 11 شخصاً بينهم 6 جنود من الجيش وثلاثة من عناصر الشرطة. وتوسط السيسي الحاضرين في احتفالية فنية مساء أمس الأول وسط حضور بارز لجيهان السادات أرملة الرئيس الراحل أنور السادات، وعبدالحكيم نجل الزعيم جمال عبدالناصر، ما أدى إلى ردود فعل إيجابية واسعة في الشارع، الذي قارن الاحتفالات بما فعله الرئيس المعزول محمد مرسي العام الماضي، حين اقتصرت المشاركة على أعضاء الجماعة والمتحالفين معها. ويرفض السيسي حتى الآن الترشح للرئاسة، إلا أن حملات نشطة تجمع يومياً آلاف التوقيعات لدفعه إلى الترشح.وبدا السيسي خلال كلمته في ختام الاحتفالية متفهماً للأخطار التي تحيق بالعالم العربي، بحديثه عن عمق العلاقات المصرية- العربية، موجهاً التحية إلى الدول العربية المساندة لمصر، ومهدداً تلك الدول التي وقفت في وجه إرادة الشعب، قائلاً: "الشعب المصري لا ينسى من يقف بجانبه، كما لا ينسى من وقف ضده".وحذّر السيسي من يقف في وجه إرادة الشعب، في إشارة إلى الدول التي تؤيد جماعة "الإخوان" بلا تحفظ، قائلاً: "إذا كانت مصر هتبقى قد الدنيا فاعملوا حساب لليوم ده، اوعوا تكونوا مش مصدقين إن مصر مش هتبقى قد الدنيا، لا هتبقى قد الدنيا، وبكره تشوفوا". وخاطب قائد الجيش، شعبه والعالم العربي قائلاً: "نحن مسؤولون أمام الله وأمامكم يا مصريين وسنكمل التفويض، وكمان يا عرب عنكم جميعاً"، في إشارة إلى تفويض المصريين، في يوم 26 يوليو الماضي السيسي مواجهة إرهاب تنظيم "الإخوان"، والذي يمتلك عدة أذرع في عدد من الدول العربية.وكان لافتاً حضور احتفالية القوات المسلحة، كل من رئيس وزراء الأردن ووزير الدفاع عبدالله النسور، ومستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، ووزير الدفاع البحريني الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة، ووزير الدفاع المغربي عبداللطيف لودين، ووزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي.وقال الكاتب السياسي عبدالله السناوي لـ"الجريدة" إن تحركات نظام الحكم في القاهرة، تعني عودة مصر إلى محيطها العربي، باعتباره المجال الطبيعي لسياساتها الخارجية، مؤكداً أن تحركات منصور وتصريحات السيسي، رسالة قوية بعودة القاهرة إلى المشهد العربي.وتوقع السناوي أن تتناغم التحركات المصرية مع مواقف السعودية ودول الخليج، للحفاظ على بقايا النظام الإقليمي العربي، بما يضمن سلامة بقية الدول العربية، لافتاً إلى أن المساعدات المالية من دول الخليج للقاهرة ساعدت في تثبيت أركان النظام الانتقالي في مصر.