أنصار مرسي «يعاقبون» أقباط الصعيد
إصابة 10 أقباط في المنيا... وعَلَم «القاعدة» فوق مطرانية بسوهاج
يواجه صعيد مصر مخاطر الفتنة الطائفية، بعد مهاجمة مسلمين متشددين عدة كنائس على مدار الأيام القليلة الماضية، وسط اتهامات لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بمحاولة تأجيج الصراع الطائفي، في محاولة منهم لعقاب الأقباط، وعلى رأسهم بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، لوقوفهم مع ملايين المصريين ضد الرئيس محمد مرسي، ومع عزله في 3 يوليو الماضي. وتعرَّضت كنائس أرثوذكسية، في عدة مدن مختلفة في الصعيد، للحصار على مدار الأيام الثلاثة الماضية، وتم الاعتداء عليها من قبل أنصار الرئيس المعزول، وأسفرت عن وقوع ضحايا ونهب وحرق عدد من محلات ومنازل مملوكة للأقباط.
وتجمع العشرات من أنصار المعزول مساء أمس الأول بقرية "بني أحمد الشرقية"، بمحافظة المنيا جنوب مصر، أمام كنيسة السيدة العذراء، وحاولوا اقتحامها أثناء ترديد هتافات معادية للأقباط والبابا تواضروس الثاني، واتهامه بالتخطيط للإطاحة بـ"الرئيس المسلم"، على حد وصفهم. وحاول عدد من الأقباط الدفاع عن الكنيسة، ما أدى إلى وقوع اشتباكات بين الجانبين، أسفرت عن إصابة 10 مواطنين أقباط بخرطوش، فضلا عن إشعال النيران في أحد المحال المملوكة لمواطن قبطي، وتدخلت قوات الأمن بعد ساعات من الاشتباك، وأطلقت القنابل المسيلة للدموع، في محاولة لفض الصدامات. وروى أحد أهالي القرية حجي يوسف، في تصريحات لـ"الجريدة"، ما حدث، قائلاً: "أنصار المخلوع أضرموا النيران في المنازل والمحال التجارية للمواطنين الأقباط، عقب فشلهم في اقتحام الكنيسة". وأكد يوسف أن هناك قرية أخرى تسمى "الريدة" اندلعت فيها أيضاً اشتباكات، بعد انتشار شائعات بأن الأقباط يجهزون لإحراق مسجد. من جانبه، قال كاهن الكنيسة المتضررة القس باسمونيوس فرج الله، لـ"الجريدة": "احترق منزلي، وحرق محل أخي ودكاكين وصيدليات أقباط بعد نهبها". وشهدت محافظة سوهاج تظاهرات حاشدة لأنصار مرسي، مرددين هتافات "إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية"، أثناء حصارهم الجمعة الماضي مطرانية الأقباط بالمحافظة، وكنيسة ماري جرجس، ورفعوا علم تنظيم القاعدة على بوابة الكنيسة، ما دفع القائمين على الكنيسة إلى إغلاق أبوابها خوفاً من اقتحامها. بدوره، رفض المفكر القبطي كمال زاخر تسمية الاعتداءات على الكنائس بالحوادث الطائفية، مضيفا في تصريحات لـ"الجريدة": "كانت هذه الاعتداءات في ما قبل تعد حوادث طائفية، لكنها الآن تدخل ضمن إطار الاعتداءات الإجرامية الإرهابية، حيث يستخدمها أنصار مرسي كورقة ضغط، بعدما فشلت الاعتصامات وقطع الطرق في لفت الأنظار إليهم".