«النصرة» تندمج مع «قاعدة العراق»... و«الحرّ» يتبرأ منها
• دمشق: الجامعة العربية تزعزع الاستقرار الإقليمي • «فيديو» يشكك في طريقة مقتل البوطي
تبرأ «الجيش السوري الحر» أمس من «جبهة النصرة» بعد إعلان تنظيم «القاعدة» في العراق أن الجبهة اندمجت معه تحت اسم «الدولة الإسلامية في العراق والشام». جاء ذلك في حين هاجم النظام السوري الجامعة العربية واتهمها بأنها تزعزع الاستقرار الإقليمي.أعلن زعيم تنظيم “القاعدة” في العراق أبو بكر البغدادي أنّ “جبهة النصرة” التي تنشط في سورية ضد نظام الرئيس بشار الأسد امتداد له وجزء منه وهدفها إقامة دولة إسلامية في سورية.وفي رسالة صوتية نشرت على مواقع جهادية على الانترنت، أشار البغدادي إلى أنّ “الأوان قد آن لنعلن أمام أهل الشام والعالم بأسره أن جبهة النصرة ما هي إلا امتداد لدولة العراق الإسلامية وجزء منها”، معلناً إلغاء اسم “دولة العراق الإسلامية” وإلغاء اسم “جبهة النصرة” وجمعهما تحت اسم واحد هو “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.وتابع البغدادي في الرسالة: “نمد أيدينا وقلوبنا واسعة للفصائل المجاهدة في سبيل الله والعشائر الأبية في أرض الشام على أن تكون كلمة الله هي العليا وتحكم البلاد والعباد بأحكام الله تعالى، دون أن يكون لغير الله تعالى أي نصيب في الحكم”، مضيفاً: “لا تجعلوا الديمقراطية ثمنا للآلاف الذين قتلوا منكم”.«الجيش الحر»وفي المقابل، أكد رئيس أركان “الجيش السوري الحر” سليم إدريس أن “لا علاقة بين الجيش السوري الحر وبين جبهة النصرة في سورية”، مشيراً الى أن “هناك أكثر من 10 آلاف مقاتل عراقي في سورية”.من ناحيته، قال المنسق الإعلامي والسياسي لـ “الجيش الحر” لؤي مقداد إن “جبهة النصرة لا تتبع للجيش الحر. ولا يوجد قرار على مستوى القيادة بالتنسيق معها. انما هناك واقع ميداني يفرض نفسه أحيانا، فتلجأ بعض الفصائل على الأرض الى التعاون مع الجبهة في بعض العمليات”. وأضاف تعليقا على بيان “القاعدة”: “لا نعلم من أصدر البيان وما هي درجة مصداقيته. لكن لم يتم التنسيق مع قيادة أو أركان التشكيلات العسكرية في شأنه».وأكد مقداد أن “هدفنا واضح ووجهة بندقيتنا واضحة: اسقاط النظام وايصال الشعب الى الدولة الديمقراطية التي يطمح إليها”، مشيراً الى أن “النصرة تنظيم قد يكون يؤمن بأهداف الثورة ويعمل لإسقاط النظام، لكن لديها فكر نختلف معه».وعن تأكيد البيان أن “النصرة” تعمل على إرساء دولة إسلامية في سورية، قال مقداد: “لا يحق لنا أو لأحد أن يفرض أي شكل من أشكال الدولة على السوريين. سيذهب السوريون الى صناديق الاقتراع لاختيار قياداتهم وشكل دولتهم”. وتمنى مقداد “لو يكون تسليح الجيش الحر وتجهيزه وتمويله كافياً لكي يستغني عن أي طرف آخر”، مضيفاً: “مادامت جبهة النصرة موجودة وممولة ومسلحة (...) يحصل أحياناً تعاون بحكم الامر الواقع”، موضحاً أن مثل هذه “العمليات المشتركة تنفذ بقرار ميداني من فصائل على الأرض وهي نوع من التعاون التكتيكي الموضعي».«الخارجية» السوريةاعتبرت وزارة الخارجية السورية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، في رسالتين متطابقتين بعثت بهما أمس الى رئاسة مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن “التفجيرات الإرهابية في دمشق، باتت سلوكاً نمطياً للمجموعات الإرهابية المسلحة التي تتلقى دعماً مادياً ولوجستياً كبيراً من بلدان في المنطقة وخارجها”، وذلك في تعليق على التفجير الذي أودى بحياة 15 شخصا أمس الأول وسط العاصمة السورية.ورأت الخارجية السورية في الرسالتين أن “القرار الأخير الذي اتخذته الجامعة العربية بتاريخ 26/3/2013 والذي يحث على دعم الإرهابيين بالسلاح والمال يمثل دليلاً على الاستهتار بالالتزامات القانونية المفروضة على الدول بمكافحة الإرهاب، الأمر الذي حول هذه المنظمة الإقليمية بفعل هيمنة بعض الدول عليها إلى أداة لزعزعة الاستقرار الإقليمي خلافا لما تمليه المادتان 52 و53 من ميثاق الأمم المتحدة”.«فيديو» البوطيونشر “مجلس قيادة الثورة في دمشق” مقطع فيديو جديداً على الإنترنت، قال إنه يظهر لحظة مقتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي. ويظهر الفيديو الشيخ البوطي وهو يعدل عمامته بعد انفجار صغير وقع قرب منبره، ثم يسارع شخص إليه، حاجباً الصورة عن الكاميرا التي كانت تصوّر الحلقة، وينصرف بسرعة مخلفاً الشيخ البوطي والدماء تسيل من رأسه، وهو ما يرى ناشطون أنه يرجح فرضية اغتيال البوطي بالرصاص لا بالانفجار.وتداولت المعارضة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي صورة قالت إنها لـ “القاتل” الذي ظهر في التسجيل المصوّر.كيري وهيغالى ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس أنه سيلتقي أعضاء في المعارضة السورية في لندن على هامش اجتماع دول مجموعة الثماني اليوم، مضيفا أن واشنطن تبحث سبل مساعدة معارضي الأسد. والتقى وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس، رئيس الحكومة المؤقتة المكلف غسان هيتو وبحث معه موضوع تسليح المعارضة.وكان هيغ أعلن أنه سيلتقي هيتو ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا سيحضرون الاجتماعات التي ستعقد قبل الاجتماع الرسمي لوزراء خارجية مجموعة الثماني. وقال “سيتمكنون من مقابلة بعض وزراء خارجية مجموعة الثماني غدا قبل انعقاد مجموعة الثماني بكامل الأعضاء وسأنضم لهم وأعقد بعض تلك الاجتماعات لبحث الاحتياجات الإنسانية العاجلة والحاجة الماسة لتحقيق انفراجة سياسية ودبلوماسية في سورية”.(دمشق، لندن ــ أ ف ب،رويترز، د ب أ، يو بي آي)