مخيم الزعتري تجسيد لمأساة الشعب السوري

نشر في 29-07-2013 | 16:24
آخر تحديث 29-07-2013 | 16:24
No Image Caption
يجسد مخيم الزعتري المقام الذي انشىء على أرض صحراوية تبعد حوالي 100 كيلومتر عن العاصمة الاردنية عمان حجم المأساة التي حلت بالنازحين السوريين الذي تركوا ديارهم وفروا من النزاع المسلح الذي بدأ قبل نحو 30 شهرا .

والمخيم المقام على أرض محافظة المفرق شمال الأردن يعد خامس تجمع سكاني في الاردن من حيث عدد السكان المقدر بحوالي 150 ألف نسمة من مجموع اللاجئين السوريين في المملكة الذين فروا من الاوضاع الامنية التي تشهدها سوريا منذ شهر مارس عام 2011 والبالغ عددهم أكثر من 500 ألف .

وبعد عام على افتتاح المخيم وأكثر من عامين على المحنة التي تشهدها سوريا بدأت تترسخ لدى سكان المخيم والقائمين عليه بأن محنة اللجوء السوري ستطول ما يستدعي التفكير بحلول وبدائل أبرزها استبدال الخيم بكرفانات والبحث عن مياه في أرض المخيم لتخفيف الضغط على مياه الشرب في مناطق شمال الاردن الذي يعاني أصلا من شح في المياه .

ووفق بيانات منظمات أممية فان مخيم الزعتري الذي يعد ثاني أكبر مخيمات اللجوء في العالم يضم تقريبا 150 ألف لاجئ من أصل 515 ألف لاجئ سوري في الاردن أي ما يعادل 30 بالمئة من إجمالي اللاجئين في الاردن .

ويؤشر تراجع أعداد اللاجئين السوريين الذين يستقبلهم المخيم كل يوم من حوالي ألف لاجئ يوميا قبل عدة أشهر إلى نحو مائة لاجئ حاليا إلى تغير معادلة الصراع على الأرض في سوريا حيث تحكم السلطات الامنية الرسمية سلطتها على المنافذ الحدودية بين البلدين واعادت سيطرتها على الحدود الممتدة على مسافة 350 كيلومتر تقريبا .

ويضم المخيم الذي أريد له ان يكون مؤقتا ما يزيد على 16 ألفا من البيوت المتنقلة والخيام الصحراوية يفصل بينها 12 شارعا رئيسيا ومدارس تقدم التعليم لحوالي 10 آلاف طفل فضلا عن عدد من المستشفيات وملاعب كرة قدم وملاعب أطفال كما يوفر المخيم منطقة تجارية تضم ثلاثة آلاف متجر ومطعم وسوق للمواد الغذائية .

والمخيم يقع في منطقة صحراوية ذات مناخ قاري متطرف فدرجة الحرارة مرتفعة جدا في الصيف وباردة جدا في الشتاء يفاقمها نقص المياه والكهرباء نتيجة الاكتظاظ وارتفاع الطاقة الاستيعابية لمخيم الزعتري .

ويحظى زوار المخيم باهتمام قاطنيه خاصة الاطفال الذين يعولون على عطاء القادمين إلى هذا المكان الذي يفتقر لمقومات الترفيه ويسوده الازدحام وانحسار مساحة الخصوصية .

ويعمل في المخيم منظمات أممية ومتطوعون من مختلف جنسيات العالم فيما ترفع أعلام معظم الدول المتبرعة على مخيمات ومساجد ومدارس وملاعب الاطفال .

وفاقمت أعداد اللاجئين السوريين الاعباء الاقتصادية التي يعاني منها الاردن الذي يشتكي من ضعف الاهتمام الدولي بأحوال اللاجئين ونقص المساعدات المقدمة لهم ما يضاعف الاعباء على بلد يستورد حوالي 97 بالمئة من الطاقة ويعد من أفقر عشر دول بمصادر المياه .

ولم تتوان دولة الكويت عن مساعدة اللاجئين السوريين فقدمت 300 مليون دولار في مؤتمر المانحين الذي عقد في الكويت بداية العام الحالي لدعم اللاجئين ومنظمات الامم المتحدة المختصة بمساعدة اللاجئين السوريين .

كما تتواصل المساعدات الكويتية الرسمية من خلال البعثة الدبلوماسية الكويتية في الاردن والاهلية من خلال جمعية الهلال الاحمر الكويتي والهيئة الخيرية الاسلامية العالمية والجمعيات الخيرية المختلفة عدا عن المساعدات الشعبية التي لم تنقطع منذ بداية الازمة .

back to top