الأغلبية الصامتة: «بوحمود» في السلطة
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
لقد اخترت جاسم يعقوب كمثال لأن الجميع مجمع على محبته، ولأننا كذلك سنتمكن من معرفة مفهوم المسؤولية وضرورة تأدية الأعمال "بالأمانة والصدق"، وأياً كان حتى لو كان جاسم يعقوب لو تولى وزارة التربية أو الصحة أو تولى الهيئة العامة للإسكان أو أصبح نائباً، فإن الناس لن يرحموه، ولن يشفع له هدفه في مرمى الاتحاد السوفياتي، أو تمريرته السحرية لهدف التأهل لنهائي كأس آسيا، لأن حاضر الناس ومستقبلهم أهم لديهم من ماضي جاسم يعقوب.لقد سجل لنا التاريخ الحديث أمثلة صارخة على أن من يرغب بتولي رقاب الناس فإن عليه أن يتحمل قسوتهم وبساطة تفكيرهم، وهذه الأمثلة نأخذها طبعا من الدول الديمقراطية العريقة، ففي فرنسا لم ينل قائد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال النازي شارل ديغول حصانة دائمة عندما قرر مواصلة العمل السياسي، بل إن الفرنسيين بمقاييس العالم الشرقي أناس جحدة ناكرو نعمة وأفضال من ضحوا لأجلهم بالغالي والنفيس؛ لأن أول ما فعلوه هو إبعاد ديغول عن الحكم بعد سنة من تحرير فرنسا وبعد 12 عاما أعادوه صاغرين للحكم لأن السياسيين هناك غرقوا في مأزق الجزائر. وفي عام 1968 عمت شوارع باريس ومدن فرنسية أخرى مظاهرات حاشدة احتجاجاً على سوء الأوضاع الاقتصادية والتعليمية، وأمام ذلك طرح ديغول مجموعة من الإصلاحات للاستفتاء العام، وأعلن أنه إذا لم يحصل على الأغلبية فسوف يستقيل، الشعب الفرنسي "المش متربي" لم يثق بإصلاحات ديغول إذ إن "47.5" في المئة فقط صوتوا بنعم، فسقط الاستفتاء وأعلن ديغول في نفس اليوم استقالته من منصبه.خلاصة القول، المنصب العام فيه عمل والتزام وكفاءة مطلوبة، ولن يقي صاحب المنصب النقد والحساب، نسب شريف أو تاريخ تليد أو لقب "شيخ"، وأكرر ما قلته "حاضر الناس ومستقبلهم أهم لديهم من ماضي جاسم يعقوب".الفقرة الأخيرة: لتبقَ الفانيلة رقم (9) في الخزانة حتى يأتي من يستحقها ويضيف فوق الذهب ذهباً.