وزير الثقافة ضمن «الخلايا» وإقصاؤه القيادات يفجّر الغضب

Ad

انتفض المثقفون المصريون أمس، في مواجهة مساعي وزير الثقافة علاء عبدالعزيز الرامية إلى أخونة الوزارة، بعد إقصاء قيادات تنتمي إلى التيار المدني المعارض للرئيس محمد مرسي.

واحتشد المثقفون أمام دار الأوبرا المصرية، إحدى القلاع الثقافية بوسط القاهرة، للتنديد بسياسة عبدالعزيز، المتهم بأنه من خلايا جماعة "الإخوان المسلمين" النائمة الساعية إلى إحكام قبضتها على مفاصل الدولة، احتجاجاً على إقالته رئيس "الهيئة المصرية العامة للكتاب" أحمد مجاهد، و"رئيس قطاع الفنون التشكيلية" صلاح المليجي، ورئيس "دار الأوبرا" إيناس عبدالدايم، التي جاء قرار إنهاء ندبها ليفجّر غضب المثقفين.

قرارات وزير الثقافة جاءت متزامنة مع طلب عضو مجلس الشورى عن حزب "النور" السلفي جمال حامد إلغاء رقص الباليه، لكونه "فن العراة الذي ينشر الرذيلة والفحش بين الناس"، ما رسخ فكرة رغبة تيارات الإسلام السياسي في اختطاف مصر، عبر الهيمنة على الساحة السياسية.

ورد المثقفون على الهجمة الإخوانية الشرسة على الثقافة بحملة استقالات جماعية من مؤسسات الدولة الثقافية، وجاء في المقدمة الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي، الذي استقال من رئاسة تحرير مجلة "إبداع" المملوكة للدولة، ومن رئاسة "بيت الشعر" التابع لوزارة الثقافة، "احتجاجاً على ما يحدث لآلاف المثقفين ورجال القضاء والإعلام على أيدي "الإخوان المسلمين"، الذين استولوا على السلطة"، وفقاً لنص الاستقالة.

وأيد حجازي في تلك الخطوة عشرات المثقفين من ضمنهم الشعراء فاروق شوشة، ومحمد إبراهيم أبوسنة، وحسن طلب، فضلاً عن الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة سعيد توفيق، الذي استقال احتجاجاً على ما وصفه بـ"سياسة الوزير في تصعيد صغار الموظفين ممن ينتمون إلى الإخوان".

واستنكر الأديب المصري يوسف القعيد ما يفعله علاء عبدالعزيز بالوزارة، مؤكداً لـ"الجريدة" أن "الوزير جاء بأجندة إخوانية للسيطرة على الوزارة والهيئات الثقافية، ومطالبنا في الوقفة الاحتجاجية واضحة، وهي إقالة وزير الثقافة، وإعلان موقفنا الرافض لتجريف جماعة الإخوان للثقافة المصرية".

من جهته، قال الشاعر شعبان يوسف لـ"الجريدة": "إن محاولة إرهاب المثقفين في مصر لن تنجح، وسنقف معاً في وجه محاولة الإخوان الاستيلاء على الثقافة". وأضاف: "لم يسبق أن تمت إقالة كل هذا العدد من المثقفين، ما يعكس الرغبة في السيطرة على الثقافة وأسرها".

سياسياً، وبينما تواصل التنديد السياسي من قبل القوى المدنية المعارضة لمحاولات "أخونة" الثقافة، علّق المرشح الرئاسي السابق رئيس حزب "المؤتمر" عمرو موسى على أسلوب الوزير الجديد قائلاً: "ما هكذا تُدار الأمور"، مشيراً، في بيان رسمي حصلت "الجريدة" على نسخة منه أمس، إلى أن أسلوب إدارة وزارة الثقافة حالياً يعكس ما في إدارة الدولة من التباس وانحياز وارتباك.