أتساءل ماذا لو كنت قد ترعرعت في بيئة لم تُعط الإسلام حقه في الفهم والتطبيق. ولم أستوعب روح هذا الدين الذي جعل في تحيته السلام. هل كنت سأعتنق هذا الدين؟

Ad

للأسف الشديد بات الإسلام بعيون العالم ممسوخاً مقترناً بالقتل والتنكيل وقساوة القلوب، فمشاهد حزّ الرؤوس وأكل الأحشاء مصحوبة بالتهليل والتكبير راسخةً في أذهان الشعوب التي تنظر إلينا بازدراء وكره، وإن الإسلام من كل هذا لبريء.

لكن قلة الوعي وسذاجة البسطاء تصنعان للمتربصين بالإسلام خدمةً لا نظير لها، تُقدم بالإعلام على طبق من ذهب إكمالاً لمشروعهم الإعلامي الممنهج لتشويه أسمى دين عرفته البشرية.

لماذا لا نُري العالم ديننا الحقيقي، الإسلام المحمدي الأصيل، الذي ينص على العفو عند المقدرة، وحسن الخلق، والابتسامة صدقة، وصلة الأرحام والترابط الأسري والمجتمعي؟ لماذا لا نُفْهمهم فلسفة القصاص التي في تطبيقها ردع وعبرة للآخرين، بدلاً من أن نُظهِر أنها وسيلة للانتقام والتمثيل بالجثث والتلذذ بنحر الأبرياء كما يفعل بعض السفهاء والجهلة.

كم من مقبل على الإسلام قد نفر وصد عنه بسبب هذه الأفعال المسيئة للدين باسم الدين! نحن مسؤولون عن ابتعاد الناس عن الإسلام وسطحية إدراكهم له، وترهيب الملأ من أصحاب اللحى وعلماء الدين. كم من أجيال قد رَبَتْ على هذه المشاهد الشنيعة التي ترسخت بذاكرتها مقرونةً باسم الإسلام، كفانا عبثاً باسم الدين.

وهنا صار لزاماً علينا أن نمثل إسلامنا كما دعا إليه القرآن والرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.