لم تصب توقعات كثير من الساسة واصحاب الرأي بأن المقاطعة ووجود الانتخابات في شهر رمضان سيساهمان في تعطيل العملية الانتخابية في الكويت، واتضخ ذلك جليا في الدائرة الرابعة، التي لم تشهد فقط تنافس المرشحين على الفوز بثقة ناخبيهم فحسب، بل ان الناخبين ايضا تنافسوا في ما بينهم لدعم مرشحيهم، في منظر اعاد للاذهان العصر الذهبي للانتخابات بعد مجلسين باطلين.

Ad

ولم تمنع الحرارة والصيام ناخبي الرابعة، خاصة النساء، من القدوم باكرا من اجل التصويت، حيث كانت هناك مشاركة كبيرة في مقار اللجان، لاسيما في الجهراء التي حازت نسبة اكبر وفاقت المناطق الاخرى مثل الاندلس والفردوس والرابية، وغيرها من مناطق الدوائر الاخرى، وكان العنصر النسائي نشيطا وتواجد بكثافة خارج المقرات الانتخابية في الجهراء، لمناصرة مرشحهن، لكن هذه المرة غابت الاغاني والصيحات والشيلات التي كانت تتميز بها الناخبات خلال الانتخابات الماضية.

وكان لافتا الحضور الكثيف للمرشحين وتجوالهم بين مقار اللجان الانتخابية الرجالية والنسائية، من اجل رصد الاوضاع والاطمئنان على مواقفهم، ورغم المنافسة الكبيرة فإن روح المودة سادت لقاءات المرشحين، وكان لظهور النائب السابق محمد هايف، الذي كان ضمن تيار المقاطعة، اثر جميل وكبير في احدى لجان منطقة الفردوس، حيث دفعت مشاركته الى مشاركة كثير من المقاطعين.

إمكانات

من جانبه، اكد محافظ الجهراء الشيخ مبارك الحمود ان «الحكومة حريصة على إنجاح العرس الديمقراطي»، مشيرا الى انها وفرت كل الامكانات التي تساهم في اثراء هذا العرس.

وشدد الحمود، في تصريح لـ»الجريدة»، على ان «العملية الانتخابية سارت بانسيابية كبيرة من قبل الناخبين والمشرفين عليها، دون ان تكون هناك مشاكل»، لافتا الى ان اهل الكويت جسدوا اللحمة الوطنية في هذا العرس لما فيه مصلحة الكويت واهلها.

وذكر ان «الاقبال الكبير في الفترة الصباحية في يوم الاقتراع من الناخبين والناخبات كان السمة المميزة للعرس الديمقراطي في انتخابات مجلس الامة»، معربا عن امله، من الاخوة والاخوات، الالتزام والامتثال للتعليمات والتوجيهات الصادرة من الجهات المختصة لانجاح هذا اليوم الوطني.

وبين ان التعاون والتنسيق المميزين بين وزارتي العدل والداخلية نتج عنهما انسيابية وسهولة في عملية الادلاء بالأصوات، كما كان هناك تعاون واضح بين المواطنين ورجال الأمن، مشيدا بدور الجميع البناء في خدمة ورفعة الكويت.

واشار الى ان ذلك ليس غريبا على أهل الكويت، معربا عن امله وتمنياته لمجلس الأمة المقبل بالسير في برامج التنمية ومشاريعها التي ستنهض بالبلاد.

مشاركة جيدة

من جهته، قال المستشار عمر القوني من مدرسة سليمان الفارسي في الاندلس إن «المشاركة الصباحية كانت جيدة، اذا اخذنا في الحسبان الاجواء الحارة والصيام»، مشيرا الى انه حتى الثانية عشرة ظهرا شارك اكثر من 100 ناخب، مؤكدا ان النسبة ستزداد بعد الافطار.

وذكر المستشار محمد الفيصل ان نسبة التصويت تجاوزت 20 في المئة في لجنته، وان الحضور الباكر للناخبات كان له اثر كبير في هذه النسبة، متوقعا مشاركة واسعة في الانتخابات لانجاح العرس الانتخابي.

اما المستشار مجدي السملوطي فأشاد بإقبال الناخبين على الاتتخابات، لافتا الى ان «نسبة التصويت حتى الحادية عشرة صباحا تجاوزت 10 في المئة، ويتوقع زيادتها بعد الافطار».

وأفاد المستشار طلال المطر بأن الاقبال في لجنته لم يكن في مستوى الطموح، نظرا للاجواء الحارة وصيام الناخبين، مشيرا الى ان الفترة الصباحية اقتصرت على كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.

واوضح المستشار هيثم العتيقي ان النسبة تجاوزت 20 في المئة في الجهراء حتى العاشرة صباحا، وان الاقبال على المشاركة في هذه الانتخابات كبير من قبل الناخبين، ما يؤكد نجاح العملية الانتخابية، مؤكدا ان العملية الانتخابية والاقتراع سارت بكل انسيابية، ولم تحدث اي مشكلات تعكر صفو العملية الانتخابية.

واكد المستشار عبدالله الصالح ان نسبة المشاركة كبيرة في الانتخابات، خاصة من جهة الاناث، اللاتي قدمن باكرا من اجل المشاركة، موضحا ان المشاركة في لجنتهن الفرعية في مدرسة السيد هاشم فاق 20 في المئة.

لقطات

وجبة إفطار

حرصت وزارة الداخلية على تجهيز بوفيه إفطار متكامل لكل العاملين في العملية الانتخابية من قضاة ورجال امن ومستشارين واعلاميين، حيث خصص لكل واحد منهم وجبة.

مراكز إعلامية

خصصت ادارة الاعلام الامني مراكز اعلامية متكاملة من الاجهزة الاعلامية واجهزة التواصل الاجتماعي والحواسب الآلية، من اجل تسهيل عمل الاعلاميين والصحافيين في مختلف الدوائر.

الكبر شين

ذكر أحد الناخبين من كبار السن للقاضي عند تدقيقه على جنسيته واسمه: «ما اشوف ساعدني يا مستشار قولي اسماء المرشحين لاختار الذي اريد، فنظري ضعيف لاني كبير والكبر شين»، فرافقه المستشار وساعده على التصويت.

استديو تلفزيوني

خصصت وزارة الاعلام استديو تلفزيونيا مصغرا في كل قاعة انتخابية، لإجراء حوارات ولقاءات مع المرشحين والساسة والناخبين في منظر تلفزيوني واكب الحدث.

الكويت ليست للبيع

رفع شباب الدائرة الرابعة شعارات ولافتات تندد بظاهرة شراء الاصوات حملت عناوين «الكويت ليست للبيع».

عيادات طبية

وفرت وزارة الصحة عيادات طبية ثابتة ومتنقلة امام كل مدرسة تجرى بها الانتخابات، من اجل استتباب الامن الصحي.

الحرارة والصيام

ساهمت الحرارة والصيام في حدوث حالات إغماء وضعف بدني لكبار السن والنساء، إذ بلغت درجة الحرارة ظهر أمس معدل الأربعين.