معروف عن محمد سعد أنه يتدخل في كل كبيرة وصغيرة، الأمر الذي أثار عدداً من المشاكل بينه وبين بعض المخرجين الذين تعاون معهم في أعماله السابقة، فكيف تعاملت معه؟

Ad

هذا الكلام لا أساس له من الصحة، وكنت أسمعه أنا أيضاً، إلا أن الاحتكاك والعمل مع سعد أكد لي أنه متواضع جداً، ولا يتدخل في عمل المخرج، ويساعد زملاءه لإخراج أحسن ما لديهم، وهذا ما لمسته بنفسي.

هل يعني هذا أنه لم يكن يناقشك في أي أمر؟

المناقشة شيء طبيعي في أي عمل، فالسينما عمل جماعي في المقام الأول، وأنا بطبعي أعطي فرصة للجميع لإبداء آرائهم، فكيف لا أعطي الفرصة للممثل كي يناقش ويقول رأيه! أؤمن بروح الفريق، وهذه هي طريقتي في العمل في أفلامي كافة، إلا أن الرأي النهائي بالطبع يكون للمخرج وهو ما احترمه محمد سعد بشدة. من جهتي، أعترف بأنني استفدت منه كثيراً أثناء التصوير لأنه يفهم جيدا في عناصر العمل السينمائي، مثل الأحجام والزوايا وغيرها، وهو ما يتمناه أي مخرج في الممثلين الذين يعملون معه.

ألم يتدخل في ترشيحاتك للممثلين؟

لم يتدخل مطلقاً، ووافق على ترشيحاتي كافة من دون مناقشة.

هل يعني ذلك أنك ستسعى إلى تكرار التجربة؟

أتمنى ذلك بالفعل، لأن محمد سعد ممثل موهوب ولديه إمكانات كثيرة، والعمل معه ممتع ويحقق ما أريده من الفيلم.

كانت الكوميديا في الفيلم صارخة، وهو أمر جيد إلا أنها طغت على الجانب الدرامي.

كنا مهتمين أثناء تنفيذ الفيلم بأن تكون الكوميديا متميزة كي نستطيع أن نسعد المشاهد في هذا الوقت الذي تمر فيه مصر بأزمات كثيرة، إلا أن الكوميديا لم تنفصل عن الدراما وكانت كلها نابعة من المواقف وليست مجرد إيفيهات.

لكن ثمة شخصيات لا أهمية درامية لها في الفيلم، مثل الدور الذي أدته مروى وشخصية هياتم؟

أختلف معك فوجودهما له أهميته، فقد ذكرنا من خلالهما الخطر الذي يداهم البيوت المصرية من وجود قنوات مثل «التيت» و{المولد» وغيرهما. عموماً، في الأفلام الكوميدية يكون بعض الشخصيات بمثابة «التوابل» في الطعام، ويمكن وضع الشخصيات التي تتحدث عنها ضمن هذا الإطار.

عاب البعض على الفيلم وجود إيفيهات جنسية نافرة وكثيرة.

لم تكن الإيفيهات الجنسية كثيرة بل قليلة جداً، وفي حدود المواقف الدرامية التي تتطلب ذلك، أي أنها لم تكن مفتعلة أو مقحمة على الفيلم، وأرجو ألا نكيل بمكيالين. مثلاً، برنامج باسم يوسف يعرض تلفزيونياً ونسمع فيه بعض الإيفيهات الجنسية رغم أن الأطفال يشاهدونه مع الكبار، على عكس دور العرض التي يذهب إليها المشاهد ويحق لها أن تقدم الأمور بشكل أكثر جرأة.

ماذا عن الإيفيهات السياسية؟

لا يمكن لأي فيلم أن ينفصل عن الواقع، ونعيش مرحلة يتحدث فيها الكبير والصغير في السياسة، لذا كان من الطبيعي أن يتضمنها الفيلم.

لماذا يقلل البعض من أهمية الفيلم الكوميدي برأيك؟

هذه رؤية قاصرة. الفيلم الكوميدي أصعب من الفيلم التراجيدي، لأن إبكاء الناس أسهل كثيراً من إضحاكهم، خصوصاَ الشعب المصري الذي لا يكف عن السخرية من كل شيء. إلا أن كثيراً من النقاد يتعاملون بتعال مع الأفلام الكوميدية، ويحكم البعض على الأفلام من دون أن يشاهدها وهو عيب خطير في النقد المصري.

لكن هل تعني الكوميديا برأيك الإضحاك فحسب من دون مناقشة أي قضية أو رسالة؟

هذا الكلام ليس صحيحاً. كل فيلم يتضمن رسالة، وفي «تتح» ناقشنا كثيراً من القضايا مثل زواج القاصرات وجحود الأبناء وانفصال النخبة المثقفة عن الشعب، ولكن بشكل يتلاءم مع طبيعة الفيلم.

ماذا عن مشاهد رجاء الجداوي التي رفعت من بعض النسخ، وتردد أنك كنت على خلاف كبير مع منتج الفيلم أحمد السبكي بسببها؟

لم يحدث أي خلاف بيني وبين أحمد السبكي، والمشاهد المحذوفة قليلة جدا ولم تؤثر في سياق الفيلم، وتم حذفها من عدد قليل من النسخ وبعلم المنتج أحمد السبكي، وهذا أمر يحدث في دول العالم، وحصل مع فيلم توم كروز الأخير «الرجل الحديدي» الذي يعرض في مصر، لأن نسخة الديجيتال تكون أكبر من نسخة السينما، ما يستدعي حذف بعض المشاهد منها.

ألم يزعج هذا الأمر رجاء الجداوي، خصوصاً أنك أنت من رشَّحها؟

لم يزعجها وتفهمت الموقف، خصوصاً أن النسخ المحذوفة منها هذه المشاهد قليلة جداً.

تعاملت مع أحمد السبكي كثيرا، فما الذي يدفعك إلى تكرار العمل معه، رغم ما يقال عن تدخله في عمل المخرج؟

هذه أيضاً إشاعة مغرضة. في أعمالي كافة مع السبكي لم يحدث أن تدخل مطلقاً فيها، بل كان يترك لي حرية التعامل مع الأمور كافة. لمن لا يعلم، السبكي يعشق السينما وحريص على دوران عجلتها، ولا يبحث عن المكسب فحسب كما يدعي البعض، فقد كان بإمكانه أن يكسب من أي عمل آخر. أعتقد أنه أفضل من منتجين كثيرين خذلوا السينما، بعدما كسبوا منها طيلة 30 عاماً من الفساد ثم خانوها عندما تعرضت لأزمة، على عكس السبكي الذي يضخ السينما بأمواله التي كسبها من مجالات أخرى، ويكفي أن عائلة السبكي هي الوحيدة تقريباً التي تدير العجلة السينمائية راهناً.