الأذينة: «المواصلات» تسعى إلى الانتهاء من مسودة «هيئة الاتصالات» خلال العام الحالي

نشر في 21-01-2013
آخر تحديث 21-01-2013 | 00:01
No Image Caption
ملتقى الكويت للاتصالات يناقش تحديات قطاعي الاتصالات والإنترنت خلال المرحلة المقبلة

شدد الوزير الأذينة على أن قطاع الاتصالات شهد خلال السنوات الأخيرة قفزات نوعية عدة، عملت خلالها وزارة المواصلات على تنظيم الترددات بين شركات الاتصالات المتنقلة بعدالة تامة.

أكد وزير المواصلات وزير الدولة لشؤون الإسكان المهندس سالم الأذينة أن وزارة المواصلات تسعى إلى الانتهاء من مسودة قانون هيئة الاتصالات خلال العام الحالي، مشيرا إلى أن كل الدراسات الاقتصادية والتنموية تؤكد ضرورة إيلاء صناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأهمية الكبرى، ومنحها الدور الفاعل للمساهمة في تحقيق أهداف التنمية، موضحا أن هذا الأمر بات في مقدمة أولويات الوزارة اليوم، بدليل الجهود المبذولة حيال تطوير القطاع والسعي إلى تنظيمه.

جاء ذلك في كلمة ألقاها نيابة عن الوزير الوكيل المساعد لقطاع الاتصالات منصور البدر، في افتتاح ملتقى الكويت للاتصالات، حيث أشار إلى أن الوزارة أمامها اليوم مسيرة من النجاح والطموح الكبير تتطلب التعاون.

ووعد الأذينة بالسعي نحو تحقيق النطق السامي لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على أرض الواقع، وتحويل الكويت إلى مركز مالي واقتصادي وعالمي، مضيفا أن صناعة الاتصالات تعد من الأساسيات الاستراتيجية لأي اقتصاد متطور وراسخ، لاسيما أن كل القطاعات باتت تعتمد على تكنولوجيا الاتصالات ونقل المعلومات.

ولفت إلى أن قطاع الاتصالات ظل يواجه المصاعب والمعوقات والتحديات زمنا طويلا، لكن هذا القطاع شهد خلال السنوات الأخيرة قفزات نوعية عدة، عملت خلالها الوزارة على تنظيم الترددات بين شركات الاتصالات المتنقلة بعدالة تامة، حيث تم كخطوة أولى تنظيم سوق تراخيص الانترنت- الرديف الأهم للاتصالات المتنقلة- كما عملت الوزارة على تنظيم الأسعار والكلفة على المستهلكين، سواء لخدمات الانترنت أو الاتصالات الدولية.

وتابع ان وزارة المواصلات قامت كذلك بربط شبكتها الدولية بعدد من الكوابل الدولية البرية والبحرية مع الدول المجاورة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على تثبيت واستقرار حركة الاتصالات والانترنت، لافتا إلى ان كل ما سبق ليس إلا نماذج على الخطوات الجادة التي اتخذت وتمت ترجمتها على أرض الواقع.

وزاد ان الوزارة تتطلع إلى أن يساهم ملتقى الاتصالات الأول، من خلال ما سيقدمه من توصيات واستنتاجات، تصب في تصور قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بصفة خاصة، والكويت بصفة عامة، لإيمانها الراسخ بأن التكنولوجيا المتطورة هي الطريق نحو التحديث في جميع المجالات الإدارية والتعليمية والصحية والاقتصادية، وهو التزام أخذته الوزارة نحو الكويت وأهلها، قبل أن يكون خطة عمل تسترشد بها.

الجيل الرابع

بدوره، ألقى مدير العلاقات العامة في شركة زين للاتصالات وليد الخشتي كلمة رعاة قطاع الاتصالات، مبتدئا كلمته بتوجيه الشكر إلى وزارة المواصلات على تعاونها في إطلاق الجيل الرابع (LTE)، في خطوة وصفها بأنها تشكل نقلة نوعية مؤثرة في عالم الاتصالات والانترنت، وبداية عصر جديد من خدمات الاتصالات المتنقلة في الكويت.

وقال الخشتي إن تكنولوجيا المعلومات باتت الأداة الحقيقية في استكمال خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة ان الجميع بات مطالبا في الوقت الحالي بتسهيل عملية الحصول على المعلومة، إذ ان نواة الاتصال في الوقت الراهن هي (المعلومة).

خطط التطوير

من جهته، ألقى الرئيس التنفيذي لقطاع العمليات في شركة فاست تلكو سهاند بولادي كلمة الرعاة لقطاع الانترنت، أكد في بدايتها أن «فاست تلكو»، التي تعتبر الشركة الرائدة في مجال الانترنت، ستواصل خططها لتطوير شبكة الانترنت في الكويت، مشددا على أهمية تطور قطاع الاتصالات كرافد أساسي من روافد الاقتصاد الكويتي، حيث يعد من القطاعات الهامة ضمن قطاعات الاقتصاد الأخرى.

وأكد بولادي مدى الحاجة إلى إنشاء الهيئة المستقلة للاتصالات في أسرع وقت ممكن، وتحقيق أعلى درجات الاحترافية، نظرا للحاجة الماسة لمثل هذه الهيئة لسوق الكويت في الوقت الراهن.

معوقات الاتصالات

وخلال الجلسة الأولى، التي عقدت برئاسة المهندس نجيب العوضي، ناقش عدد من المهتمين في هذا القطاع أهم المشاكل والتحديات التي تواجه قطاع الاتصالات والانترنت في الكويت، حيث تحدث في الورقة الأولى، التي جاءت بعنوان «التحديات التي واجهت زين في تطبيق الجيل الرابع والبنية التحتية في الكويت» المدير التنفيذي للشبكات في «زين» فهد العلي.

وقال العلي إنه «لولا تفهم وتعاون وزارة المواصلات مع الشركة لما رأينا شبكة الجيل الرابع للاتصالات في الكويت»، مؤكداً أن هناك دولا أخرى في المنطقة لم تتخذ بعد قراراً بترخيص ترددات الجيل الرابع (1800) ميغاهرتز.

وأضاف أن شبكة الجيل الرابع تعني سرعات إنترنت عالية جداً، وبالتالي خدمات أفضل لمستخدميه، مبينا أن خدمات LTE تعتبر بمثابة الإصدار الأول من الجيل الرابع، الذي ستتبعه إصدارات أخرى بسرعات أعلى وخدمات أكثر على مراحل قادمة، من بينها LTE ADVANCED الذي سيكون بمثابة الإصدار الثاني من شبكة الجيل الرابع.

وأشار إلى أن الحاجة لخدمات الجيل الرابع جاءت بعد أن أصبحت الأجهزة التكنولوجية الحالية بحاجة إلى سرعات فائقة، خاصة في ما يتعلق بنقل وتحميل الملفات الكبيرة، وألعاب الانترنت، فضلا عن الاجتماعات عبر الفيديو أو ما يعرف بـvideo conferences، مضيفاً أن سرعة الانترنت في شبكة الجيل الرابع تصل إلى 100 ميغابايت في الثانية في حال التنزيل و50 ميغا في حال التحميل.

وأوضح أن الجيل الرابع قادر على توفير سرعات مضاعفة تصل إلى 10 أضعاف سرعات الجيل الثالث، كما ان سعة التخزين في شبكة الجيل الرابع يمكنها أن توفر سعات أكبر للمشتركين في منطقة ما، وان الزمن المطلوب لمستخدم الانترنت للاتصال أصبح يفوق الزمن المطلوب في شبكة الجيل الثالث بـ4 أضعاف.

وتابع ان «زين» لم تكن تهدف إلى تغطية منطقة معينة عند طرح خدمة الجيل الرابع، بل كانت تهدف إلى نشره في جميع مناطق الكويت، بما فيها المناطق البرية (مناطق المخيمات)، والمناطق البحرية، فضلا عن المناطق الحدودية.

وتطرق العلي إلى أهم العقبات والتحديات التي واجهت إطلاق شبكة الجيل الرابع، مضيفا أنها عقبات لوجستية وفنية ومالية، فضلا عن عقبات أخرى تمثلت في صعوبة إدخال بعض الأجهزة التي تحتاجها الشركة إلى الكويت.

أما بخصوص العقبات التي تواجه قطاع الاتصالات بشكل عام فقال إنها عديدة، ومنها محدودية الأماكن المخصصة لأبراج الاتصالات، وعدم توافر شبكات الألياف الضوئية اللازمة لنقل البيانات والمعلومات بسرعات عالية في بعض المناطق، بينما تواجه الشركة تحديات أخرى تتمثل في ارتفاع القيمة الإيجارية لبعض مواقع أبراج الاتصالات، الأمر الذي يحمل الشركة أعباء مالية عالية.

تحديات الإنترنت

من ناحيته، قدم مدير عام شركة مدى للاتصالات أحمد الابراهيم ورقة عمل بعنوان «تحديات تواجه قطاع الانترنت... رؤية نحو قطاع يخدم الاقتصاد»، أكد خلالها أهمية تقنين التراخيص وطمأنة شركات التكنولوجيا بتراخيص طويلة الأجل من أجل تعظيم استثماراتها.

وذكر الابراهيم أن شركات الانترنت تعاني مشاكل كثيرة، من بينها محدودية المنافذ الخارجية للانترنت من الكويت، لافتا إلى أن هذه المشكلة من احد التحديات الأساسية التي تواجه عمل شركات الانترنت، مطالبا بضرورة تخصيص قطاع المنافذ الدولية لتطوير أدائها وأعمالها.

هيئة للاتصالات

من جانبه، قدم الرئيس التنفيذي لشركة المستقبل للاتصالات صلاح العوضي ورقة عمل عن «أهمية إنشاء هيئة اتصالات... سلبيات سائدة بسبب غياب التنظيم مقارنة بين الايجابيات والسلبيات وانعكاسه على القطاع»، أكد خلالها أن تأسيس هيئة اتصالات يعتبر أمرا هاما جدا، لكنه يحتاج إلى موارد بشرية على كفاءة عالية، داعيا إلى ان تكون هذه الموارد من غير العاملين في وزارة المواصلات، حتى لا تتحول هذه الهيئة إلى وزارة أخرى.

وأكد العوضي أن قطاع الاتصالات في الكويت لم يشهد نمواً خلال السنوات الماضية، بسبب التنافس الكبير الذي يشهده من ناحية، وعدم وجود هيئة تراقب هذا القطاع وتطرح المشاريع التي يحتاجها، والتي من بينها الترددات، فضلا عن أن الهيئة يمكنها أن تقوم بحل مشاكل قطاع الاتصالات وخلق فرص العمل للشركات العاملة في هذا القطاع، مشيرا إلى أن بعض الشركات أساءت الاستخدام في ظل غياب الهيئة، وغياب الرقابة والضوابط والقوانين المنظمة لعمل شركات الاتصالات والانترنت.

وأعرب عن تفاؤله بتوجه وزارة المواصلات حاليا إلى إنشاء هيئة الاتصالات خلال العام الحالي، مؤكدا أن «مثل هذا التوجه من شأنه أن يعطي جرعة من التفاؤل للشركات العاملة في هذا القطاع، ويدفعها إلى الاستعداد من جديد لقيام هذه الهيئة، خاصة إذا عرفنا أن الكويت كانت سباقة دائماً في قطاع الاتصالات، كما أنها تمتلك الكثير من الموارد البشرية التي يمكنها أن تخدم الهيئة، من خلال مخرجات شركة زين للاتصالات والشركة الوطنية للاتصالات اللتين تمتلكان شريحة كبيرة من الكفاءات الوطنية الشابة القادرة على إدارة كفة هذه الهيئة».

مجالات التطور

وتحدث الرئيس التنفيذي لشركة حيات للاتصالات عن مجالات التطور والفرص المتاحة في قطاعي الاتصالات والهواتف المتنقلة، مشيرا إلى وجود 3 وقائع هي: الحالي الذي يتسم بعدم الشفافية من قبل القائمين على هذا القطاع، وهو جو عام وموجود، إضافة إلى التنافس الشديد بين الشركات في ظل الوضع الاقتصادي الراهن، فضلا عن التفاؤل الناتج عن قرارات اتخذت العام الماضي، أهمها الموافقة على إطلاق الجيل الرابع من الاتصالات، والموافقة على نقل الأرقام.

قيمة مضافة

قدم الرئيس العضو المنتدب لشركة نور للاتصالات المهندس أيمن البناو ورقة بعنوان «خدمات القيمة المضافة... الفرص والتحديات»، قال فيها إن «هناك العديد من الأولويات في مجال الاتصالات، مثل إنشاء هيئة الاتصالات، وتخصيص الشبكة الهاتفية، ونقل الأرقام، وتوحيد أبراج الاتصالات، واندماج شركات الاتصالات ومزودي الانترنت، وهي أولويات تحتمها الضرورة والحكومة أخذت خطوات جادة نحوها».

وأكمل البناو انه «من الأولويات الاهتمام بقطاع تكنولوجيا المعلومات كأحد أفرع قطاع الاتصالات، الذي بات اندماجه مع قطاع الاتصالات أمرا حتميا، وهو قطاع متأخر عن بقية القطاعات بشكل كبير، سواء في القطاع الحكومي او الخاص».

وقدم المحلل الاقتصادي عيد الظفيري عرضا ناقش خلاله أثر تكنولوجيا الاتصالات ونقل المعلومات على التنمية، مضيفا ان الأثر الاقتصادي للتقدم التكنولوجي مؤثر في معظم الدول العالم، ما يؤكد واقع وحتمية العولمة، معتبرا ان من أهم مظاهر تقدم تكنولوجيا الاتصالات «التقارب الحاصل بين أفراد المجتمع، الذي أصبح قرية صغيرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى».

وزاد ان أحد أهم عوامل حل مشاكل التنمية هو التقدم التكنولوجي في مجال الاتصالات، إذ أصبح عاملا أساسيا في التقدم الثقافي والتعليمي، بسبب انتشار وسائل الاتصال والشبكات الاجتماعية، فضلا عن تأثر التعليم بثورة الاتصالات، ومن أحد أوجه هذا التأثر ظهور نوع جديد من التعليم يسمى «التعليم عن بعد».

 دورة مستندية

أكد نائب المدير التنفيذي لإدارة تطوير الأعمال في شركة فاست تلكو عبدالعزيز البابطين أن «الانترنت أصبح عصب حياة جميع أفراد المجتمع، كبيرا وصغيرا، طالبا ومسنا»، لافتا إلى التطور الكبير الذي شهده قطاع الاتصالات في الكويت خلال السنوات الأخيرة. وانتقد البابطين الدورة المستندية التي تعانيها شركات الاتصالات في وزارة المواصلات، مشيرا إلى العوائق الكثيرة التي تقف أمام تقدم هذه الشركات، والتي تحتاج إلى حلول من قبل الوزارة، عبر تحديد مسؤولياتها وإلغاء ما يسمى بـ»عدم الاختصاص»، لما لهذا التبرير من عواقب تؤدي إلى تأخير المعاملات التي تؤثر سلبا على العميل.

وطالب بتشكيل لجنة مشتركة بين مزودي الإنترنت ووزارة المواصلات، تعنى بتذليل العقبات التي قد تعترص تقدم شركات الاتصالات، وإيجاد الحلول المناسبة لها بالتشاور.

back to top