اليوم عيدك أيها الحب...

Ad

اليوم تبتهلك القلوب العطشى لك وترتّلك.

تحمل رايتك الحمراء في أياديها...

تتهجأ أنوارك الطاهرة.

تقرأ أناشيدك للحياة، وتحتفي بأغانيك.

الكل اليوم عشاق حتى لو لم يكونوا كذلك.

الكل يتزلف إليك اليوم...

يقف عند بابك، يرتجي عطاءك السخيّ، ومدّ يمينك الناصعة.

الكل يتسوّل حنان قلبك.

حتى أولئك الذين لطالما أنكروك، وأولئك الذين لطالما أساؤوا إليك، والذين قذفوك فيما مضى بالحجر وأبشع الكلمات المؤذية، اليوم ها هم يتودّدون إليك ويرجون صفحك وغفرانك، وأنت كعادتك أيها الحب ستصفح... ولن تبخل عليهم بالعطايا، وستسبغ عليهم من رحمتك، وستغدق عليهم من فرحك البهيّ، لن تعاتبهم على ما فعلوا، ولن تحاسبهم على ما اقترفوا بحقّك سابقاً... مع يقينك التام أنهم سيعودون غداً مع شروق الشمس ليرتكبوا الحماقات ذاتها... وسيقومون بفعل الإساءات ذاتها، إلا أنك لن تأخذ ذلك في حسبان كرمك، سيشمل الجميع عطف قلبك اليوم.

يا أيها الحب المجيد...

ستسير القلوب اليوم حاملة صورك في الشوارع والساحات...

سترتدي ثيابك، وتتبادل عطورك، وورودك الحمراء.

ستكتبك على بطاقات التهاني الصغيرة كلمات موغلة في المشاعر الخضراء.

ابتهج أيها الحب... اليوم لك...

قطعاً... لن تُحرَم حتى في يومك هذا بعض الأذى من بعض الذين يناصبونك العداء على الدوام...

هؤلاء سيجنّدون مشاعرهم السوداء ضدّك...

وسيعدّون العدة لشن حرب ضروس على كل ما يدّل عليك.

وسيعتقلون أبناءك البررة، وسيزجّون بهم في غياهب حقدهم.

سينتزعون كل وردة حمراء تقع أنظارهم عليها، ويمزقون أوراقها تحت أقدامهم،

سيلعنونك علناً... ويهيلون على ذكرك الشتائم، سيكمّمون صوت أغانيك الشاردة،

سيفعلون كل ما بوسعهم لتحريمك.

وكعادتك أيها الحب المجيد..لن تبالي.

وكعادتك أيضاً ستنظر إليهم والابتسامة الصافية الرقراقة تعلو شفتيك.

وستظل ترتّل أغانيك بصوت مسموع، وبقلب خاشع ستكمل صلاتك، وستدعو لهم في نهايتها بالهداية والرشد!

اليوم عيدك أيها الحب...

لن تدع أحداً يفسد بهجته.

لن تدع أحداً يعبث بالمراجيح التي نصبتها لطفولة قلوبنا بين السماء والأرض.

أو أن يفرقع البالونات الملوّنة التي ملأتها أنفاسك الشذيّة.

أو أن يفسد طعم حلواك المباركة التي صنعتها بيديك الطاهرتين لتقدمها لوافديك في هذا اليوم.

ستمارس طقوس فرحك كما تشتهي، وكما تحب أن تكون.

ستفتح أبوابك لكل طارقٍ يأتيك، وستستضيف كل قلب يلجأ إلى جنّتك، ستقدم لهم شرابك المقدّس على أطباق من سناء, ستجلسهم في مضافتك الفسيحة على آرائك من سموّ، وستسامرهم حتى الهزيع الأخير من الليل.

اليوم عيدك أيها الحب..

هنيئاً لقلوبنا بيومك هذا المبارك.

هنيئا لأحبتنا المخلصين وغير المخلصين بك.

هنيئاً للمحبين الطيبين منهم وغير الطيبين، الصادقين وغير الصادقين.

هنيئاً للعشاق الدراويش.

هنيئاً للقلوب المحطمة واليائسة.

هنيئاً لكل من شهد لك، ومن آمن بك، ومن تبعك إلى يوم الدين.