مكاسب متباينة لأسواق المال العالمية في 2012... و«السعودي» يحذو حذو «داو جونز» و«فيتسي»

نشر في 02-01-2013
آخر تحديث 02-01-2013 | 00:01
ارتفاع واضح لمعظم البورصات... والدوحة والمنامة الخاسرتان خليجياً

تساوت مكاسب مؤشرات "داو جونز" الأميركي و"فيتسي 100" البريطاني و"تاسي" السعودي، حيث ربح الأميركي والبريطاني 5.8 في المئة، بينما كانت مكاسب مؤشر السوق السعودي حوالي 6 في المئة.
تراجعت حدة الازمات الاقتصادية العالمية عام 2012 التي كان بعضها من آثار اعقبت الازمة المالية العالمية عام 2008 المستمرة منذ اربعة اعوام لتسجل معظم الاسواق المالية العالمية مكاسب في جلها واضحة ولكن بقيت على تباين من حيث الارتفاع.

«الألماني».. اقتصاد متين

تبقى الماكينة الالمانية تدور دون توقف وبقوة افضل مما كانت عليه خلال الاعوام الاربعة الماضية التي عكسها مؤشر السوق الالماني الافضل اداء بين اسواق المال الغربية، حيث حقق 29 في المئة ليقفل عند مستوى 7612.3 نقطة وهو لا شك يعكس متانة الاقتصاد الالماني الذي كان الاقل تأثرا بين الاقتصادات العالمية بالازمة المالية العالمية، وبالرغم من مساهمته الفاعلة في دعم منطقة اليورو وتحمل تبعات عثرات دول في المنطقة إلا انه بقي الافضل من حيث المكاسب محققا رقما صعبا خلال عام واحد.

شرق آسيا ومكاسب نيكي

كان اداء مؤشر نيكي الياباني من افضل المؤشرات الآسيوية ولم يتجاوزه عالميا سوى الالماني، وبعد تسونامي رهيب اجتاح مناطق شاسعة من ارخبيل الجزر اليابانية دمر ما دمر وأوقف محطات توليد كهرباء نووية ضخمة عاد الاقتصاد الياباني الى سابق عهده وبهمة وإدارة لا تقهر عكسها اداء سوقه المالي بمكاسب بلغت 22 في المئة لم ينافسه آسيويا سوى سوق هونغ كونغ بمكاسب مقاربة، ولم يبق من اثر لتسونامي وبقيت الديون السيادية اليابانية الاعلى عالميا من حيث نسبتها الى الناتج المحلى الاجمالي.

السعودي وارتباط عالمي

تساوت مكاسب مؤشرات داو جونز الاميركي وفيتسي 100 البريطاني و»تاسي» السعودي حيث ربح الاثنان الأولان 5.8 في المئة بينما كانت مكاسب مؤشر السوق السعودي حوالي 6 في المئة مقفلا عند مستوى 6801 نقطة قريبا جدا من مؤشرات اميركية وبريطانية، وكان التذبذب سمة سائدة حيث بلغ داو جونز اعلى مستوياته خلال خمسة اعوام بعد ان تخطى اقفالات ما قبل الازمة المالية العالمية بعد ان اقفل على مستوى 13500 نقطة ثم تراجع بعد ذلك لكنه بقي قريبا من اعلى مستوياته وعلى عكس السعودي الذي تراجع من اعلى مستوياته واقفل على منطقة وسطى بين قاعه وقمته خلال عام 2012.

دبي الأفضل خليجياً

عكس مؤشر سوق دبي المالي اداء اقتصاد الامارة عام 2012 وبعد ازمة ديون عصفت بأشهر امارة خليجية وأكثرها انفتاحا عام 2009 وفي اعقاب ازمة مالية عالمية طاحنة، استطاعت دبي تجاوز الازمة بنجاح وبفضل دعم من امارة ابوظبي لتسجل انتعاشا سياحيا وعقاريا لافتا خلال عام 2012 وقد ساعد اقفال مناطق سياسية عربية بعد ازمة الربيع العربي على دعم النمو السياحي حيث اصبحت منافسا سياحيا وحيدا ليستفيد اقتصادها بشكل واضح وترتفع وتيرة نمو شركاتها، كما اصبحت منطقة جذب استثماري لمستثمرين اجانب يجوبون العالم بحثا عن فرص واستثمارات في قيعانها، واقفل مؤشر سوق دبي المالي على مستوى 1622.5 نقطة رابحا 19.89 في المئة هي اكبر مكاسب خليجية خلال عام 2012.

وجاء ابوظبي ثانيا من حيث المكاسب بعد ان اقفل عند مستوى 2630.9 نقطة رابحا 9.5 في المئة وسط استقرار بيئته السياسية والاقتصادية مما انتج اقتصادا جيد النمو وبنظرة مستقبلية مستقرة مدعوما باستقرار اسعار النفط التي بقيت فوق مستوى 100 دولار معظم فترات العام الماضي.

وسجل سوقا الكويت وعمان استقرارا على مكاسب محدودة بعد تذبذب حاد خلال العام بلغ حوالي 7 في المئة ليقفل مؤشر سوق الكويت السعري على ارتفاع لم يتجاوز 2 في المئة عند مستوى 5934 نقطة، بينما جاءت مكاسب السوق العماني بنسبة 1.1 في المئة فقط ليقفل عند مستوى 5760.8 نقطة ربحها خلال شهر ديسمبر الماضي.

خسائر في الدوحة والمنامة

رغم اختلاف بيئتهما الاقتصادية والسياسية فإن الخسارة كانت قاسما مشتركا بينهما، وكان السوق القطري يمر بمرحلة تصحيح بعد مكاسب عام 2011 التي كانت الاكبر خليجيا وذلك عقب فوز دولة قطر بحق تنظيم كأس العالم 2022 مما بث تفاؤلا مفرطا ومبكرا جدا في سوقها ليسجل مكاسب كبيرة. وبعكس اداء الاسواق الخليجية خلال عام 2011 جاء اداء 2012 لسوق الدوحة مسجلا خسارة بنسبة 4.85 في المئة تقريبا.

ولأسباب معروفة جلها سياسية كانت خسارة سوق المنامة هي الاشد وذلك رغم مكاسب شهر سبتمبر الكبيرة التي اعقبت عقد اجتماع قيادات مجلس التعاون في المنامة والتي دعمت الثقة وقلصت خسائر سوق المنامة الى مستوى 6.8 في المئة، ويبقى التحدي الاكبر لبيئة تشغيل الشركات القيادية في سوق المنامة عام 2013.

المصري يصعد 50%

بعد انتخابات مصرية بعيد الاحتجاجات والإطاحة بحسني مبارك والتى كلفت البورصة المصرية مليارات كثيرة، عادت بورصة مصر الى المكاسب واستعادة جزء كبير من خسائرها لتتصدر مشهد الرابحين عالميا بنسبة 50 في المئة تقريبا، لتأتي بعد مؤشر فنزويلا الذي حقق 300 في المئة ليعتبر خارج مجال المنافسة عالميا خصوصا وانه اقتصاد يعتمد نظرية مشتركة بين اشتراكية ورأسمالية دون أطر محددة.

back to top