أردوغان يشيد بالشرطة ويتمسك بمنصبه
الاتحاد الأوروبي يؤكد مواصلة مباحثات «نيل العضوية» مع تركيا
اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس، أن شرطة بلاده التي تتعرض لانتقادات واسعة حول العالم بسبب عنف تدخلها لمواجهة المتظاهرين المناهضة للحكومة أخيراً نفذت «ملحمة بطولية»، مشيراً إلى أن الشعب هو من أوصله إلى السلطة، والشعب وحده هو الذي سيخرجه منها.وصرح أردوغان في حفل لتوزيع الشهادات في مدرسة الشرطة في أنقرة أن «الشرطة التركية كتبت ملحمة بطولية. قوات شرطتنا اجتازت بنجاح امتحان الديمقراطية».
وانتقد رئيس الوزراء خلال كلمته مجدداً عدداً من دول الاتحاد الأوروبي التي نددت بقمع الشرطة في تركيا ولاسيما ألمانيا.وقال: «إن شرطتنا ضحية لإطلاق النار وترد بالغاز المسيل للدموع وخراطيم الماء. إذا راجعوا تشريعات الاتحاد الأوروبي فسيجدون أنه من أكثر الحقوق الطبيعية الممنوحة للشرطة، التي تحركت بأكبر قدر من ضبط النفس والهدوء». وكان أردوغان قال في وقت سابق مخاطباً الحشود المشاركة بتجمع شعبي أعده حزب العدالة والتنمية الحاكم في مدينة إرزوروم بشرق تركيا: «أوصلنا الشعب إلى السلطة ووحده يستطيع إخراجنا منها، ونحن لا نعترف بأي قوة غير الله ورغبة الشعب».وانتقد أردوغان، استخدام شبكات التواصل الاجتماعي خلال التظاهرات فقال: «دعوهم يهاجموننا على تويتر وفيسبوك، فالشعب في إرزوروم هو خير تعبير عن الإرادة الشعبية». وأضاف أن المحتجين «دخلوا المساجد بأحذيتهم وشربوا الكحول بالداخل» أثناء احتجاجات متنزه غيزي. وتابع أن من يزعمون أنهم اشتراكيون مرتاحون الآن في يخوتهم بإسطنبول «وإذا كنتم تبحثون عن العدالة فهي في حزب العدالة والتنمية».ووصف أردوغان المحتجين بأنهم «قوات احتلال»، مضيفاً انه أعطى توجيهات للشرطة بإبعاد المتظاهرين وإخلاء ميدان تقسيم.وشدد على أن المتظاهرين الذين يقرعون الأواني للاحتجاج على الحكومة يلوثون السمع.وتوجه إلى المتظاهرين قائلاً «إذا كانت لديكم الشجاعة والصدق والإيمان بالديمقراطية والإرادة الشعبية فصناديق الاقتراع ستكون موجودة بعد ثمانية أشهر». في المقابل، حث الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن، تركيا على احترام القيم الديمقراطية.وقال راسموسن لدى وصوله إلى لوكسمبورغ لحضور اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: «نعتبره أمراً مسلماً به أن ترتقي جميع الدول أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى المبادئ الديمقراطية الأساسية وتسمح بالتظاهرات السلمية وحق التعبير بحرية عن وجهات النظر السياسية».وفي السياق نفسه، أكد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى أمس، أنه يتعين مواصلة المباحثات مع تركيا على الرغم من القمع الأخير للتظاهرات المناهضة للحكومة.وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أمس، في مستهل الاجتماع إنه يتعين أيضاً مراعاة مصالح استراتيجية للاتحاد الأوروبي خلال اتخاذ القرار بشأن فتح فصل جديد من مفاوضات انضمام تركيا.ولم يكرر فيسترفيله تصريحات سابقة أدلت بها مصادر في الحكومة الألمانية، والتي أشير فيها إلى أن التفاوض حول فصل جديد «لن يكون ممكناً على الأرجح».إلى ذلك، صرح نظيره النسماوي مايكل سبيندليغر أن الاتحاد الأوروبي لا يستطيع أن يتجاهل القمع الأخير للمتظاهرين، مشدداً على أنه «يجب أن يكون هناك تحرك من جانب تركيا قبل بدء المفاوضات المتعلقة بالفصل الجديد».وقالت منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون: «أعتقد دائما أن مستقبل تركيا معنا، ولكن هذا يتطلب إحراز تقدم كبير فيما يتعلق بجميع العمل الذي يجب إنجازه». وقال وزير الخارجية السويدى كارل بيلد: «سياسة الانضمام هي إحدى السياسات الأكثر نجاحاً وعمقاً وأهمية للاتحاد الأوروبي والتي جلبت السلام والاستقرار للقارة».(أنقرة - أ ف ب، رويترز)