عبّرت قوى مدنية في مصر عن رفضها القاطع لمحاولات الخروج الآمن لجماعة الإخوان المسلمين، التي غادرت الحكم بمقتضى ثورة 30 يونيو الماضي.

Ad

وفي الوقت الذي انطلقت فيه مبادرتان في الداخل تبناهما المرشح الرئاسي السابق محمد سليم العوا ورئيس الوزراء السابق هشام قنديل، تلعب الولايات المتحدة دورا بارزا في هذه المحاولات، عبر لقاء قامت به أمس المفوضية السامية للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، وقيادات إخوانية، لمناقشة مسألة التفاوض بين "الإخوان" والجيش.

وبينما رفضت القوى المدنية مبادرة العوا، التي تقضي بتفويض رئيس الجمهورية سلطاته الكاملة، لوزارة مؤقتة جديدة، وتدعو الأخيرة إلى انتخابات برلمانية خلال 60 يوماً، وبعدها تشكل وزارة دائمة، وتتحدد بعدها إجراءات انتخابات رئاسية، ثم إجراء تعديلات الدستور المقترحة، تجلت النوايا الإخوانية للخروج الآمن، عبر تأكيد القيادي الإخواني محمد علي بشر استعداد "الجماعة" للحوار مع الجيش حول المبادرات التي طرحت أخيراً، وهو الأمر الذي أكده المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة الإخواني سمير الوسيمي.

إلى ذلك، رفض حزب المصريين الأحرار هذه المحاولات، معتبرا أنها "مبادرات مصالحة وهمية للخروج من الأزمة التي يعيشها تيار الإسلام السياسي وجماعة الإخوان"، وقال في بيان إن الشرعية التي تحكم البلاد الآن هي الشرعية الثورية التي رسختها الملايين من جموع الشعب التي نزلت إلى الميادين في 30 يونيو لإسقاط نظام فاشل.

وأكد القيادي بالحزب محمود العلايلي رفضه لمبادرة العوا، مضيفا لـ"الجريدة" أن مثل هذه المبادرات تستهدف الخروج الآمن لقيادات "الجماعة"، وعودتهم مجددا إلى المشهد السياسي دون محاسبة.

على النقيض، أكد التيار الشعبي المصري أن أي مبادرات جادة مُرحَّب بها، على أن تُبنى على إرادة الشعب التي أعلنها في 30 يونيو، داعيا المنظمات الحقوقية بالتنسيق مع السلطات الرسمية إلى تبني مبادرة لكشف الحقائق عبر القيام بزيارة وفد من شخصيات عامة وحقوقية نزيهة ومحايدة، ويقبل بها أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان "رابعة"، لتحديد الطريقة التي يتم التعامل بها مع الاعتصام.

من جانبه، أكد أستاذ الاجتماع السياسي سعدالدين إبراهيم أن زيارة آشتون للقاهرة للمرة الثانية، ومقابلتها قيادات في جماعة "الإخوان"، محاولة لتهدئة الأوضاع في مصر، لتأثيرها على دول أخرى، مثل تونس وسورية وليبيا، وكذلك للتفاوض على الخروج الآمن للإخوان.