تعاني جميع الصالات السينمائية في مصر حالة من الكساد الكبيرة في الأيام الحالية، ما ينعكس بالسلب على الأعمال التي تعرضها.

Ad

كان عدد من صانعي الأفلام قد قرروا تأجيل أعمالهم للعرض في موسم آخر خوفاً من الأحداث في الشارع المصري، يضاف إلى ذلك أن أصحاب دور العرض آثروا السلامة وعدم فتح أبواب الصالات إلى أن تهدأ الأوضاع تحسباً لأي أعمال عنف أو بلطجة قد تكلفهم خسارة الدار نفسها، أي بتعبير الخسارة القريبة ولا المكسب البعيد، كذلك استعانوا بشركات حراسة خاصة لتأمين دور العرض التي يمتلكونها.

وعلى رغم إيمانهم بما تحمله «تمرد» من مطالب وتأييدهم لها، إلا أنهم أشاروا إلى حالة القلق التي تتملكهم، موضحين أنهم قرروا قبل فترة إلغاء حفلات منتصف الليل بسبب حالة التوتر المستمرة التي تعيشها البلاد، لذا كانت الاستعانة بالحراسات الخاصة لتأمين الحفلات على رغم أن أعداد الجمهور قليلة جداً.

وأشار العاملون في دور العرض إلى أن ثمة انخفاضاً واضحاً في الإيرادات التي تحصل عليها الأفلام المعروضة، مع قلة عددها وخوف الجمهور من المغامرة بالذهاب إلى الصالات في مناطق الأحداث على رغم الأسماء التي تشارك في بطولة الأعمال الصيفية المعروضة ومعظمها من نجوم شباك أمثال أحمد مكي ومحمد سعد، إلا أن الأعمال لم تستطع جذب الجمهور الذي انشغل بالسياسة وهمومها ويخشى منها ومن تقلباتها، لذلك قرر مقاطعة السينما خوفاً من أي تطورات.

تفاؤل واستمرارية

يرى عدد آخر من العاملين في دور العرض أن توقيت فعاليات التمرد في الشارع المصري تتوافق والأيام الأخيرة من موسم الصيف، بسبب قدوم رمضان وبدء موسم الدراما الرمضانية، لذا فإنه في حال حدوث أي توتر (كما هو متوقع) فإن الدور ستنهي الموسم مبكراً ولن تخسر كثيراً، لأنه في الحالات كافة توقف العمل فيها بسبب رمضان، لأن الجمهور عادة لا يتحمس لمشاهدة الأفلام السينمائية في الشهر الفضيل، وبعيداً عن أيه أحداث أو احتجاجات يشهدها الشارع ، حتى مع تواجد حراسات خاصة لحمايته.

أكدت المنتجة دينا فاروق من جانبها، منتجة فيلم «هرج ومرج» الذي طرح أخيراً في الصالات ومن بطولة محمد فراج وآيتن عامر ورمزي لينر، أن الظروف المحيطة لا تشجع أو تساعد على الإنتاج عموماً وليس طرح أفلام جديدة فحسب، لذا ترددت قبل عرض فيلمها في هذه الفترة، لكنها في النهاية حسمت قرارها وإن فضلت طرحه في دور عرض بعيدة عن الأحداث وتوتر الشارع. وعلى رغم التخوف أيضاً من عزوف الجمهور عن الذهاب إلى الصالات البعيدة، فإنه لم يعد لدى الصانعين أي شيء سوى الإنتاج والمساهمة في العمل السينمائي، لأن البديل أن يظلوا في بيوتهم من دون تقديم أعمال سينمائية، وهو أمر مرفوض. كذلك أعربت عن تفاؤلها في الفترة المقبلة بأن تستقر الأوضاع فتعود عملية الإنتاج إلى نصابها الصحيح.

محمد مصطفى مخرج فيلم «الحرامي والعبيط» الذي يعرض راهناً من بطولة خالد صالح وخالد الصاوي وروبي، أكد في هذا المجال أنه على رغم حالة العزوف الكبيرة عن الحضور إلى دور العرض، فإن على السينمائيين تقديم الأعمال، مشيراً إلى أنهم تضرروا من قلة الإيرادات التي تحققها الأفلام، والتي لو عرضت في الظروف الطبيعية لحققت الملايين، ما يسبب لهم الكثير من الأزمات، متمنياً تجاوز هذه الفترة على أن تعود الأمور إلى نصابها الصحيح في ما بعد.

مصطفى أعرب عن أمله في أن تحقق حملة «تمرد» آمالها كي تعود مسيرة الإبداع إلى مسيرتها.