دمشق تخلي المقرات المهمة وواشنطن تدرس «انتقام» الأسد

نشر في 29-08-2013 | 00:01
آخر تحديث 29-08-2013 | 00:01
No Image Caption
● «الأطلسي»: «الكيماوي» استخدم والرد ضروري
● الأسطول الروسي سيغادر طرطوس
مع اقتراب ساعة الصفر للضربة العسكرية المرجحة ضد النظام السوري عقاباً على استخدامه السلاح الكيماوي مجدداً في الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من عامين ونصف، رفعت دول المنطقة حالة التأهب القصوى استعداداً لتداعيات هذه العملية، التي تعتزم الولايات المتحدة تنفيذها تحت غطاء عربي ودعم غربي كبيرين.
وسط ترقب دولي وتأهب إقليمي لموعد الضربة العسكرية المرجح توجيهها للنظام السوري، لجأت دمشق إلى إخلاء المقرات الأمنية والحكومية المهمة، في حين أكدت الولايات المتحدة، التي تقود التحالف الدولي لعقاب الرئيس بشار الأسد على استخدامه السلاح الكيماوي، جاهزية قواتها لتنفيذ هذه العملية، التي أوضحت أنها ليست بقرار منفرد.

وأفاد ناشطون سوريون بأن النظام أخلى أمس، مقرات ودوائر رسمية مهمة قد تكون ضمن أهداف الضربة الجوية الغربية. وأكد المركز الإعلامي قيام شاحنات بإخلاء مقرات الفرقة الرابعة خلف جبل قاسيون في دمشق، وهي الفرقة المتهمة بقصف الغوطة بالكيماوي، عدا أنها العمود الفقري لجيش النظام، في حين أشارت مصادر في المعارضة إلى قيام النظام بإخلاء موظفي فروع الاستخبارات ونقلهم إلى مراكز سرية، في حين أبقي على آلاف المعتقلين في أقبية السجون.

وأوضحت المعارضة أن بعض المواقع الأمنية الجديدة تقع في ضواحي دمشق، كحي الصبورة. ويقع البعض الآخر منها على مسافة قريبة من المقرات والإدارات الأمنية الأصلية، ويتمركز ضمن المدارس غالباً التي تم تجهيزها سابقاً وتسمى بالمواقع البديلة.

بدورها، اتخذت روسيا خطوة استباقية عبر إجلاء رعاياها في سورية الراغبين في العودة إلى بلادهم، معلنة أمس قيامها بإجلاء 116 روسياً ومن مواطني جمهوريات سوفياتية سابقة من سورية على متن طائرتين لوزارة الحالات الطارئة.

وفي تطور لافت، أفاد مصدر عسكري روسي بأن الورشة العائمة التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي الموجودة في ميناء طرطوس السوري ستغادر الميناء في حال تفاقمت الأوضاع.

خيارات مفتوحة

في هذه الأثناء، كشف مسؤول أميركي كبير أمس أن الولايات المتحدة «تدرس كل الخيارات» وتناقش مع حلفائها ضربات عسكرية يمكن أن تستمر أكثر من يوم، مشدداً على أن بلاده لا تتحرك بشكل أحادي ضد سورية.

وقال هذا المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لصحافيين، إن مسؤولين في الإدارة الأميركية «يجرون مناقشات مع تركيا والأردن وشركاء آخرين لوضع خطط طارئة لأي عمل انتقامي يمكن أن يقوم به النظام السوري رداً على الضربة التي تقودها الولايات المتحدة».

وأضاف المسؤول الأميركي أن واشنطن تدرس «ما يمكن أن يكون عليه رد الفعل المرجح والعواقب»، مشيراً إلى أن «هناك احتمالا أن تستخدم الحكومة السورية أسلحة كيميائية مرة أخرى».

وكشفت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية أمس عن رصد اتصالات هاتفية بوزارة الدفاع السورية يؤكد مسؤولية النظام عن استخدام السلاح الكيماوي قبل أيام بريف دمشق، في وقت قالت فيه واشنطن إنها ستنشر بنهاية الأسبوع تقريرا يتضمن أدلة على ذلك.

وقالت المجلة، في تقرير وصفته بالخاص، إن «مسؤولاً في وزارة الدفاع السورية أجرى اتصالات هاتفية مرتبكة مع قائد في وحدة الأسلحة الكيماوية بالجيش السوري بعد سويعات فقط من الهجوم الكيماوي الذي استهدف منطقة الغوطة القريبة من دمشق، تسبب قبل أيام في مقتل أكثر من 1400 شخص جلهم من الأطفال والنساء.

«الأطلسي»

وفي خضم الأزمة، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فو راسموسن أمس ان معلومات من عدد من المصادر تشير إلى أن قوات الأسد استخدمت أسلحة كيماوية في سورية، مشدداً على أن هذا الأمر «خرق واضح للمعايير والممارسات الدولية القائمة منذ فترة طويلة... المسؤولون يجب أن يحاسبوا».

وقال راسموسن، بعد اجتماع لسفراء الحلف في بروكسل، إن أي استخدام لمثل هذه الأسلحة «غير مقبول ويجب الرد عليه».

وفي خطوة تؤكد الاتجاه نحو خيار عسكري، رفعت إسرائيل حالة التأهب في جميع قطاعات الجيش، معلنة استنفار سلاح الجو للرد على أي هجوم تقوم به دمشق في حال تعرضها لضربة دولية.

ونشر الجيش الإسرائيلي جميع بطاريات منظومة «القبة الحديدية» لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى ورفع حالة التأهب في منظومة «حيتس» لاعتراض الصواريخ الطويلة المدى.

وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أمس الأربعاء أن الجيش نشر بطارية ثانية من «القبة الحديدية» في منطقة حيفا، وسينشر بطارية أخرى في منطقة تل أبيب.

من جهته، أعلن رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي «حالة التأهب القصوى، ووضع قوات الأمن العراقية على أهبة الاستعداد تحسباً لأي ضربة عسكرية دولية على سورية».

تهديد وكارثة

في المقابل، هدد رئيس الحكومة السورية وائل الحلقي أمس بأن بلاده ستكون «مقبرة للغزاة» ولن ترهبها تهديداتهم الاستعمارية، لافتا إلى أن السوريين مستعدون لكل التحديات.

وقال الحلقي، خلال استقباله عدداً من أعضاء مجلس الشعب عن محافظات الرقة وحلب والحسكة، إن سورية «بلد الحضارة والتاريخ ومصنع للأبطال والرجولة لا يمكن لأي قوة في العالم أن تنتصر عليها بفضل إرادة وتصميم شعبها الذي لا يرضى الذل والهوان»، لافتاً إلى أن «السوريين مستمرون في ممارسة حياتهم الطبيعية ومستعدون لكل التحديات».

إلى ذلك، أكد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أمس أن التدخل الأميركي في سورية سيكون «كارثة على المنطقة»، ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن خامنئي قوله: «إن تدخل قوى أجنبية ومن خارج الإقليم في دولة لن يؤدي إلا إلى إشعال حريق وسيزيد كراهية الشعوب هنا لهم».

(دمشق، واشنطن - أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

back to top