كلما مررت عليها أتحسر وأقول بأعلى صوت لماذا؟ أيعقل مساحة كبيرة من أرض بلادي وضعت لها البنية التحتية والفوقية لتظل شبه مهجورة... لماذا؟ أتدرون أين هذا المكان؟... إنها المنطقة الحرفية في غرب أبوفطيرة والملقبة بأسواق القرين، وهي عبارة عن بلوكات ومحلات بمساحات متنوعة.

Ad

ذهبت إلى الإدارة المسؤولة عن تلك المحلات وجلست معهم لأستفسر عن كيفية استئجار محل هناك فأجابوني بسؤال: ما هو النشاط الذي ستمارسه في المحل فاستغربت من السؤال فأجبت: نشاط تجاري فردوا علي بأن المنطقة للنشاط الحرفي وليس التجاري.

فسألتهم: هل تعني أن المحلات القائمة الآن كمحلات العصير والمقاهي وبيع مستلزمات وأكسسوارات الهواتف النقالة أو سوبر ماركت وغيرها نشاطها حرفي فأجاب وبكل ثقة: لا. ولكن هذه محلات صدر لها تراخيص تجارية على هذه العناوين وسُمح لها بمزاولة نشاطها التجاري في بادئ الأمر ثم طلب منهم الإخلاء وأكثرهم أبرم عقد استئجار لمدة طويلة وأنفق المبالغ لتجهيز المكان والعمالة والعقود التي أبرمها مع شركات، فسُمح لهم بالاستمرار على الرغم من أنهم مخالفون لنظام المنطقة وما أنشئت من أجله... أما الآن فلن يسمح بمزاولة أي نشاط إلا الحرفي.

فقلت: جميل... وأمر تستحقون الشكر عليه وكذلك الحكومة ممثلة بهيئة الصناعة ووزارة التجارة والجهات المعنية كافة، وعرضت عليهم بعض الحرف (خباز خياط حلواني... إلخ) لأعرف هل يمكن مزاولة النشاط في هذه المنطقة أم لا؟... فذهلت بأن الحرف المطلوبة ليست البسيطة كالتي ذكرتها ولن يسمح بأن تستأجر محلاً لتعمل معجنات وفطائر أو خياط ملابس جاهزة، فهذه الحرف البسيطة لا يريدونها بل يريدون ان تعمل مصنعا للتجهيز والتصدير لمحلات المعجنات والفطائر والجمعيات، وإذا أردت حرفة الخياطة يجب أن تنتج بالأطنان من الملابس وتصدر... وهكذا.

الأمر جميل وهدفه سامي ووطني لكنه صعب التنفيذ في هذه المنطقة ونظامها العمراني الأمر يتطلب مساحات كبيرة للعمل كمصانع وليست محلات حرفية ذات مساحات محدودة.

العجيب أن هناك انشطة استغربت كيف ستمارس في منطقة كهذه، فعلى سبيل المثال لا الحصر مصنع للتخلص من الزيوت المحروقة، والسؤال هنا هل هذه حرفة؟ وهل المكان يسمح للعمل في ذلك النشاط؟ وهل هناك أخطار على الناس القريبين من مثل هذه المصانع؟ وأين سيتم التخلص من تلك الزيوت المحروقة؟ وغيرها الكثير من الأسئلة.

المنطقة بشكلها العمراني ليست للحرف بل للتجارة ولا تنقلوا ملوثات الشويخ الصناعية إلى هذه المنطقة القريبة من شريحة كبيرة من السكان.

افتحوا المجال لممارسة أي نشاط تجاري وابعدوا تلك الانشطة التي ليس من ورائها إلا المضرة، فنحن لسنا بحاجة إلى نقل أزمة "أم الهيمان" إلى وسط البلد، وامنحوا الفرصة لشباب الكويت أن يثبتوا وجودهم تجارياً من خلال ممارسة النشاط التجاري البسيط، وطبقوا قول خير البشر عليه الصلاة والسلام "يسروا ولا تعسروا" خير لكم من أن تتركوا المنطقة مهجورة لسنوات عدة، ولتدعوا الحركة التجارية والتسويقية تدور وتستمر في البلاد.

وما أنا لكم إلا ناصح أمين.