سلمان بن عبدالعزيز... والعهد الجديد
بعد أن كانت أحداث الربيع العربي تتسارع على وتيرة واحدة، ما إن تنجح ثورة في بلد حتى تنتقل إلى آخر، اختلف الوضع وأصبحت الثورات تتقاعس وتنكمش على نفسها لأسباب كثيرة، ولكن في المقابل أصبحت أجواء الثورات تؤثر في اتخاذ القرارات، وباتت الحكومات تتجاوب بشكل أكبر مع مطالب الشعوب، وهذا ما يفرضه التطور الطبيعي لكل مرحلة، ناهيك عن أن هذه المرحلة هي مرحلة حاسمة في المنطقة.ومنذ أن تولى سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولاية العهد في المملكة العربية السعودية والأنظار في المنطقة تتجه نحوه، لما عُرف عن سموه من اطلاع واسع على ثقافات وحضارات العالم، واهتمامه بالتاريخ والتراث بشكل كبير.
سلمان بن عبدالعزيز لا نختلف أبداً على أنه رجلٌ يحتاجه العالم في هذه الظروف الحساسة، وما جعلني أقول ذلك هو تصريح تناقلته وسائل الإعلام للأمير سلمان بكل شفافية ووضوح، يدعو فيه كل من أراد التحدث إلى زيارته أو مراسلته، بل حثّ على تقديم الاقتراحات والنقد البناء لتقريب وجهات النظر بقوله "رحم الله عبداً أهداني عيوبي".بمثل هذه العقليات المتجددة والمواكبة تدار الأمم، نحن بحاجة إلى من ينظر إلى الواقع بتجرد وصدق، كما أننا بحاجة إلى من يحاور ويناقش ويفسح المجال لمشاركة وجهات النظر الأخرى.إن دعوة الأمير سلمان هذه ما هي إلا لتفتح آفاقاً متعددة للتواصل مع الشعب، ومحاكاة الشارع بقضاياه اليومية وهمومه، مثل هذا التصريح المباشر يبعث إشارات الارتياح للشعب بأن القيادة على تواصل دائم مع الشارع، ولأن المملكة العربية السعودية هي العمق الاستراتيجي الخليجي في المنطقة، فإن هذه الخطوة من الأمير سلمان تعتبر خارطة طريق لتبادل الحوار حول وجهات النظر بين الحكومات وشعوبها.