الأمير يرعى احتفال «الثقافية النسائية» بمرور 50 عاماً على إنشائها

نشر في 06-03-2013 | 00:02
آخر تحديث 06-03-2013 | 00:02
ممثل الأمير: مسيرة عطاء في خدمة المجتمع والمرأة الكويتية في المجالات المختلفة

أطفأت الجمعية الثقافية النسائية شمعتها الخمسين في احتفال أقامته أمس برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وحضره حشد من الشخصيات الرسمية والنسائية المحلية والعربية.
وأشادت الكلمات التي أُلقيت بالمناسبة بدور الجمعية التي دأبت منذ إشهارها عام 1963 على حمل قضايا المرأة والمجتمع بكل أمانة واقتدار. وأثنت كلمة سمو الأمير على جهود الكوكبة النسائية في خدمة المجتمع، ورفد التنمية الاجتماعية المنشودة بالشراكة البناءة مع الجهات الحكومية.
وعرضت كلمات الجمعية لمسيرة نصف قرن من التضحيات آتت بعض حصادها الذي يحتاج الى استكماله بما يحقق الأهداف الاجتماعية المتوخاة.
استذكاراً للدور التطوعي الذي أدته ومازالت تؤديه في الكويت على مختلف المستويات وتخليدا للإنجازات المحورية التي غيّرت بها الواقع السياسي الاجتماعي في الكويت، التي توّجت بحصول المرأة الكويتية على حقوقها، نظمت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية الكويتية احتفالا أمس بمرور 50 عاما على تأسيسها رعاه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد.

في هذا الصدد، قال ممثل راعي الحفل المستشار محمد ضيف الله شرار: "إنه لمن دواعي سروري الوجود معكم بالإنابة عن سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في الاحتفال الذي تقيمه الجمعية بمرور 50 عاما على انشائها، ويشرفني أن أحمل تحيات وأمنيات سموه الطيبة للجمعية والقائمين عليها، ولكم جميعا بمزيد من التقدم وتحقيق أهدافكم المرجوة، لخدمة المجتمع الكويتي وتحقيق التنمية الاجتماعية المنشودة، بالشراكة البناءة مع الجهات الحكومية".

وأضاف شرار في كلمة ألقاها نيابة عن سمو أمير البلاد في الاحتفال الذي اقيم في قاعة "الراية" بفندق ماريوت :"إن هذا الاحتفال بمرور 50 عاما على انشاء الجمعية هو احتفال بمسيرة عطاء في خدمة المجتمع والمرأة الكويتية في المجالات المختلفة، فمنذ تأسيسها عام 1963، تبنت الدفاع عن قضايا اجتماعية عدة، تخص المرأة الكويتية لدعمها اجتماعيا وثقافيا وسياسيا فكانت بواكيره افتتاح دار حضانة عام 1974، وافتتاح فصول لمحو أمية النساء عام 1987، حتى جاء عام 2005، حيث حصلت المرأة الكويتية على حقها في المشاركة السياسية، من خلال ايمان القيادة السياسية في الكويت بضرورة منح المرأة الكويتية حقها الكامل في المشاركة السياسية وصنع القرار كشريك في المجتمع وفي عملية البناء والتنمية الشاملة للدولة، ونحن الآن نرى المرأة وزيرة وعضوة مجلس أمة، وترتقي أعلى المناصب القيادية بمهارة واقتدار".

وأشار إلى أن المرأة الكويتية محل تقدير واهتمام الدولة باجهزتها المختلفة، وخير دليل على توجيه العديد من برامج الخطة التنموية للمرأة، مثل مشروع تمكين المرأة الكويتية من خلال اصدار تشريعات تستهدف الحفاظ على حقوقها ودعمها أسريا واجتماعيا واقتصايا وسياسيا، موضحا أنه لا يمر يوم الا وتفتتح مشروعات تستهدف دعم المرأة الكويتية، كان آخرها المشروع الرائد الذي افتتحه وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أخيرا في منطقة السلام للأسر المنتجة، مؤكدا أن تنمية المرأة ودعمها هو دعم ورعاية للأسرة الكويتية والمجتمع بأثره.

رحلة الجمعية

بدورها، قالت رئيسة مجلس إدارة الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية شيخة النصف "نحتفل اليوم بمرور 50 عاما على إنشاء أول جمعية في الكويت، التي بدأت عملها بأهداف واضحة لخدمة المجتمع والأسرة الكويتية على الصعد التثقيفية كافة، وسعينا إلى التواصل مع جميع الجمعيات النسائية على مستوى العالم"، لافتة إلى أن اهتمامات الجمعية انصبت منذ البداية على الطفل، ومساعدة المرأة في استرداد حقوقها المدنية والسياسية والاجتماعية المسلوبة".

وأوضحت النصف في كلمة بافتتاح حفل الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية أن "المرأة الكويتية لم يكن لديها حقوق سياسية، إضافة إلى أن حقوقها المدنية كانت منقوصة، مثل حق السكن"، مؤكدة سعي الجمعية إلى تجنيس أبناء المرأة الكويتية المتزوجة من غير كويتي، لافتة إلى أن "رحلة الجمعية خلال السنوات الماضية لم تكن سهلة أو مفروشة بالورود، إنما بدأنا خطوة تلو الاخرى لتطور العمل، حتى حصدنا ثمار ما زرعنا كحصول المرأة على حقوقها السياسية والمدنية، وإقرار قانون الاحوال الشخصية، ورعاية الطفل، فضلا عن إنشاء حضانات للاطفال الصم، ونادي الأمل لمرضى السرطان، ونادي الأصدقاء لكبار السن".

وقالت إن "الجمعية تستذكر اليوم مسيرة 50 عاما من العطاء والعمل الحثيث والمتواصل على درب الخير، بعدما بدأت غرسة رواها الإيمان بالله والوطن وبحق الإنسان عامة والمرأة خاصة لتنمو وتترعرع لتنبثق عن شجرة وارفة الظلال يرعاها الالتزام بالوطن والانتماء إليه، لتمتد من الاهتمام والعمل على المستوى المحلي في مجالات التعليم والصحة وحقوق المرأة والإنسان لآفاق عربية وعالمية".

مشكلات المرأة

وأشارت النصف إلى أن "المرأة لا تزال تعاني بعض المشكلات مثل مشكلة السكن للمتزوجة من غير كويتي أو التي لم تتزوج، ومشاكل المطلقات والأرامل اللائي لا يوجد لديهن أولاد، فالآن هناك توجه لإيجاد سكن لهن"، مبينة أن "الدولة أقرت 70 ألف دينار للرجل، و45 ألف دينار للمرأة ونحن لا نقبل هذا"، مشيرة إلى أن الجمعية تقوم بمتابعة العديد من القضايا التي تهم المرأة بشكل حثيث، مثل القضايا الخاصة بالسكن، ومنح لأبناء الكويتية المتزوجة من غير كويتي، والتثقيف بقانون الأحوال الشخصية.

وختمت النصف قائلا "إني إذ أشكر مشاركتكم الكريمة، يسعدني أن أشكر وبكل فخر السيدة لولوة عبدالوهاب القطامي الرئيسة الفخرية للجمعية وأيقونتها التي واكبت مسيرتها منذ نشأتها. فلولوة القطامي لم تبخل يوما بدعم الجمعية معنوياً أو ماديا".

وعورة الطريق

وتحدثت الرئيسة الفخرية للجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية لولوة القطامي، فقالت "أرحب بكم جميعا مقدرة مشاركتكم لنا احتفالنا باليوبيل الذهبي لتأسيس الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية كرائدة من رواد مؤسسات المجتمع المدني وشاهد على إيمان نساء كويتيات بفعل الخير، وقدرتهن على الاستمرار والمثابرة بالرغم من وعورة الطريق أحياناً وضبابية المواقف أحياناً أخرى، حيث بدأت الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية حلما وتحول إلى حقيقة راسخة بجهد مجموعة من نساء الكويت الناشطات في مجال العمل المدني والخيري، لا حافز لهن إلا عشق الوطن ولا هدف إلا تنميته ولا سلاح إلا الأمل والقدرة على رؤية الضوء في نهاية الطريق مما مكّنهن من الامتداد زمناً ومكاناً".

 صورة مشرفة

وأضافت القطامي أن "الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية تاريخ وحاضر وواقع قائم أثبت جدارة وانتشاراً على المستويين الإقليمي والعالمي، ليعكس صورة مشرفة للمرأة الكويتية والعربية. فالجمعية لم تترك حدثاً أو قضية من قضايا الوطن إلا كانت في بؤرته، وكأنها المعنية به أو المسؤولة عنه. وإن كان هناك الكثير من الانجازات التي نفخر بها، فنحن على يقين بأن أمامنا الكثير من القضايا منها التي تعارض حقوق المرأة، وهذا بدوره يضاعف من مسؤوليات الجمعية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني المؤمنة بحقوق المرأة".

وتابعت بالقول "لقد كان ومازال حب الوطن وخدمته خياراً ارتضيناه لأنفسنا، وكان أيضاً للقضايا العربية والإنسانية الجزء الكبير من اهتمامنا وجهدنا. وفي النهاية أتمنى للجمعية سنوات آتية من تحقيق الأهداف على درب الخير والتنمية ولمزيد من الرفاه والديمقراطية للكويت ومن سكن أرضها الطيبة".

حجي: نشيد بالدور المتميز الذي خدمت فيه كوكبة من النساء الكويتيات وطنهن

قال الوزير السابق فيصل الحجي «تشرفت بالحضور احتفالية الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية بمناسبة مرور 50 عاما على إنشائها، ونشيد بالدور المتميز الذي خدمت فيه كوكبة من النساء الكويتيات وطنهن، ومارسن دورهن في سنوات كان العمل الشعبي في بداياته».

وأضاف الحجي «دأبت أولئك النسوة على خدمة الوطن بجهد دون كلل، بدور متميز وواضح ومشهود به، ونحتفل بتكريم العمل قبل تكريم الأشخاص، ونحتفل كذلك بالأشخاص الذين قاموا بهذا الدور الذي يصب في خدمة المجتمع الكويتي»، متمنياً للقائمين على الجمعية مزيداً من التوفيق من أجل المساهمة في بناء الكويت التي نطمح إليها جميعا».

رسم بالرمل ولوحة عرفان

تضمنت الاحتفالية فقرة فنيّة بالرسم على الرمل قامت بها الفنانة الإسبانية ديانا روزا، التي أنشأت على السطح الأملس قصة متكاملة للدور الذي لعبته المرأة في الكويت في الدفاع عن حقوقها والمبادرة الاجتماعية.

واختتاماً للاحتفالية، اعتلى أطفال حضانة البستان الذين يعانون ضعفَ السمع والنطق، المنصة لشكر أعضاء الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية على جهودها في توفير التعليم لجميع فئات المجتمع، حيث قالوا: «شكراً. لولا الجمعية ما نطقناها».

مشاركة عربية وعالمية

استضافت الجمعية في احتفالية العيد الخمسين للتأسيس 25 ناشطة وناشطا من خارج البلاد لمشاركة نساء الكويت في هذه الاحتفالية، ويتميّز هؤلاء الضيوف بنشاطاتهم في المجالات الاجتماعية والسياسية والثقافية وحقوق الإنسان وحقوق المرأة في مختلف الدول العربية والأجنبية ومنها المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، اليمن، ومصر، ولبنان، والأردن، والمغرب، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية وبنغلادش، وفلسطين، وليبيا.

back to top