سورية: النظام يعزل أحياء حمص بعد سيطرته على «الخالدية»

نشر في 30-07-2013 | 00:04
آخر تحديث 30-07-2013 | 00:04
No Image Caption
• الجيش الحر يتقدم في دمشق • مقتل 79 «إسلامياً» و41 كردياً في الاشتباكات الدائرة منذ أيام في الحسكة
بعد نحو شهرين من سيطرة النظام السوري مدعوماً بقوات من «حزب الله» اللبناني على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص، والتي بقيت تحت سيطرة المعارضين لأكثر من عام، سيطرت قوات النظام قوية على حي الخالدية الاستراتيجي في حمص لتبدأ بذلك الإعداد المعركة الكبرى لمحاولة استعادة كامل مدينة حمص. 

بدأت القوات النظامية السورية في عزل الأحياء الواقعة تحت سيطرة الجيش الحر في حمص وإحكام الطوق عليها، تمهيداً لاستعادة كامل المدينة، وذلك بعد سيطرتها وعناصر حزب الله اللبناني على حي الخالدية المحوري بعد شهر على بدء حملتها لاستعادة المعاقل الباقية للمعارضة في ثالث كبرى مدن البلاد.

وقال التلفزيون الرسمي السوري إن "الجيش العربي السوري يواصل ملاحقة فلول الإرهابيين في حي الخالدية بعد سيطرته الكاملة على الحي"، الواقع في شمال حمص، مضيفاً، في شريط إخباري عاجل، أن "جيشنا أعاد الأمن والاستقرار إلى الحي بالكامل" والذي تتيح السيطرة عليه فصل أحياء حمص المحاصرة الواحد عن الآخر.

وبثت القناة صوراً تظهر دماراً هائلاً في مباني الحي التي انهار بعضها بشكل شبه كامل، بينما يغطى الركام الشوارع المقفرة.

وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن، في اتصال مع وكالة "فرانس برس" أمس، أن "القوات النظامية وعناصر من الدفاع الوطني وحزب الله اللبناني تقدمت في الخالدية وسيطرت على معظم الحي، لكن الاشتباكات لاتزال مستمرة"، في شماله وجنوبه.

وأضاف عبدالرحمن أن هذه "الاشتباكات هي الأعنف منذ بدء الحملة العسكرية على الأحياء المحاصرة، بين القوات النظامية وقوات الدفاع الوطني مدعومة بعناصر من حزب الله من جهة، والكتائب المقاتلة من جهة أخرى".

وأوضح أن الاشتباكات "تتركز في شمال الحي وبعض الأجزاء الشرقية منه، وتتزامن مع قصف عنيف براجمات الصواريخ من القوات النظامية، التي ضاعفت ضغطها بقوة كبيرة في الأيام الماضية".

وكانت القوات النظامية سيطرت أمس الأول على مسجد الصحابي خالد بن الوليد الواقع في وسط الحي، بحسب المرصد والإعلام الرسمي السوري.

وعرضت قناة "الميادين" الفضائية التي تتخذ من بيروت مقرا لقطات من داخل المسجد الكبير ذي الهندسة المملوكية، والذي أصابه دمار واسع، وحيث رفع الجنود في داخله علم سورية.

 

«الحر» ودمشق

 

في المقابل، وفيما قلل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من أهمية التقدم في الخالدية، معتبراً في بيان أنه "انتصارات وهمية يروج لها النظام المتهالك"، كشف "اتحاد التنسيقيات" أمس إحراز الجيش الحر تقدماً داخل العاصمة دمشق من الجهة الشرقية.

وبث ناشطون صوراً تظهر سيطرة الحر على مؤسسة الكهرباء القريبة من كراجات العباسيين وأجزاء واسعة من حي القابون، وتحدثوا عن اشتباكات عنيفة دارت بين قوات المعارضة والقوات النظامية في حي القابون.

وتزامن ذلك مع استمرار قصف قوات النظام لمخيم اليرموك وأحياء جوبر والقابون في العاصمة وحرستا ومديرا وداريا ومعضمية الشام في ريفها.

وفي إدلب، أفاد ناشطون بأن عدداً من الأشخاص معظمهم من الأطفال قتلوا في غارة جوية شنتها قوات النظام على مدينة معرة النعمان.

كما شهدت مدينة الحارة في درعا حركة نزوح مماثلة إثر قصف مماثل، فيما أفادت شبكة شام الإخبارية بأن الطيران الحربي قصف مدينة نوى بريف درعا، كما اقتحمت قواته قرية الشرائع على أطراف منطقة اللجاة بريف المحافظة نفسها، وأضافت أنه شن حملة اعتقال ودهم واسعة في القرية.

يأتي ذلك بينما ينفذ الجيش الحر عملية واسعة في الريف الشرقي لدرعا في إطار ما سمي "معركة بدر-حوران" لاستعادة السيطرة على بلدة خربة غزالة التي تقع على الطريق الدولي بين دمشق ودرعا المتاخمة للحدود مع الأردن.

 

معارك جانبية

 

في هذه الأثناء، لاتزال "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" المرتبطتين بتنظيم "القاعدة" تخوضان منذ نحو أسبوعين معارك جانبية مع مقاتلين أكراد في شمال سورية. وأفاد المرصد أمس الأول أن 79 مقاتلاً جهادياً و41 مقاتلاً كردياً قضوا في الاشتباكات الدائرة في محافظة الحسكة (شمال شرق)، والتي أدت إلى طرد الجهاديين من مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا.

في غضون ذلك، طالب الائتلاف المعارض المنظمة الدولية بكشف "تفاصيل الاتفاق الذي توصلت إليه مع النظام حول إجراءات وخطوات التحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية".

يأتي ذلك بعد إعلان الامم المتحدة ودمشق الجمعة توصلهما إلى اتفاق للتحقيق في الاتهامات عن استخدام هذه الأسلحة، من دون أن يتضح ما إذا كان سيتاح للمفتشين إجراء تحقيقات ميدانية.

(دمشق- أ ف ب،

يو بي أي، رويترز)

back to top