حدّد المشاركون في أمسية «قراءات في القصة القصيرة الشبابية» إيجابيات الأصوات الجديدة في القص، منتقدين بعض الأخطاء اللغوية التي تضمنتها بعض الأعمال.

Ad

جاء ذلك ضمن ندوة أدبية نظمها الملتقى الثقافي وتمحورت حول قراءات في القصة القصيرة الشبابية أدارها الروائي الزميل طالب الرفاعي، وقرأ سبعة قاصين نصوصهم، كما قدمّ سبعة كتاب ونقاد تعقيباً على هذه القراءات، وحضر اللقاء الكتّاب: السعودي يوسف المحيميد واليمني أحمد الزين والبحريني علي عبدالله خليفة.

بداية، قرأت القاصة نورا بوغيث نصاً بعنوان «خدش» تنكأ جرحاً قديماً تسبب في فشل حالة حب بريئة، وتقول فيها: «ابتلعت اختناقي وفجرت دموعا صامتة «مبروك» قلتها بقوة مبالغ فيها لأخفي ألم ذكرى أخيرة تتحطم، وأنا أحدق بخدش قديم على معصمي أظنه اختفى».

 وعقب ذلك، قدمت الأديبة تعقيباً على هذه القراءة، أكدت فيه أن ظنها لم يخب في القاصة نورة بوغيث التي استبشرت فيها خيرا عند رؤيتها في منتدى المبدعين الذي احتضن تجاربها الأولى، مشددة أنها تملك لغة رشيقة بعيدة عن الملل كما أن نهاياتها غير تقليدية، مبدية إعجابها بتطعيم القصة ببعض المفردات القديمة للألعاب الشعبية.

ثم القاص بسام المسلم فقد قرأ نصاً بعنوان «على عتبات الديوان» ومنه المقطع التالي: «انقضت الأشهر السبعة، مثل طيور انتهى موسم هجرتها، عادت العائلة المكونة من رجلين وامرأتين إلى بيتهم العتيق في السالمية. حملوا متاعهم ورائحتهم وملامحهم القديمة وغادروا الديوان، تاركين وراءهم ذكرى نحتت حنينا في قلب صبي العاشرة».

وفي تعليقه، اعتبر الأديب إسماعيل الفهد أن النص رائع ومتماسك ويتسم بالسلامة اللغوية، ممتدحاً تجربة البسام، وفي حديث عن السلبيات، انتقد الفهد الإغراق في الرومانسية التي لا تتوافق مع النص.

فسحة زقاق

أما القاص حميدي حمود فقد قرأ نصاً بعنوان فسحة زقاق:

«الزقاق كان مناسبا جداً لأن يضيق الخناق على محاولة الإطالة في الإجابة، بيد أنه لن يضيق المسافات بين قلبينا، هكذا شعرت وعلى هذا الأساس تصرفت، ربما محاولة يائسة مني لإخماد نار الحب المدفونة تحت ركام اعتباراتنا البليدة».

أثنى الناقد فهد الهندال على تمكن حميدي في تقديم نص مكثف وزمانه قصير ومكانه محدد، مشيداً بقدرة الكاتب على اللعب على المفارقة اللفظية في كلمة الزقاق، لاسيما أن العنوان أحدث تناقضاً لدى المتلقي.

وبدوره، قرأ خالد النصرالله، نصاً بعنوان: «ضجر شديد يخالط الحنيّة. يفتح الراديو فيجد إذاعة إخبارية، يقلب، تصدح أغنية شبابية، يقلب، القرآن الكريم، يقلب، يجد أم كلثوم.. يترك الموجه، يترك أم كلثوم تأخذه تأخذه إلى الخط السريع فيزيد من سرعة سيارته لتقارب الثمانين».

ثم قرأت القاصة باسمة العنزي تعليق د. نجمة إدريس على القصة، التي تنتقد فيه النهاية العادية للنص، مقترحة أن تكون الخاتمة مفتوحة على الاحتمالات، مشيرة إلى أن رتم الحركة في النص خدم زمنه النفسي الثقيل، وكرسه.

تقليدي

وعقب ذلك، قرأ القاص عبدالوهاب الحمادي نصاً بعنوان «وجوه في الدخان» ومن أجوائه: «سحقت بقايا السيجارة في المنفضة، وكانت آخر سيجارة لي في تلك الشقة وذلك البلد».

ومن جانبها، أوجزت الكاتبة منى الشمري تعليقها في مجموعة نقاط منها اختيار موضوع إنساني، واختزال الحدث، معتبرة أن النص تقليدي ولا يتقاطع مع حداثة العصر.

كما قرأ عبدالعزيز مال الله نصاً بعنوان» الثامنة مساءً» يركز على فكرة الانتظار عبر حدث لامرأة فقدت زوجها.

وفي تعقيبها على النص قالت الكاتبة هدى الشوا، ان القصة تتقاطع مع الحكايات الرومانسية الأجنبية، منتقدة الأخطاء اللغوية وعدم التكثيف.

وأخيراً قرأ القاص مشاري العبيد قصة بعنوان «نحيب» يقول فيها:

«مضى أسبوع مذ جاء البلبل إلى منزل الطفل، أسبوع وهو لا يكف عن الغناء، ولا تكف ذاكرته عن استحضار دفء عالمه في أحضان أمه، ظلّ يغني ويغني، ويطرب اسماع من هم بالمنزل من فرط حزنه».

وعقّب الروائي طالب الرفاعي على النص، قائلا: «القصة تقدم دليلاً على موهبة العبيد القصصية، وعلى تحسن مستواه، إذ تحمل بعدين إنسانيين الأول يتمثل في إدانة وحشية الإنسان والثاني حاجة الكائن إلى الحرية، كما أظهر تسلسل الحدث تنامياً مدروساً وأظن أن القصة كانت ستترك أثراً أكبر لدى القارئ لو أنها توقفت عن لحظة إطلاق الطفل الطائر.