ليت السؤال الأول والأخير لمن تكلف وسأل هو «هل لديك أمل؟» بدلا من «ما أولوياتك؟»، الأمل يعني الثقة والاستعداد لتحمل المصاعب والصبر عليها، ذلك هو السؤال الجوهري الذي يبدد كل الغيوم التي تحجب الشعور الحقيقي للمواطن الكويتي.
البورصة الرسمية هي بورصة مال وأعمال وأسهم و«بيزات» تشغل بال القلة مهما كثرت، والبورصة الشعبية بورصة ألسن وأرواح وطموحات وهموم «يتداول» فيها كل الناس دون أن يخترق ضجيجهم جدار «القلة المرتاحة»، هم وزن زائد بنظرهم والعكس هو الصحيح.مشاكلنا معروفة لا تحتاج إلى بيان، وانتكاساتنا ترى بالعين المجردة، فلمَ الاستبيان؟ ما يريده الناس في بورصة الفقراء هو «الأمل» لا خطابات شحذ الهمم، الأمل قبل كل شيء في مؤسسات استبيحت لتعيين الأقارب والأحباء وفي قانون لا يعرف غير الضعيف والمظلوم، وفي خازن لا يفرق بين المال العام والخاص، بعد الأمل يمكن البدء بترتيب «مصائب» الزمن المتراكمة.الأمل لا ينمو في حديقة الأمثلة السيئة، لأن البيئة المترعة بالفساد وقطع الألسن المقهورة لا يعيش فيها غير الأعمى أو من في قلبه مرض، الأمل يحتاج إلى خطوة أولى، لقدوة أولى تبدأ بنفسها قبل الآخرين لتبدأ أحجار الدومينو بالتساقط واحدة بعد الأخرى، هل عرفتم الآن «ثمن» الأمل.عندما يسافر رئيس الوزراء على الدرجة السياحية توفيراً للمال العام فسوف «يجرجر» خلفه كل الوزراء، وبعد الوزراء كل الوكلاء، وهكذا حتى نصل إلى أدنى مسؤول في هرم المسؤوليات، وعندما يتمسك كل مسؤول جديد بأثاث المسؤول السابق فسوف تضرب بنود ورؤوس في دفاتر الهدر المالي، وتكتسب كل كلمة في خطابات الإصلاح والتنمية وزناً مضاعفاً في نفوس من يتلقونها.في الختام، الأمل هو الأولوية وأرض العمل، أطلقوا شرارة الأمل وسترون كيف تشتعل و»تنشغل» الكويت بالعمل.الفقرة الأخيرة: «علتكم جدامكم».
مقالات
الأغلبية الصامتة: بورصة الفقراء
29-08-2013