مجلس «عنبر» أخو مجلس «بلال»

نشر في 14-05-2013
آخر تحديث 14-05-2013 | 00:01
إن ترهيب المجتمع من حق النائب في الرقابة ومن الاستجواب الذي هو إحدى وسائلها، وتقليم الأظافر النيابية من خلال الترويج لمصطلحات "التأزيم والتعاون" ما هو إلا مسرحية يسعى الساسة من خلالها إلى الجلوس على كراسي البطولة لأطول فترة ممكنة، والضحك على ذقون الجماهير بأساليب مستحدثة.
 د. علي عبدالله جمال ما أشبه الليلة بالبارحة!! وما أشبه التأزيميين بالعقلانيين، والصقور بالحمائم! وما أشبه مخرجات مجلس فبراير ٢٠١٢ "المبطل" بمخرجات مجلس ديسمبر ٢٠١٢ "الخائف من البطلان"!

نعم أيها السادة، فواقع الحال يشير إلى أن الاختلاف بين هذين المجلسين يكاد يتلخص بطبيعة العلاقة بين المرشح والناخب فقط لا غير، حيث إن المجلس المبطل كان يمتلك خيار "مثنى وثلاث ورباع" بينما الأخير، الذي لا تزال زيجته مستمرة حتى اللحظة، فقد اكتفى بواحدة!

لقد كان المجلس المبطل يعاني "إسهالاً رقابياً" ارتفعت معه حدة الاستجوابات، وها هو مجلس الصوت الواحد قد أصيب البارحة بنفس عدوى الاستجوابات بعد انقضاء فترة "الهدنة" بين الحكومة والمجلس، على الرغم من أن الهدنة "المفروضة"، والتي هي بحد ذاتها سابقة برلمانية خطيرة، كان من المفترض أن تستمر لغاية دور الانعقاد القادم، إلا أن ربيعها انتهى بقدرة قادر!

كما أن المجلس المبطل قد أظهر كرماً حاتمياً شديداً في تبديد ثروة البلد، وها هو مجلس الصوت الواحد يكمل المسيرة و"يفسفس" ما تبقى من دنانير بيت المال!

هذا ولم يختلف المجلسان في المطالبة بتعديلات وتغييرات تطول الكثير من الحقائب الوزارية! وهنا يأتي التساؤل المشروع عن طبيعة العلاقة بين ارتفاع وتيرة التعاطي النيابي مع الحكومة وفتح شهية الاستجوابات من جهة، واقتراب حكم المحكمة الدستورية في الطعون المقدمة ضد المجلس الحالي من جهة أخرى!

إن الدفع باتجاه حل المجلس الحالي وبالتالي إلغاء المحكمة الدستورية النظر في الطعون المقدمة، سيؤدي تلقائياً إلى تحصين النظام الانتخابي الجديد، وإلى انتخابات جديدة بنظام الصوت الواحد الذي يفضّله معظم، إن لم يكن جميع الأعضاء الحاليين، حيث إن هذا السيناريو سيبقي معظم المقاطعين في خانة المقاطعة، مما يعني فرصة أكبر لنجاح كثير من منتسبي المجموعة الحالية.

ومن جهة أخرى، تبقى الاستجوابات مادة إعلامية جيدة صالحة للاستهلاك الانتخابي وتصفية حسابات "الكبار" متى ما اقتضت الضرورة!

ختاماً، إن ترهيب المجتمع من حق النائب في الرقابة ومن الاستجواب الذي هو إحدى وسائلها، وتقليم الأظافر النيابية من خلال الترويج لمصطلحات "التأزيم والتعاون" ما هو إلا مسرحية يسعى الساسة من خلالها إلى الجلوس على كراسي البطولة لأطول فترة ممكنة، والضحك على ذقون الجماهير بأساليب مستحدثة، فالمسألة لا تتعدى المصالح الفردية، ويبقى الشعب والوطن هما الخاسر الأكبر!

خربشة:

 فرق كبير جداً بين...

عضو مجلس أمة "مُبطل"،

وعضو مجلس أمة "أسبق"!

back to top