عبد الله حسين السوادي: الرواية متنفس كُتّاب العصر

نشر في 14-07-2013 | 00:01
آخر تحديث 14-07-2013 | 00:01
يكتب الأديب اليمني عبدالله حسين السوادي الشعر والرواية والقصة القصيرة وينتقل بينها بسهولة ولا تفصله حواجز عنها، كذلك يدين بالفضل إلى الكاتبة أحلام مستغانمي في دخوله عالم الأدب ويقول عنها: «هي معلمتي... وجذبتني كتبها إلى الأدب، لذا أفتخر بإهداء مجموعتي «الثلوج المشتعلة» إليها».
عن مسيرته الأدبية وجديده وتقييمه لحال الأدب اليوم كان حوار «الجريدة» معه.
أنت روائي وشاعر وقاص، كيف ترى رحلتك مع هذه الألوان الأدبية وأي منها الأقرب إليك؟

بدايتي كانت مع الشعر حتى ساجلت كبار شعراء العامية في بلدي، وتمّ تداول بعض هذه المساجلات في أشرطة صوتية لبعض الفنانين المعروفين عزفاً على آلة العود... استمرت العلاقة بالشعر حتى قبل بضع سنوات، ثم انتقلت إلى القصة ومنها إلى النصوص الأدبية ثم إلى عالم الرواية، اكتسبت من هذه المراحل خبرة في منازلة اللغة والعزف على أوتار الأبجدية، ما جعل موهبتي، إن صح التعبير، مصقولة وناضجة، ولذلك أجدني الآن أقرب إلى الرواية والنصوص الأدبية القصيرة... بعيداً عن الشعر والقصة.

ماذا عن إصدارك الأخير «الثلوج المشتعلة»؟

مجموعة نصوص أدبية كانت مسودتها الأولى كبيرة الحجم ومتعددة الاتجاهات من العاطفي إلى الاجتماعي وشؤون الحياة الأخرى.

لماذا أهديته إلى الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي تحديداً؟

أحلام مستغانمي معلمتي، جذبتني كتبها إلى الأدب وأفتخر بمعرفتي بها، فهي عاصمة الأدب العربي المعاصر، بل وطن من إبداع ننتمي إليه بكل فخر، وهي اقترحت عليّ كتابة نصوص أدبية ثم جمعها في كتاب ونشره في ما بعد، وأعتقد أنه من عدم الوفاء ألا يكون الإهداء لها.

البعض يقول إننا نعيش عصر الرواية لأنها طغت على الألوان الأدبية الأخرى فما رأيك؟

الحقيقة أن الرواية أصبحت متنفس كُتّاب العصر، ويهتمّ القراء بها أكثر من اهتمامهم بالأعمال الأدبية الأخرى، وميلي إليها ليس لمواكبة الناس بقدر ما هو ميل قلمي إليها على رغم مشقة الكتابة، فهي ليست كالنصوص الشعرية التي لا تتطلب من الكاتب جهداً كبيراً ووقتاً طويلا وليست ككتابة القصص القصيرة، بل عبارة عن مسلسل طويل، على الكاتب أن يستجمع فيه المشاهد المكتوبة ويحتفظ بحضورها بقوة حتى آخر الرواية... ليبدو العمل متماسكاً ويجذب القارئ ليس إلى نهاية الرواية فحسب، إنما يحتفظ به كقارئ مترقب لجديد الكاتب. بالنسبة إلي كتابة الرواية: تحدّ متعب لكنه ممتع.

ماذا عن روايتك الجديدة؟

روايتي الجديدة تحمل بعض تجاربي في الحياة... بلورتها على شكل رواية وإن كان الغالب فيها ما يهم الشأن الوجداني بين الإنسان والسماء... إلا أنني أريدها رواية غرام تهتم بتفاصيل الحب، وفيها جرأة غير مألوفة في بعض المجتمعات المحافظة، من خلال بعض النصوص، لكن الغاية أن يتقمص القارئ جلباباً آخر سيعلمه عندما يقرأها حال صدورها.

كيف تقيّم علاقتك بمجلس الشعر الشعبي في المجلس اليمني، وماذا قدم وبماذا أفادك؟

إنها قصة بدأت منذ عام 1999 وكانت قوية الحضور في عام 2000 ثم فترت وتراجعت بعد عام 2007 تقريباً وبقيت بين مد وجزر، شبه كسولة إلى حد الخمول في السنوات الأخيرة... لا أنكر أن المجلس اليمني قدمني كشاعر، خارج منطقتي، إلى كوكبة من المثقفين والمهتمين بالشأن الأدبي، وأغلبهم من المغتربين والمهاجرين لصعوبة توافر خدمة الإنترنت في الوطن تلك الأيام... وعلى رغم أنهم قلة فإنهم كانوا نخبة من المثقفين جمعتني بهم أروقة هذا المنتدى، ومنه انطلقت نحو مساجلة كبار الشعراء الشعبيين، وتعرفت من خلاله، بطرق مباشرة وغير مباشرة، إلى كوادر أدبية ومنه انتقلت قصائدي إلى النشر في الصحف والكتب المختصة بالشعر، ومنه أيضاً حضرت قصائدي في مناسبات رسمية... كان المنتدى بوابة كبيرة ولجت منها نحو آفاق أوسع.

بمن تأثرت في كتاباتك؟

عربياً سأذكرهم لك حسب ترتيب اهتمامي... أحلام مستغانمي، جبران خليل جبران، طه حسين، محمود مصطفى، نجيب محفوظ، مصطفى صادق الرافعي، محمد شكري، الطيب صالح، واسيني الأعرج، ومعهم مجلة «العربي» الكويتية في التسعينيات، إذ كانت أحد أهم روافد الثقافة...

وبالنسبة إلى الشعر ستطول القائمة، بدءاً من شعراء الجاهلية حتى حسين أبوبكر المحضار ونزار قباني ومحمود درويش وأحمد فؤاد نجم... عالمياً تأثرت ببعض الكتاب مثل: الفرنسي برناردين سان بيار، جيمس جويس، باولو كويلو، وأكثر ما قرأت كان لأغاثا كريستي.

كيف يمكن للشعر أن يطور من أدواته ليلبي الحاجة العربية بمشهدها الراهن؟

يواكب الشاعر العربي الشعر الحديث، ويشهد الشعر تطوراً ملحوظاً، ويشقّ الشعر الحداثي طريقه بقوة... وحتى الشعر النبطي التقليدي طور من صوره الشعرية في السنوات الأخيرة، فلم تعد القصيدة اليوم هي نفسها قصيدة السنوات القليلة الماضية بصورتها المتكررة. ولك أن تلاحظ ذلك، فلكل عصر لغته المتجددة إبداعياً.

إلى أي حد تشبهك كتابتك الأدبية؟

إلى حد كبير بل ربما إلى حد التطابق، فما كتبته لغاية اليوم هو شبه ناقل رسمي لعبد الله حسين السوادي الذي يسكنني بأماله وآلامه ومشاعره.

برأيك ما المشاكل التي تواجه الثقافة العربية والأديب العربي؟

الثقافة العربية والأديب العربي، عموماً، لا يتلقيان الدعم اللائق بهما للبقاء والتطور نحو الأفضل والانتشار، فمحنة الأديب العربي تبدأ مع الوقت الذي سيوفره للكتابة ثم تستمر إلى النشر.

لا أعتب على دور النشر العربية عدم إنصافها للكاتب العربي، فهي مجرد وسيط تسويق بين الكاتب والجمهور... ونحن أمة لا تقرأ ولا تهتم كثيراً بالكاتب والكتاب، بخلاف بعض الدول التي ترصد راتباً شهرياً على مدار العام للكاتب، دعماً لزيادة الإنتاج المعرفي والإبداعي وهذه مسؤولية الدول، بينما تنتظر الجمهور مسؤولية أن يقرأ!

ما جديدك في الفترة المقبلة؟

ثمة مشروع لترجمة «الثلوج المشتعلة» إلى الإنكليزية ونشرها في لندن، وقد أبدى أصدقاء من بريطانيا رغبتهم في ترجمتها ونشرها هناك.

back to top