اعتباراً من هذا الأسبوع سوف يتم تحذير اولئك الذين يقومون بتحميل الأفلام والبرامج التلفزيونية والموسيقية بصورة غير قانونية في الولايات المتحدة من أنهم يرتكبون مخالفات شبكة انترنت. ويقوم أصحاب حقوق النشر – جمعية صناعة التسجيلات الأميركية وجمعية الأفلام السينمائية الأميركية بالشراكة مع خمس شركات خدمة انترنت رئيسية باطلاق «نظام تحذير حقوق النشر» اي كي اي «سيكس سترايكس» وهي آلة مراقبة النشر. ماذا يعني ذلك؟

Ad

اذا كنت تحصل على الانترنت من خلال اي تي and تي أو كيبلفيشن أو كومكاست أو تايم وارنر كيبل أو فيريزون وكنت واحداً من الملايين الذين يفضلون تحميل الألعاب المفضلة مجاناً عن طريق أقنية محظورة فقد تتلقى رسالة من مزود خدمة الانترنت يبلغك فيها باكتشاف انتهاكك لحقوق النشر من قبل شركة مارك مونيتور المملوكة لوكالة رويترز حيث يعمل 100 موظف وأدوات أتمتة في مراقبة مواقع «تورنت» لكشف عناوين مشاطرة وتحميل المحتويات.

ويقول توماس سيهستد المسؤول عن خدمة مكافحة القرصنة والتقنية في مارك مونيتور «نحن نشهد 20 – 30 مليون عملية انتهاك يومياً، ومعظم الناس يجهلون مدى انكشاف ما يقومون به اون لاين، سواء بتحميل برامج غير قانونية أو النقل الى صفحتهم على تويتر».

ويقوم أعضاء جمعية صناعة التسجيلات الأميركية وجمعية الأفلام السينمائية الأميركية بابلاغ مارك مونيتور عن العروض والأفلام والأغاني التي يجب البحث عنها ثم تقوم بعملها السحري في المراقبة وتبعث بقوائم توبيخ الى مزود خدمة الانترنت – مع الاشارة الى أن صناعة البرامج الاباحية قد اغفلت من اتفاق سيكس سترايكس. ولكل مزود خدمة انترنت طريقته في التعبير عن كشف المنتهكين عبر البريد الالكتروني ولكن الرسائل تمضي بشكل عام على النحو التالي: سوف تحصل مخالفات حقوق النشر على ستة انذارات تزداد حدة – هل تعلم ما هي الملكية الفكرية يا صغيري؟ ثم تنتقل الى التربية الالزامية «يجب أن تقر بمعرفتك بانتهاك حقوق النشر قبل الدخول الى الانترنت، وأخيراً معاقبة على شكل ابطاء سرعة الانترنت ليومين أو ثلاثة أيام. وبعد 6 انذارات هل تقتحم قوات الجمعيتين المذكورتين منزلك وتحطم حاسوبك؟ لا. وعند هذه النقطة يفترضون أنك غير قادر على الاصلاح وتتوقف الانذارات. هل سيمنع هذا القراصنة من متابعة أنشطتهم؟

تمت مناقشة النظام في مركز معلومات حقوق النشر الذي أصبح الأمل الوحيد بالنسبة الى الجمعيتين بعد زوال اس او بي اي – بيآي بي اي – وهو تشريع كان سيفرض ادراج المعلنين والتجار ومزودي البحوث في المعركة ضد القرصنة. ومؤسسة مراقبة المكونات التي حظيت بموافقة غير رسمية من ادارة اوباما لديها ميزانية سنوية تصل الى مليوني دولار تمول من قبل الجمعيتين ومزود خدمة الانترنت المشارك. ويكمن دوره في طرح المادة التربوية للمخالفين، ويساعد المركز الأطفال في سن السادسة على فهم حقوق النشر، كما يقول مديره التنفيذي جيل ليسر عبر توفير المواد التعليمية التي توزع في المدارس.

ويضيف «نحن سوف نعمل أيضاً على جمع وتحليل المعلومات بغية معرفة ما اذا كانت الانذارات قد نجحت، ونأمل في أن تستجيب الأكثرية الساحقة من الأشخاص الذين لا يهدفون الى القرصنة الى هذا العمل».

وبكلمات اخرى تأمل مؤسسة مراقبة المكونات بتعليم الناس عدم البحث عن تحميل مجاني للأفلام والضغط على أول موقع يظهر والتحول بدلاً من ذلك الى أمازون أو آي تيونز.

هل تنجح هذه الطريقة؟ نحن في غالب الأحيان نظن خطأ أن ما نقوم به على الانترنت لا يشاهده أحد. وببساطة فإن ابلاغك بأن تحميلك غير القانوني لفت نظر أحد ما قد يشكل رادعاً. وقد وجد العديد من الدراسات الأكاديمية أن عملية المراقبة تجعلنا مواطنين أفضل، وربما ينجح نظام الإنذار ليس بسبب الخوف من بطء الانترنت ليومين أو ثلاثة أيام بل نتيجة الإحساس بالمراقبة التي سوف يخلقها النظام. واذا لم يكن من شيء آخر قد يبلغ الناس الذين لديهم واي – فاي مكشوفة بأن آخرين ربما يدخلون شبكتهم لأغراض تحميل موضع مساءلة.

ويقول ارنستو رئيس تحرير «تورنت فريك» وهو موقع شبكة يغطي أخبار القرصنة وقام بتغطية سيكس سترايكس منذ ظهور الحديث عنها في سنة 2011 «أظن أن هذه الطريقة سوف تكون فعالة بشكل معقول. وبالنسبة الى المستهلكين فهي ليست شيئاً سيئاً وأظن بوجود تحميل عرضي من قبل أشخاص يقومون بذلك بسبب سهولته. وسوف تجزع مجموعة كبيرة منهم اذا تلقت تلك الرسائل وعندها ستتوقف وهي لا تعلم كيف تمنع تلك الرسائل أو عدم التعرض للإمساك بها».

وفي وسع من يدعي البراءة تحدي الانذارات بأمل عدم التعرض لتباطؤ الانترنت – وتوجد عملية تحكيم لتحدي الانذار – مثل القول ان لديك حق توزيع الملف أو انه سوف يستخدم بشكل عادل – وتبلغ تكلفة هذا الإجراء 35 دولاراً ويمكنك استعادة المبلغ اذا ربحت القضية.

وسوف يكون من المثير للاهتمام معرفة ما اذا كانت هذه الطريقة سوف تنجح – أو أنها سوف تفضي الى طوفان من المستخدمين على خدمات مثل كيم دوت كوم ميغا حيث تقوم مجموعات سبرانية خاصة باستهلاك اعلامي أقل شفافية. وهذه شراكة طوعية شيقة بين أصحاب الحقوق ومزودي خدمة الانترنت بعد فشل القانون المتعلق بهذا الشأن وهي تعطي أصحاب حقوق النشر وسيلة للتحاور – وإن بشكل غير مباشر – مع الأشخاص الذين يستهلكون موادهم بصورة مجانية اون لاين.

* (مجلة فوربس)