بعد أيام على الإقالة المفاجئة لكل أعضاء القيادة القطرية لحزب «البعث» الحاكم، اعتبر رأس النظام السوري بشار الأسد أنه «عندما لا يعالج أي مسؤول الأخطاء المتراكمة يحاسب»، وحاول تعبئة «القوميين العرب» وانتقاد «الإخوان المسلمين» لأنهم «يستغلون الدين»، مدافعاً في الوقت نفسه عن إيران و«حزب الله».  

Ad

انتقد رأس النظام السوري بشار الأسد في مقابلة نشرتها صحيفة «البعث» الناطقة باسم الحزب الحاكم أمس أداء مسؤولي حزب «البعث العربي الاشتراكي» السابقين بعد أيام من اقالة القيادة القطرية للحزب بأكملها مع بقاء الأسد على رأسها أميناً قطرياً عاماً.

وقال الأسد في المقابلة: «عندما لا يعالج أي مسؤول الأخطاء المتراكمة يحاسب هذا المسؤول، وهنا تحاسب القيادة حسب توزيع المسؤوليات بين أعضائها، وهذا هو الدور الحقيقي للجنة المركزية لـ(حزب البعث) التي من المفترض أن تنعقد لتحاسب القيادة بشكل دوري. وهذا ما لم يحصل خلال السنوات الماضية».

ورأى الأسد أن «من مهام اللجنة المركزية للحزب مراقبة عمل القيادة وتقييمها ومحاسبتها حسب الأنظمة الداخلية للحزب، أو من خلال اقتراح اللجنة المركزية بإقالة عضو أو أكثر من الأعضاء، أو إقالة القيادة كلها، كما حصل منذ أيام، فقامت اللجنة المركزية في الاجتماع الموسع باستبدال القيادة بشكل كامل»، مشيراً الى «تقصير على مستوى المؤسسة ككل نتحمل مسؤوليته جميعاً»، وأكد أن «أي ابتعاد عن الجماهير هو تقصير، وتغيير القيادات يهدف الى تطوير الحزب وفي نفس الوقت يساعد على تلافي أي خلل».

من جهة اخرى، زعم الأسد أن «المشروع القومي العربي مستهدف دائماً، غير أن الأمل هو أن الهوية العربية بدأت تعود لموقعها الصحيح خاصة بعد سقوط الإخوان المسلمين واكتشاف حقيقة التيارات التي تستخدم الدين لمصالحها الضيقة»، وتساءل: «أين دور المفكرين والأحزاب القومية لإعطاء الزخم ودفع الشباب الذين انتفضوا في الساحات متمسكين بهويتهم القومية وإسلامهم المعتدل؟».

وقال: «هويتنا العربية مازالت موجودة رغم محاولات تدميرها وهي قومية عربية معتدلة تحتاج لعمل إعلامي ثقافي سياسي ديني للحفاظ عليها»، مضيفاً أن «المقصود بالإسلام السياسي هو تلك الأحزاب التي تستغل الدين على شاكلة الإخوان المسلمين».

ولفت الى أن «الإخوان المسلمين ومن على شاكلتهم، هي تلك التي تستغل الدين وتستخدمه كقناع وتحتكره لنفسها وتكفّر الآخرين، وهي التي تعتبر أنك عندما لا تقف معها سياسيا فأنت لا تقف مع الله شرعيا»، معتبرا أن «هذا لا ينطبق لا على إيران ولا على حزب الله» لأنهم «لا يعاملون الناس انطلاقا من البعد الديني والطائفي، وإنما انطلاقا من الأبعاد الوطنية والسياسية، ولا يميزون بين الدول أو الجهات التي يتعاملون معها إلا وفقاً للمبادئ والمصالح السياسية والقضايا الاستراتيجية».

وأكد ضرورة «التفريق بين من يستخدم الدين لمصالحه الفئوية الضيقة وبين من يستند إلى الدين في الدفاع عن القضايا الحقة والمشروعة»، مضيفاً أن «ما يفعله الإخوان المسلمون اليوم أنهم يتشددون على أبناء دينهم وبلدهم وقوميتهم ويتساهلون مع الإسرائيليين والغرب ولا يطلبون منهم سوى الرضا».

واعتبر الأسد أن ما يقال عن «انقلاب الكادحين» الذين يشكلون القاعدة الأعرض للحزب على الحزب «مناف للواقع»، وأوضح أن «من يدافع عن الوطن الآن هم هذه الشريحة من الكادحين وأبناء العمال وأبناء الفلاحين... جزء منهم في الجيش، والجزء الآخر يدافع عن مناطقه، خاصة في الأماكن التي تتطلب الوقوف إلى جانب قواتنا المسلحة»، وأضاف أن «الصراع الموجود الآن هو بين جاهل وواع، بين وطني وعميل، بين متطرف ومعتدل».

 

«الكيماوي»

 

الى ذلك، من المتوقع أن تزور بعثة الأمم المتحدة للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في عدد من المناطق السورية التي يرأسها الخبير السويدي آكي سيلستروم دمشق في وقت قريب، وذلك بعد أن قبلت الأمم المتحدة الدعوة التي وجهتها الحكومة السورية إلى سيلستروم وممثلة الأمم المتحدة لنزع الاسلحة أنجيلا كاني لزيارتها.

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة أمس الأول عقب لقاء جمع  سيلستروم مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، إن «سيلستروم وكاني قبلا دعوة الحكومة السورية بالتوجه إلى دمشق لإنهاء المشاورات حول آليات التعاون المطلوبة بغية تمكن البعثة من إجراء تحقيق دولي مناسب وآمن وفعال في مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سورية».

في السياق، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي أمس الأول ان الولايات المتحدة تدقق في التقرير الروسي بشأن استخدام المعارضة السورية أسلحة كيماوية، متهمة موسكو بعرقلة الجهود لدخول الأمم المتحدة إلى سورية.

 

موسكو 

 

وعلى الصعيد السياسي، اتهمت موسكو المعارضة السورية بعرقلة مؤتمر «جنيف 2»، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مساء أمس الأول، إن رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد الجربا يقضي على فرص عقد مؤتمر السلام المقترح بقوله، إن المعارضة لن تحضره إلا إذا تحسّن موقفها العسكري الميداني.

وشكّك لافروف في إمكانية عقد «جنيف 2»  في ظل إصرار المعارضة المسلحة على تحقيق تقدم ميداني، قائلاً: «عندما تفكّر المعارضة في أنها تريد تحقيق انتصار عسكري والسيطرة على المزيد من الأراضي السورية قبل التفاوض، فإن من خلال هذا المنطق لن نستطيع تنظيم أي جزء من هذا المؤتمر، وبالتالي فإننا سنكون أمام حقيقة أن شركاءنا الغربيين قدموا أسلحة إلى المعارضة السورية دون أي شروط أو ضمانات تؤكد استعدادها لحضور المؤتمر».

(دمشق - أ ف ب، رويترز، 

د ب أ، يو بي آي)