انطلقت قبل عامين الانتفاضات من الشارع وميادين العاصمة أشعلتها البطالة "بطالة المتعلمين"، وغياب العدالة الاقتصادية، واستهدفت تغيير النظم العسكرية البالية التي ورثتها بعض الدول عقب الحرب العالمية الثانية فتحولت إلى نظم مدنية حديثة، تتداول الممنوعات "سابقاً" من أساليب الحياة كالمجالس المنتخبة والدساتير المعدلة شعبياً والانتخابات الحرة النزيهة البعيدة عن تدخل الدولة.

Ad

وتزامناً مع ذكرى انطلاق الانتفاضات في الشمال الإفريقي واليمن، تلقيت دعوة كريمة من المجلس الوطني للثقافة والفنون للحضور والمشاركة في ندوة مهرجان القرين تحت عنوان "ارتدادات الربيع العربي"، وقد اخترت أخي القارئ أن أكتب عن ورقة الباحث يوسف الصواني حول ليبيا ابتدأها بانطلاق دعوى الاحتجاج عبر الإنترنت، فبدأت سلمية ثم توسعت إلى انتفاضة مسلحة أدت إلى حرب واسعة النطاق، بل أدت إلى تدخل قوات عسكرية دولية، فاحتكم مجلس الأمن إلى مبدأ مسؤولية الحماية وأصدر قراراً لفرض منطقة حظر الطيران لحماية المدنيين.

أما عن أسباب انطلاق شرارة الانتفاضة فقد بدأت، كما سردها الصاوي، بأزمة سجن أبوسليم الذي امتلأ بالأبرياء، وبعد أن ساهم تدهور إيرادات الدولة أثناء تعامل القذافي منذ الثمانينيات مع الاضطرابات الشعبية الداخلية بتدابير تقشف وحصار اقتصادي داخلي استهدفت ظروف المعيشة، وبعدها بادر بالانفتاح، فاعترض البعض واعتبره القذافي ثورة داخلية، فاستمر الاقتصاد في المعاناة، ثم عاد للاندماج بالعالم على أسس التنافسية.

وتصاعدت الأحداث حتى جاءت ثورة فبراير وكانت تلقائية وعفوية لم تعبر عن أي توجه حزبي سياسي أو أيديولوجي وتحولت إلى سلسلة من الانتفاضات حتى جاءت مساعدة حلف "الناتو" العسكرية.

والمرأة الليبية أيضاً شاركت بفعالية في الاحتجاجات وأرسلت النساء أبناءهن وأزواجهن إلى الاحتجاجات والمعارك.

واليوم تعاني الدولة ضعفاً مؤسسياً وقد وقعت بعض التيارات السياسية في مأزق الإقصاء وإقصاء الآخر، أما "الربيع التشريعي" فقد كتبنا سابقا وذكرنا تفضيل الليبيين ونجاحهم بوضع خريطة جديدة للبرلمان على طريقة لا غالب ولا مغلوب، الأمر الذي لم يدع أي حزب سياسي للتأهل أو الهيمنة على البرلمان الجديد خلال أول انتخابات شهدتها ليبيا منذ ستة عقود.. ودخولها حرب استقطابات بين مختلف الأحزاب الليبية لجذب المرشحين المستقلين لضمان

أغلبية البرلمان الجديد، فتحالف القوى الوطنية ترأسه د. محمود جبريل رئيس أول حكومة انتقالية للثوار خلال الانتفاضة الشعبية ضد القذافي، وحصل تحالفه على 39 مقعداً من بين 80 مقعداً المخصصة للأحزاب والتكتلات السياسية. أما حزب العدالة والبناء "الإخوان المسلمين" فحصل على 17 مقعداً فقط، وتدور المنافسة بين الليبراليين والإسلاميين بشكل مستمر.

أما الدكتور أبوخيشم الذي قرأت ورقته زميلته التونسية د. لطيفة، فيشعر أن ارتداد "ثورة الياسمين" التونسية تخطت الأراضي الليبية، ويراها تطبيقاً لنظرية "الدومينو"، ويقسم الثورات إلى ثورات قضت على نظم تسلطية، وأخرى أتت بالإصلاحات السياسية الملحوظة.

وتشكو ليبيا اليوم من سوء الإدارة وانتشار فوضى السلاح وضعف الحكومة بسلطاتها الثلاث... فهل نستبدل نظريات السياسة بنظريات الإدارة؟ أم إدارة التغيير؟

كلمة أخيرة:

انتشرت في الآونة الأخيرة حسابات عبر "تويتر" مخصصة لإهانة المغردات من النساء الخليجيات... لذا فنحن معشر المغردات بحاجة إلى مخفر نسائي إلكتروني لحماية حقوقنا في التحليق والتغريد في سماء "تويتر".