تعليم الطفل منذ الصغر بر الوالدين، من أهم الضروريات التي نادى بها الإسلام، لأنها اللبنة الأساسية في تماسك الأسرة المسلمة، فبر الوالدين من معالم رضى الله سبحانه وتعالى على العبد، فإن بر العبد والديه منذ صغره، أكرمه الله بالسعادة في الدنيا والآخرة.

Ad

وعن بر الوالدين تقول عميدة كلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر د.إلهام محمد شاهين: بر الوالدين هو الرسالة الأولى التي أُلزم بها الإنسان منذ ولادته – امتثالا لقوله تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا» (الإسراء 24:23)، وبذلك يصبح هذا الأمر الإلهي التكليف الأول للطفل قبل إجراء القلم عليه، فتعليم الطفل بر الوالدين لا يتأتى عن طريق التوصية فقط أو إلقاء الدروس الدينية، ولكن بر الوالدين يتم التدريب عليه منذ الصغر، حيث يجب على الوالدين أن يطبقا ذلك عملياً، وذلك بأن يكون الأب والأم نموذجاً يُحتذى به في بر الوالدين إذا كانا على قيد الحياة.

وتشير د. الهام إلى أن مؤسسات التنشئة ودور العبادة مثل المسجد لها دور كبير في ترسيخ مبدأ بر الوالدين لدى الطفل، وكذا المدرسة، وتعليمه المبادئ الأولى من بر الوالدين بأن يكون مطيعاً لوالديه، والتواضع لهما وحسن معاملتهما، وكذلك إخفاض الصوت أثناء الحديث معهما، واستعمال الكلمات الطيبة العذبة والمحببة للوالدين، مع ضرورة تعليم الطفل أن يتخذ من والديه أول صداقة، لأن هذه الصداقة هي التي يرضي بها الطفل ربه، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم عندما جاءه صحابي وسأله من أهم صحابتي في الدنيا يا رسول الله فقال له: «أمك» ورددها ثلاث مرات.