الاضطرابات غير المتوقعة التي انطلقت مع الذكرى الثانية للثورة المصرية دفعت المنتجين إلى تأجيل طرح أفلامهم الجديدة إلى حين استقرار الأوضاع، تخوفًا من ألا تحقق إيرادات جيدة في ظل اتساع دائرة الاضطرابات وحظر التجوال في مدن القناة وإغلاق دور العرض مبكرًا وإلغاء حفلاتها الليلية.

Ad

بالفعل ألغت دور عرض كثيرة في القاهرة والمحافظات حفلات المساء ومنتصف الليل، لعدم وجود جمهور أو بسبب الاضطرابات في المناطق القريبة، على غرار ما حصل مع تلك الواقعة في وسط القاهرة بالقرب من موقع الاشتباكات، ما أثر سلبًا على إيرادات الأفلام المعروضة فيها.

كذلك تزامنت الاضطرابات السياسية مع تسريب أفلام جديدة عبر الإنترنت بعد طرحها في دور العرض، من بينها «على جثتي» و»الحفلة» الذي سُرّب في اليوم التالي للعرض الخاص، ما أثر على إيراداته وأصاب المنتجين بخيبة أمل بعدما  علقوا آمالهم على موسم منتصف العام لإعادة الانتعاش إلى السينما.

تراجع الإيرادات

تراجعت إيرادات «على جثتي» لأحمد حلمي في أسبوعه الأخير إلى النصف، إذ بلغت مليوني جنيه مقابل ستة ملايين جنيه في أسبوعيه الأول والثاني، مع ذلك تابع تصدر شباك التذاكر وتجاوزت إيراداته في مجملها ثمانية ملايين جنيه.

كذلك حقق الفيلم متابعة عالية عبر الإنترنت، إذ تجاوزت نسبة مشاهدته وتحميله من المواقع المختلفة مليون مشاهدة. رغم الحملة الإلكترونية التي نظمتها الشركة المنتجة لإفساد روابط المشاهدة والتحميل، إلا أن القراصنة رفعوا الفيلم أكثر من مرة وبروابط مختلفة مع إصلاح الراوبط التي أفسدتها الشركة المنتجة.

أما فيلم «حفلة منتصف الليل» الذي تتقاسم بطولته درّة ورانيا يوسف وعبير صبري ويخرجه محمود كامل، فتجاوزت إيراداته مليون ونصف مليون جنيه، من بينها 150 ألف جنيه في الأسبوع الأخير، وهي الإيرادات نفسها تقريبًا التي حققها فيلم «مصور قتيل» للفنان الأردني إياد نصار، إذ تجاوزت مليوني جنيه منذ بداية عرضه قبل ثمانية أسابيع، فيما توقفت الدعاية الخاصة بهذه الأفلام عبر المحطات الفضائية.

استمر فيلم «سبوبة من بطولة راندا البحيري وأحمد هارون في تحقيق إيرادات هزيلة، لم تتجاوز في الأسبوع الأخير 20 ألف جنيه، ما أدى إلى رفعه من قاعات عدة لصالح فيلم «على جثتي». وقد بلغت إيرادات «سبوبة» في أسبوعه الرابع 250 ألف جنيه مع أنه يعرض في 40 نسخة فحسب، ولم تنفق الشركة المنتجة على الدعاية الخاصة به واكتفت بملصقات في الشوارع.

رفع وتأجيل

استقبلت دور العرض المصرية أفلامًا أجنبية حلت بدل أفلام عيد الأضحى، فقد رُفع فيلما «عبده موتة» من دور العرض بعدما تجاوزت إيراداته 24 مليون جنيه، و»لمح البصر» من بطولة حسين فهمي.

أجلت الشركة المنتجة لفيلم «فبراير الأسود»، من بطولة خالد صالح وإخراج محمد أمين، عرضه إلى أجل غير مسمى بسبب الأحداث، رغم الحملة الدعائية الضخمة التي أطلقتها، قبل أسبوعين من الموعد الذي كان مقررًا لعرضه، في القنوات الفضائية والملصقات في شوارع القاهرة.

كذلك أجلت الشركة المنتجة لـ «كريسماس» طرح الفيلم للمرة الثالثة بسبب الظروف رغم انتهاء تصويره قبل ثلاثة أشهر، إذ كان سيطرح مع نهاية الشهر الماضي، لكنه تأجل إلى موسم نصف العام بسبب أحداث الاتحادية، واليوم تأجل مرة ثالثة بسبب الأحداث الجارية.

الأمر نفسه تكرر مع «متعب وشادية» إذ أجلت منتجة الفيلم علياء الكبالي طرحه، رغم أنه أولى بطولاتها السينمائية مع أشرف مصيلحي، إلى موسم الصيف المقبل بسبب الأحداث السياسية الجارية والتراجع الحاد في إيرادات السينما، وتخوّفها من عدم تحقيقه إيرادات في حال طرحه في موسم إجازة منتصف العام.

أحداث غير متوقعة

يؤكد المنتج محمد حسن رمزي أن أي منتج لا يمكنه توقع ما سيحدث غدًا، مشيرًا إلى أن طرح فيلم «الحفلة» جاء في موعده لعدم وجود ما يدعو إلى تأجيله وقت تسليم النسخ إلى دور العرض، إذ كان الإقبال على الفيلم جيدًا مع بداية موسم إجازة نصف العام الدراسي الذي يشهد إقبالا من الشباب على ارتياد دور العرض.

يضيف رمزي أن الأحداث التي تلت طرح الفيلم لم تكن متوقعة ولم يكن ممكنًا سحبه من دور العرض، مؤكدًا أن الإيرادات تأثرت بالاضطرابات ولكن لا يوجد حل آخر سوى انتظار استقرار الأوضاع، متوقعًا أن يظل الفيلم فترة طويلة في قاعات العرض لعدم طرح المنتجين أفلاما جديدة.