«غارة دمشق» تنذر بحرب

نشر في 06-05-2013 | 00:08
آخر تحديث 06-05-2013 | 00:08
No Image Caption
• إسرائيل قصفت مراكز إيرانية استراتيجية ولواءين للحرس الجمهوري في جبل قاسيون

• الحكومة السورية: إنه إعلان حرب  • طهران: «المقاومة سترد»  • «حزب الله» في أعلى درجات الاستنفار

• أردوغان للأسد: ستدفع الثمن غالياً جداً على إظهار شجاعتك على الأطفال

كرست إسرائيل أمس دخولها النوعي على خط الحرب الدائرة في سورية، فنفذت غارة على مواقع عسكرية سورية ومراكز إيرانية استراتيجية في جبل قاسيون، مما رفع حرارة التوتر الإقليمي وبات ينذر باندلاع حرب واسعة.

 وبينما قالت دمشق إن العملية العسكرية الإسرائيلية هي إعلان حرب وإنها "سترد في الوقت المناسب"، أكدت طهران "أن المقاومة سترد"، في حين ذكرت مصادر دبلوماسية عربية أن هناك مخاوف جدية من أن يأتي الرد على شكل صواريخ بالآلاف يطلقها "حزب الله" الذي أعلن أعلى درجات الجاهزية والاستنفار. وهي مخاوف كان صداها قوياً في بيروت، إذ قطع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي إجازته وعاد مساء من لندن إلى لبنان لمواكبة التطورات.   

فبعد غارة إسرائيلية على شحنة صواريخ متجهة إلى "حزب الله" ليل الخميس ـــ الجمعة، قصف الطيران الإسرائيلي فجر أمس أهدافاً في جبل قاسيون ذكر أنها مراكز استراتيجية إيرانية ومواقع عسكرية سورية غرب دمشق.

ولم يصدر أي بيان سوري رسمي عن المنشآت التي تعرضت للقصف أو عن عدد الضحايا، واكتفت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بإعلان تعرض مركز للبحث العلمي في منطقة جمرايا في الهامة قرب دمشق لـ"اعتداء إسرائيلي بالصواريخ" مؤكدة سقوط ضحايا.

وتحدثت المصادر عن أن مخزناً مهماً للأسلحة على مقربة من مركز جمرايا استهدف أيضاً في القصف الذي شمل أيضاً "الفرقة 14"، وهي وحدة للدفاع الجوي في الصبورة غرب العاصمة السورية.

وذكرت تقارير روسية أن القصف الإسرائيلي استهدف اللواءين 104 و105 التابعين للحرس الجمهوري والمنتشرين في مناطق جمرايا وقدسيا والهامة والصبورة في ريف دمشق، كما استهدف مستودعاً للذخيرة تابعاً لـ"الفرقة 14 في نفس المنطقة"، إلى جانب استهداف مركز للبحوث في جمرايا.

ولفتت قناة "روسيا اليوم" إلى أنه قتل من جراء القصف قرابة 300 شخص جلهم من الجنود.

ووسط صمت إسرائيلي رسمي، أكد مسؤول إسرائيلي "كبير" لوكالة "فرانس برس" أن إسرائيل شنت غارتين جويتين في ظرف 48 ساعة في سورية استهدفتا صواريخ كانت مخصصة لحزب الله اللبناني.

وأعلنت الحكومة السورية في بيان تلاه وزير الإعلام عمران الزعبي بعد اجتماع لها إن "العدو الإسرائيلي ارتكب فجر اليوم (الأحد) عدواناً سافراً ضد سورية مستخدماً الصواريخ لقصف منشآت عسكرية".

وأكدت أن "هذا العدوان يفتح الباب واسعاً أمام جميع الاحتمالات"، واعتبرت أن "إسرائيل برهنت عن ارتباطاتها بالجماعات الإرهابية التكفيرية"، مشددة على "أهمية مواصلة إنجازات جيشها في مكافحة عدوان إسرائيل في الداخل، وعلى واجبها في حماية الوطن والدولة والشعب من أي اعتداء داخلي أو خارجي بكل الطرق والإمكانات".

واعتبرت وزارة الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما إلى الأمم المتحدة ومجلسها أن "العدوان الإسرائيلي السافر على مواقع تابعة للقوات المسلحة السورية تأكيد على التنسيق بين إسرائيل والمجموعات الإرهابية والتكفيريين التابعين لجبهة النصرة"، لافتة إلى أن "هذا العدوان يهدف إلى تقديم دعم عسكري مباشر للمجموعات الإرهابية بعد فشل محاولاتها في تحقيق سيطرة على الأرض".

ووصف نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، الغارة الإسرائيلية  بـ"إعلان حرب على سورية"، مهدداً أن النظام سيرد على هذا الهجوم "في الوقت والطريقة المناسبين".

وبينما دانت الرئاسة المصرية العدوان الإسرائيلي، معتبرة أنه "انتهاك للمبادئ والقوانين الدولية"، ودعت الجامعة العربية مجلس الأمن إلى "تحرك فوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية"، أكد رئيس هيئة الأركان الإيرانية حسن فيروز أبادي أن "المقاومة سترد على الاعتداء الإسرائيلي على سورية"، كما أعلن قائد سلاح البر الإيراني الجنرال أحمد رضا بورداستان استعداد بلاده  لـ"تدريب الجيش السوري إذا احتاج الأمر".

من جهته، قال وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي إن "الهجوم الذي شنه النظام الصهيوني جرى بضوء أخضر من الولايات المتحدة، ما يكشف الصلات بين الإرهابيين المرتزقة وحماتهم".

وفي إسرائيل، عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس اجتماعاً خاصاً للمجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، وأجّل سفره إلى الصين ساعتين لـ"بحث التطورات على الحدود الشمالية".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن بطاريتين مضادتين للصواريخ من طراز "ايرون دوم" (القبة الحديدية) نشرتا في شمال البلاد تحسباً لأي رد.

ومن جهته، شن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس أعنف هجوم له حتى الآن على الرئيس السوري بشار الأسد ووصفه بـ"الجزار"، وحذره بأنه سيحاسب على مقتل عشرات آلاف السوريين، قائلاً "بإذن الله سنرى هذا الجزار، هذا القاتل يلقى جزاءه في هذا العالم... وسنحمد الله على ذلك".

وقال أردوغان أمام حشد من النواب ونشطاء حزبه في بلدة بالقرب من أنقرة مخاطباً الأسد: "ستدفع ثمناً غالياً جداً جداً على إظهارك شجاعتك على الأطفال في المهد، الشجاعة التي لا تستطيع أن تظهرها على آخرين".

(القدس، دمشق، تل أبيب، بيروت ــ "الجريدة"، أ ف ب،

رويترز، د ب أ، يو بي آي)

back to top