مجلس «خمش خشم نفسه»!
المضحك أنك لو قارنت مداخلات النواب في جلسة
17/ 5/ 2011 وطريقة تبريرهم لحق الحكومة في تأجيل الاستجوابات تكاد تصعق ولا تصدق أن هؤلاء هم أنفسهم الذين يتباكون اليوم على حرمان المجلس من الرقابة، فإما يستهزئ هؤلاء بعقول الناس ويتوهمون أنهم بهذه الدرجة من السذاجة أو ضعف الذاكرة، وإما أن المتاجرة في السياسة «صارت أشكره»!
17/ 5/ 2011 وطريقة تبريرهم لحق الحكومة في تأجيل الاستجوابات تكاد تصعق ولا تصدق أن هؤلاء هم أنفسهم الذين يتباكون اليوم على حرمان المجلس من الرقابة، فإما يستهزئ هؤلاء بعقول الناس ويتوهمون أنهم بهذه الدرجة من السذاجة أو ضعف الذاكرة، وإما أن المتاجرة في السياسة «صارت أشكره»!
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
فأغلبية النواب الذين صوتوا ضد تأجيل الاستجوابات لمدة دور انعقاد كامل، وكانوا أعضاء في مجلس 2009، صوتوا على النقيض تماماً على تأجيل استجواب من السعدون- العنجري ضد رئيس مجلس الوزراء، ولنفس المبررات والتكتيكات التي مارسها الرئيس والنواب! وكانت تلك البدعة السياسية هي السابقة الأولى في تاريخ الحياة البرلمانية الكفيلة بقتل أدوات المساءلة، وأذكر تماماً التعليقات والتحذيرات التي كانت توجه إليهم بأن مثل هذا العرف قد ينقلب عليهم في المستقبل، ويحرمهم من هذا الحق الدستوري، ولكن العناد السياسي والاستماتة في الدفاع عن الحكومة وقتها بالحق والباطل حجب أنظارهم عن رؤية متر واحد للأمام لا سنة من الزمان.والمضحك أنك لو قارنت مداخلات النواب في جلسة 17/ 5/ 2011 وطريقة تبريرهم لحق الحكومة في تأجيل الاستجوابات تكاد تصعق ولا تصدق أن هؤلاء هم أنفسهم الذين يتباكون اليوم على حرمان المجلس من الرقابة، فإما يستهزئ هؤلاء بعقول الناس ويتوهمون أنهم بهذه الدرجة من السذاجة أو ضعف الذاكرة، وإما أن المتاجرة في السياسة "صارت أشكره"!وجلسة الأمس بيَّنت حقيقة واحدة تكررت مئات المرات، وهي أن النهج الحكومي لم يتغير منذ عشرات السنين، وأنها فقط تبحث عن "نواب الجيب" في كل مرحلة للسيطرة على المجلس والهروب من الرقابة والمحاسبة، وقلنا في مقالة سابقة إن المجلس الحالي بقدر ما فيه نواب في "المخبه" فقد تتحير الحكومة فيمن تختارهم من أصدقاء، وانها هي التي ستتحرش بالمجلس وتستدرجهم نحو الاستجوابات!ولا تتوقى شوكة الحكومة يوماً بعد يوم إلا بسبب النواب الذي يصل إلى حد التضحية بالمبادئ من أجل مصالح ضيقة ووقتية، ولهذا لا يمكن لمن باعها اليوم أن يحصل عليها غداً، فمرحباً بالمعارضة الجديدة التي قد نتوقع منها المزيد من التصعيد في الاستجوابات وربما الانسحاب من المجلس وتقديم استقالات صورية، بل والخروج إلى الشارع، وإن كانت هذه المعارضة أيضاً "لا تهش ولا تنش" حالها حال المجلس كله، لأن قطع رأس القط بعد سنوات من ليلة الدخلة لا يثير سوى استهزاء العروس التي صارت عجوزاً، وتعالوا "صفوا" مع المعارضة السابقة التي ضيعت مشيتها أيضاً، وصار كل مجلس "يخمش خشم نفسه"!