موسكو تشكك في «تقرير المفتشين»... والأسد يشكرها

نشر في 19-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 19-09-2013 | 00:01
No Image Caption
• المقداد: الفصل السابع لن يستخدم بتاتاً • فابيوس: الاتفاق الأميركي ــ الروسي لا يزال حبراً على ورق
شككت روسيا أمس في تقرير المفتشين الدوليين بشأن «هجوم الغوطة»، وقالت إنها حصلت على أدلة جديدة من النظام السوري تثبت تورط المعارضة في الهجوم. وانعكس هذا الدعم الروسي للنظام على دمشق التي أعربت أمس عن ثقتها المطلقة بأنها لن تضطر إلى الخضوع لقرار من مجلس الأمن تحت البند السابع الذي يجيز استخدام القوة. 

بعد يوم من أول توبيخ أميركي لروسيا بشأن تفسيراتها المتناقضة لاتفاق جنيف لنزع السلاح الكيماوي السوري، صعدت موسكو مواقفها معتبرة أن تقرير مفتشي الأمم المتحدة حول هجوم الغوطة الذي وقع في 21 اغسطس وأسفر عن مقتل 1400 سوري «منحاز ومسيس»، مؤكدة انها حصلت على أدلة جديدة من نظام الرئيس بشار الأسد تثبت تورط المعارضة السورية في هذا الهجوم الوحشي. 

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس إن بلاده شعرت بخيبة أمل من تقرير الأمم المتحدة حول هجوم الغوطة، وأوضح: «لقد خاب املنان وهذا أقل ما يمكن قوله من موقف الامانة العامة للأمم المتحدة ومفتشي المنظمة الدولية الذين كانوا في سورية، والذين اعدوا تقريرهم بشكل انتقائي وغير كامل بدون الاخذ بالاعتبار العناصر التي اشرنا إليها عدة مرات»، مضيفاً: «بدون أن يكون لدينا صورة كاملة عما حصل في (الغوطة)، لا يمكننا اعتبار النتائج التي خلص إليها مفتشو الامم المتحدة إلا نتائج مسيسة ومنحازة وأحادية الجانب».

وأشار ريباكوف الى أنه تسلم أدلة تثبت تورط المعارضة في هجوم الغوطة، وأوضح «المواد سلمت الى الجانب الروسي. ولقد أبلغنا انها ادلة على ضلوع مسلحي المعارضة في الهجوم الكيماوي»، مؤكداً أن بلاده «ستدرس هذه المواد بأقصى جدية ممكنة». وكان ريباكوف التقى أمس الأول وزير خارجية النظام وليد المعلم. 

الأسد 

 

والتقى ريباكوف أمس الأسد الذي اعرب له «عن تقديره والشعب السوري لمواقف روسيا المساندة لسورية في مواجهة ما تتعرض له من هجمة شرسة وإرهاب تكفيري تدعمه الدول الغربية والاقليمية وعربية»، موضحاً أن «تلك المواقف تبعث على الأمل في رسم خريطة جديدة للتوازن العالمي».

وشدد ريابكوف من جهته، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا)، على «ثبات الموقف الروسي من الازمة في سورية والقائم على ضرورة ايجاد حل سياسي والتمسك بالقوانين الدولية المتمثلة برفض استخدام القوة واحترام حق الشعوب في رسم مستقبلها».

 

المقداد 

 

الى ذلك، أبدى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في حديث الى «وكالة فرانس برس» أمس ثقته بأن مجلس الأمن لن يصدر قراراً حول نزع الأسلحة الكيماوية السورية تحت الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي يسمح باللجوء الى القوة لتنفيذ القرارات الدولية.

يأتي ذلك في خضم جدل بين موسكو والدول الغربية حول القرار الذي يفترض ان يصدر عن مجلس الامن لوضع آلية لنزع الاسلحة الكيماوية السورية، إذ تؤكد موسكو ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف في نهاية الاسبوع الماضي بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري يشير الى صدور قرار أول ينظم عملية جمع الاسلحة وتدميرها، وإذا لم يتم الالتزام بالعملية، يتم اللجوء الى قرار ثان يتضمن تدابير ملزمة. وقال المقداد ردا على سؤال حول موقف بلاده من هذا الجدل، «اعتقد انها كذبة كبيرة تستخدمها الدول الغربية. نعتقد أن الفصل السابع لن يستخدم بتاتا. لا مبرر لذلك، والاتفاق الروسي ــ الأميركي لا يتضمن اي اشارة الى هذا الامر».

 

أوباما وكيري 

 

وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قال أمس الأول إنه يجب في نهاية المطاف أن يحدث تحول سياسي في سورية يتخلى فيه الأسد عن السلطة، في حين حث وزير الخارجية الأميركية جون كيري مجددا على إصدار قرار «قوي» من مجلس الأمن يدعم الاتفاق الروسي- الأميركي.

وعلقت وزارة الخارجية الأميركية أمس على تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تحدث فيها عن مسؤولية المعارضة عن هجوم الغوطة وعن عدم ذكر الفصل السابع في اتفاق جنيف، معتبرة ان لافروف «يسبح عكس تيار الرأي العام العالمي، والأهم من ذلك، عكس الوقائع». وفشلت مساء أمس الأول جلسة لمجلس الأمن في التوصل الى مشروع قرار يترجم الاتفاق الأميركي- الروسي.

 

سيلستروم 

 

في غضون ذلك، أقرّ كبير مفتشي الأمم المتحدة آيكي سيلستروم أمس بأن العثور على جميع مخزون سورية من الأسلحة الكيماوية وتدميره سيكون مهمة صعبة لكنها ممكنة، مؤكدا ان لجنة المحققين التي يرأسها ستعود الى سورية قريبا. وأشار سيلستروم إلى أن فريقه «استنتج بأن غاز الأعصاب استُخدم بالهجوم على الغوطة ولم يكن بسيطاً، وليس من النوع الذي يمكن تحضيره منزلياً».

 

راسموسن 

 

ودعا الأمين العام لمنظمة حلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أمس خلال لقائه رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون في لندن مجلس الأمن الدولي إلى تبني قرار صارم يضع إطاراً سريعاً وآمناً وقابلاً للتحقيق للتخلّص من جميع الأسلحة الكيماوية في سورية، مضيفاً أن «استخدام الأسلحة الكيماوية جريمة وانتهاك للقانون الدولي، ويتطلب محاسبة المسؤولين عنه».

 

فابيوس 

 

ورد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس على تصريحات ريباكوف مؤكداً أن «الاستخبارات الفرنسية أكدت المعلومات التي وردت في تقرير المفتشين الدوليين حول السلاح الكيماوي في سورية الذي لا يمكن أن يكون أكثر موضوعية ولا يمكن أيضا التشكيك فيه». ورأى ان «الاتفاق الروسي-الأميركي إيجابي ومُرحب به غير انه لايزال حبراً على ورق».

 

 الأكراد

 

ميدانياً، شهدت المناطق السورية معارك عنيفة أمس خصوصا في حي برزة في دمشق الذي تحاول قوات الأسد اقتحامه، في حين تمكن مقاتلو «وحدات حماية الشعب الكردي» من طرد مقاتلي مجموعات إسلامية معارضة بينهم مقاتلو «جبهة النصرة» من قرية علوك في شمال شرق سورية بعد اشتباكات عنيفة قتل فيها خلال اليومين الماضيين اكثر من عشرين مقاتلا من الطرفين، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أمس.

(دمشق، باريس، واشنطن ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

 

back to top