الكِك ومشكين فام: الثقافة تمهد للوفاق السياسي المنسجم مع توجهات السلطة
استعرضا أسباب انتشار اللغة العربية في بلاد فارس
الثقافة العربية في بلاد فارس، كانت محوراً لمحاضرة أدبية نُظمت ضمن مهرجان القرين الثقافي، وتناولت جوانب تاريخية واجتماعية عدة.
الثقافة العربية في بلاد فارس، كانت محوراً لمحاضرة أدبية نُظمت ضمن مهرجان القرين الثقافي، وتناولت جوانب تاريخية واجتماعية عدة.
أكد د. فيكتور الكِك أن الفعاليات الثقافية تمهد للوفاق السياسي بين الدول، معتبرا أن التواصل بين العرب والفرس في الماضي أثمر إرثا ثقافيا ضخما، وقالت د. بتول مشكين فام إن اللغة العربية هي لغة الكتابة والعلم في بلاد فارس، مشيرة إلى أنها شهدت مراحل انتشار وانحسار وفقاً لتوجهات السلطة.جاء ذلك ضمن محاضرة أدبية نظمها مهرجان القرين الثقافي بنسخته الـ19، وتمحورت حول أثر الأدب العربي في الشعر الفارسي خلال القرون الإسلامية الأولى، وأدارها الكاتب خليل علي حيدر.
حضارة عريقةوقال د. فكتور الكِك إن التفاهم الكبير بين الثقافتين آنذاك أدى إلى إنشاء إرث ثقافي ضخم تتضمنه آلاف الكتب، مشيرا إلى ان توحد سمات العرب والإيرانيين ساهم في تشييد صرح هذه الحضارة العريقة.ورأى ان الفتوحات الإسلامية في إيران أكسبت اللغة العربية هالة من القداسة، لأنها لغة الدين والحكم والنخب، لكنها لم تتحول إلى لغة محكية يومية في هذه البلاد، محددا فترة دخول المفردات العربية ضمن اللغة الإيرانية عقب هبوط اللغة الفهلوية الساسانية من مستوى رسميتها إلى مستوى اللغات واللهجات الإيرانية الأخرى التي كانت متداولة في تلك الحقبة.وأضاف: «يرى النقاد الإيرانيون أن منهج التدريب على اللغة العربية كان ينطلق من خلال دراسة المعلقات وشعر المتنبي وامرؤ القيس وغيرهما، ومن هذا الاطلاع على الإرث الشعري العريق والمتجدد، نشأ شعراء اللسانيين الذين يتقنون اللغتين الفارسية والعربية، لاسيما أنهم ينظرون إلى الشعر العربي على أنه مثل أعلى، مكتسبين بعض سمات الشعراء العرب كالقافية والأغراض الشعرية».وعن الترجمة، ذكر أن الإيرانيين ترجموا معظم النتاج الأدبي العربي، بينما لم نقم بترجمة إلا القدر اليسير من الأدب الإيراني. بناء لغويبدورها، تحدثت د. بتول مشكين فام عن تأثير الأدب العربي بالنثر الإيراني، محددة أربعة محاور رئيسة تتمحور حولها دراستها البحثية، اللغة الفارسية وأهم أدوارها واللغة العربية وآدابها في إيران والنثر الفارسي تاريخ وتطور وكذلك التفاعل بين الأدب العربي والفارسي.وشددت فام على ان اللغة الفارسية تأثرت باللغة العربية، مستعرضة بعض العناصر التي ساهمت في قدرة اللغة الفارسية على استيعاب بعض المفردات العربية والتأثر بمكونات هذه اللغة، معتبرة ان اللغة العربية قدمت خدمة تاريخية في التغيير البناء للغة الفارسية.وعن اللغة العربية وآدابها في إيران، اوضحت أن اللغة العربية أصبحت لغة الكتابة والعلم في إيران، بينما بقيت الفارسية اللغة المحكية، إذ لم يرغم الإسلام الإيرانيين على تغيير لغتهم والتخلي عنها، مستعرضة مرور اللغة العربية بمراحل ازدهار وركود في بلاد فارس، بسبب تعاقب حكومات متنوعة سيطرت على السلطة في إيران.وبينت أن ازدهار الفارسية وانحسار العربية لم يحد من استخدامها ولو كان على نطاق محدود، مستعرضة أبرز العلماء الذين نبغوا في إيران متمسكين بلغتهم العربية، مشيرة إلى أن الإيرانيين لم يتخلوا عن التأليف باللغة العربية.وحول التفاعل بين الأدبين العربي والفارسي، اكدت أن الأدب الفارسي تأثر كثيراً بالأدب العربي منذ بداية دخول المسلمين إلى بلاد فارس، وشهد مراحل هبوط وصعود، وفقا لتوجهات السلطة الحاكمة في إيران.ثم فتح باب النقاش، وتفاعل الحضور مع محتوى المحاضرة مستفسرين عن مجموعة نقاط مهمة ساهمت في هذا التواصل الأدبي والثقافي بين اللغتين العربية والفارسية.بدوره، امتدح الأديب عبدالله خلف تمسك الإيرانيين باللغة العربية، مستعرضا بعض المواقف التي شاهدها أثناء زياراته لإيران، مشيرا إلى أن الشاعر حافظ الشيرازي نظم بعض القصائد باللغة الفارسية مستوحياً أجواء قصائد عربية مشهورة.وقال د. نادر القنة إن السياسة قطعت بين الثقافتين العربية والفارسية، مشددا على أن الأدب العربي لم يغير الهوية الفارسية لأنه مؤثر لغوي ولم يغير الأبنية المعمارية للشعر، كما أعلن الأمين العام لرابطة الأدباء الكويتيين صالح المسباح أن الدراستين البحثيتين ستنشرهما مجلة البيان الصادرة عن رابطة الأدباء في العدد المقبل، مثمنا دور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في تنظيم هذه الأمسية الثرية.