أجمع المشاركون في الجلسة الأولى من فعاليات اليوم الثاني لملتقى الإعلام البترولي على ان هناك تحديات عديدة تواجه الصناعة البترولية جعلت الثقافة البترولية غائبة عن القطاع النفطي، مؤكدين ضرورة الاهتمام بالثقافة البترولية، والتوعية بالصناعة البترولية وخلق صورة ذهنية ايجابية بان البترول محرك رئيس للاقتصاد العالمي والتنمية الاجتماعية.
ومن جهته، قال رئيس شركة نفط الكويت الاسبق احمد العربيد ان استراتيجية الاعلام البترولي "تنبهنا الى ضرورة تحديد ماهية الثقافة البترولية التي ننشدها" واضعا خارطة طريق لتفعيل هذه الاستراتيجية وتمكينها من تحقيق رؤيتها ورسالتها على اتم وجه، داعيا مجلس التعاون الخليجي الى انشاء مجمع يضم علماء الاجتماع والاقتصاد والسياسة لخلق مفاهيم الثقافة البترولية المراد تحقيقها بما يراعي ثوابت الامة وان تعتمد هذه المفاهيم وتترجم الى مناهج دراسية في كل مراحل التعليم.وطالب العربيد بتصحيح المفاهيم الخاطئة التي كرسها الاعلام المعاكس لدور البترول في حياة البشرية ومستقبله لتطوير تلك الحياة الى الافضل ومن هذه المفاهيم نظرية نضوب البترول.ومن النظريات التي طالب العربيد بتصحيحها تلك المتعلقة في بدائل النفط مشيرا الى ان البترول لا يخوض حربا ضد بدائل الطاقة وان من خلق هذه الحرب هو الاعلام المعاكس الذي اراد ارهاب دول الانتاج بذلك خشية سيادتها على مصادر الطاقة.وذكر العربيد ان البترول هو احد ملوثات البيئة، إلا أنه يجب عدم اغفال الضرر الاكبر القادم من مصادر الطاقة الاخرى البديلة وغيرها كالفحم الذي مازال يحتل 30 في المئة من مجمل طاقة العالم او الطاقة النووية ومخاطرها.الإعلام البتروليمن جانبه، قال مدير ادارة الاعلام البترولي في وزارة النفط الكويتية أنور الخالدي ان مصلحة دول مجلس التعاون الخليجي تقتضي التعاون الشامل في مجال الاعلام البترولي تحقيقا لأهداف محددة وحماية مصالح تلك الدول الاقتصادية والبترولية.وأوضح الخالدي ان هناك حاجة للتخطيط ووضع أولويات تحدد وتقنن الطريق للوصول إلى اهداف منشودة، لافتاً الى أن من تلك الاولويات نشر الثقافة البترولية التي تحقق التوعية لدى افراد المجتمع مما يؤمن حقيقة التعامل مع هذه الثروة في المستقبل.واشار الى ان العوائد البترولية لها دور في رفع مستوى المعيشة والرفاه في مجتمعاتنا ويستوعب الفرد حقيقة التحديات التي تواجه الصناعة البترولية على المدى البعيد.وفي شرحه لتعريف الثقافة البترولية اوضح الخالدي انه بعد البحث في المصادر الاعلامية والاكاديمية لوحظ عدم وجود اتفاق على تعريف مصطلح الثقافة البترولية إلا أن هناك أوجه ارتباط متفق عليها فيما يخص مفهوم الثقافة البترولية بشكله العام ويمكن ايجازه في تكوين معرفي حول الصناعة البترولية للوصول إلى فكر مستنير لأهم مكونات الصناعة البترولية وذلك من أجل خلق التوعية بين أوساط المجتمع.وأشار الى ضرورة تسليط الأضواء على دور العوائد البترولية في عملية التنمية العالمية لان النفط سلعة استراتيجية ومصدر رئيسي للطاقة الأولية وهناك محاولات للتقليل من أهمية وقيمة النفط والغاز مشيرا الى ان دول مجلس التعاون لها ثقل ومركز بترولي عالمي هام ولابد من توضيح التحديات الحقيقية التي تواجه الصناعة البترولية على المدى البعيد. الجلسة الثانيةقال مدير التخطيط والعلاقات الدولية في وزارة النفط بالكويت أحمد الصيرفي ان الهدف من ملتقى الاعلام البترولي العمل على تعزيز الثقافة البترولية داخل دول المجلس وتوظيف مختلف وسائل الإعلام المتاحة لنشر وتعزيز الثقافة البترولية بين أوساط المجتمع.واشار الصيرفي خلال الجلسة الأخيرة من ملتقى الإعلام البترولي إلى ضرورة توثيق التعاون بين أجهزة الإعلام البترولي التابعة لوزارات البترول والشركات الوطنية في دول المجلس مع وسائل الإعلام المحلية والعالمية عبر تنظيم ملتقى إعلامي بترولي بصفة دورية، مبيناً أن المكانة البترولية لدول المجلس لدول المجلس والتأكيد على أهمية دول المجلس كمصدر رئيسي للطاقة. وشدد على ضرورة التأكيد على الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للبترول من خلال إبراز أهمية العوائد البترولية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول المجلس والتأكيد الإعلامي على الدور الذي تقوم به دول المجلس لاستقرار السوق البترولي العالمي، والذي يعود بالاستقرار على الاقتصاد.وحول آليات التعاون مع المنظمات البترولية العالمية في مجال الإعلام البترولي قال ان هناك ضرورة لتوثيق التعاون والتنسيق في مجال الإعلام البترولي مع المنظمات البترولية العالمية وخاصة منظمتي "أوابك" و"أوبك" والاستثمار الإعلامي للفعاليات التي تقيمها المنظمات البترولية العالمية.احتياطات نفطيةومن جهته، أكد مدير إدارة الدراسات والعلاقات الدولية في الهيئة الوطنية للنفط والغاز بالبحرين د. محمد جعفر الصياد أن الدور المحوري للقطاع البترولي في دول الخليج نابع من امتلاكها لاحتياطيات نفطية تقدر بحوالي 486.8 مليار برميل ونحو 35.7 في المئة من الاحتياطيات العالمية، كما أن إجمالي الناتج المحلي في عام 2012 بلغ نحو 1.56 تريليون دولار اي نحو 2.2 في المئة من إجمالي الناتج العالمي.وقال إن قاعدة متابعي الإعلام الرسمي، الحكومي تبقى محدودة بمحدودية المتخصصين والخبراء والمشتغلين والمهتمين بشؤون القطاع البترولي مضيفا أنه مع ذلك نقول ان هذه القاعدة من المتابعين والمهتمين لا يمكن الاستهانة بها، وهي آخذة في الاتساع بسرعة أكبر مما كان حاصلا إلى ما قبل مطلع الألفية الثالثة التي تم فيها وضع حد لعصر النفط الرخيص.وتابع انه بمقدار هذه الفجوة وبمقدار حجم التحديات الماثلة أمام القطاع البترولي لدول مجلس التعاون، فإن الطموح يفترض أن يكون على هذا القدر لمقابلة هذه التحديات، مؤكدا أن الدور المحوري للقطاع البترولي يأتي من المساهمة في التنويع الاقتصادي والانتقال بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى مصاف ما تسمى بالاقتصادات الصاعدة والتي ظهرت إبان الأزمة المالية العالمية في عام 2008.رفاهية شعوبهاومن جانب اخر، استعرض مستشار وزير البترول والثروة المعدنية بالمملكة العربية السعودية د. إبراهيم المهنا العلاقة بين وسائل الإعلام والقطاع البترولي بدول مجلس التعاون قائلاً ان القطاع البترولي يُعتبر بالنسبة لدول مجلس التعاون أهم قطاع، ليس فقط لقوة اقتصاداتها، بل من أجل رفاهية شعوبها، وقوة دولها واستقرارها، وأهميتها العالمية. واشار إلى ان نشأة الصحافة في أغلب دول مجلس التعاون، منذ حوالي مئة عام، التي كانت بواسطة الأدباء الذين قدّموا صحافة ذات صبغة أدبية، ليس فقط في محتواها من شعر، ومقطوعات أدبية، بل كذلك في أسلوبها، من حيث الاهتمام بالجماليات اللغوية، أكثر من الاهتمام بالمعلومة والفكر.واضاف انه مع نهاية الحرب العالمية الثانية، وبالذات في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، حدثت تغيرات كبيرة في المنطقة، مبينا ان وتيرة الاهتمام بالبترول ازدادت خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، ففي عام 1973، قامت بعض الدول العربية المنتجة للبترول، وعلى رأسها السعودية والكويت بتخفيض الانتاج تدريجياً، مع إيقاف التصدير للدول التي ساندت إسرائيل بشكل مباشر خلال حرب أكتوبر. وقد حظيت هذه السياسية باهتمام إعلامي وسياسي عالمي غير مسبوق، وكان سلبياً في الدول الغربية، أما في الدول العربية، بما فيها الدول الخليجية، فقد حظي هذا القرار بتأييد جماهيري وإعلامي منقطع النظير.وذكر انه بعد نهاية الحرب، تراجع الاهتمام الإعلامي بالبترول ليعود مرة أخرى مع انهيار الأسعار في عام 1999، ثم عاد الاهتمام مرة أخرى بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، والإشاعات حول ما قد تفعله الولايات المتحدة للانتقام وترميم هيبتها المكسورة، وبعد أن هدأ الوضع نسبياً عاد الاهتمام بالشأن البترولي مرة أخرى، مع غزو واحتلال الولايات المتحدة للعراق، في عام 2003. وبعد تغيير الحكم في العراق، فقد البترول الاهتمام الاعلامي لفترة طويلة، ما عدا فترات قصيرة مثل ارتفاع أسعار البترول إلى 148 دولاراً في صيف عام 2008.وتابع انه من غير المتوقع من الإعلام الاهتمام بالشأن البترولي، إذا كانت الأوضاع هادئة وطبيعية، فلن يتحدث مثلاً عن قضايا روتينية ليس لها أهمية لدى الغالبية العظمى من القراء أو المستمعين، مثل توقف إنتاج هذه المصفاة أو تلك للصيانة، أو كون أسعار البترول ارتفعت دولاراً أو دولارين أو حتى خمسة دولارات، في ظل الأسعار الحالية التي تزيد عن مئة دولار للبرميل أي تغيراً في حدود 5 في المئة أو أقل، ولن يعطي اهتماماً خاصاً بإنتاج "أوبك"، هل هو 30 أم 31 مليون برميل هذا الشهر أو ذاك، أو هل انتجت السعودية مثلاً، تسعة ملايين أو أقل أو أكثر بثلاثمئة أو حتى خمسمئة ألف برميل يومياً، وطريقة تسعير "أرامكو" لبترولها هذا الشهر أو ذاك.7 توصيات لملتقى الإعلام البتروليأصدر الملتقى بعض التوصيات في البيان الختامي تتعلق بتنفيذ وإنتاج برامج إعلامية تسهم في نشر الثقافة البترولية بالتعاون مع وزارات الإعلام بدول المجلس وتوظيف أحدث التقنيات الإعلامية والالكترونية لهذا الغرض، واعداد اصدارات ووثائق اعلامية متعلقة بالصناعة البترولية بدول المجلس باللغتين العربية والانكليزية وتوزيعها داخل وخارج دول المجلس.اضافة الى تنظيم حملات اعلامية على المستوى العالمي تبرز دور دول المجلس في تأمين الامدادات البترولية في الظروف العادية والاستثنائية وتنظيم حملات اعلامية بالتعاون مع المنظمات البترولية الدولية للتصدي لما تبثه بعض وسائل الإعلام العالمية ضد المصالح البترولية للدول المنتجة. والتعاون بين اجهزة الإعلام في المنظمات البترولية الدولية ولجنة المختصين بالإعلام البترولي بدول المجلس لتبادل الخبرات في كافة مجالات الإعلام البترولي. وعقد حلقات نقاشية متخصصة بقضايا البترول والطاقة لرجال الإعلام والصحافيين المتخصصين وبمشاركة هيئات ومؤسسات أكاديمية.
اقتصاد
العربيد: نسعى إلى تصحيح مفاهيم خاطئة كرسها الإعلام المعاكس لدور البترول
27-03-2013