وسط تعالي أصوات المتشددين بالثأر من الولايات المتحدة باستهداف مواطنيها وسفنها وطائراتها في ليبيا، بدأ فريق من نخبة المحققين الأميركيين استجواب القيادي البارز في تنظيم القاعدة أبوأنس الليبي.

Ad

رغم تأكيد رئيس الوزراء علي زيدان عدم تأثر العلاقات مع الولايات المتحدة بأي سبب، استدعت الحكومة الليبية السفيرة الأميركية ديبورا جونز لطلب توضيحات حول عملية اعتقال أبوأنس الليبي القيادي المفترض في تنظيم القاعدة الذي بدأ الجيش الأميركي استجوابه بشكل سري بعد أسره السبت، تزامناً مع عملية أخرى في الصومال استهدفت قيادياً في حركة الشباب الإسلامية.

وقالت وزارة الخارجية الليبية، في بيان أمس، إن "وزير العدل صلاح المرغني استدعى صباح الاثنين (أمس الأول) سفيرة الولايات المتحدة وطلب منها تقديم الإجابة عن العديد من الاستفسارات المتعلقة بالقضية".

وفي اليوم نفسه، عقد لقاء موسع بين وزير العدل الليبي وعدة مسؤولين من وزارة الخارجية مع عائلة أبوأنس من اجل إحاطتهم بالاتصالات مع السلطات الأميركية، كما جاء في البيان.

وكشف مسؤول أميركي كبير، لوكالة فرانس برس أمس، أن الليبي، الملاحق من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي لدوره في التفجيرين اللذين استهدفا سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في 1998 وأسفرا عن سقوط أكثر من 200 قتيل، نقل إلى سفينة حربية أميركية في المنطقة. أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس بأنها "يو إس إس سان انطونيو" الموجودة حالياً في المتوسط.

وأوضح مسؤولون آخرون أن أبوأنس تستجوبه مجموعة تعرف باسم مجموعة استجواب المعتقلين ذوي الأهمية العالية أسست عام 2009 ومقرها فرع الأمن القومي بمكتب التحقيقات الاتحادي.

 

أوباما وزيدان

 

وأعلن البيت الأبيض، مساء أمس الأول، أن عمليتي ليبيا والصومال جاءتا بموافقة الرئيس الأميركي باراك أوباما، مشيراً إلى أنها "حالة نادرة من التدخل العسكري الأميركي".

وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، في مؤتمر صحافي، أنه رغم حدوث العمليتين بشكل متزامن، غير أنهما كانت عمليتين منفصلتين وتمت الموافقة عليهما بشكل منفصل"، مبيناً أنه "عند الحصول على موافقة مماثلة، يحدد بالضبط وبشكل سري توقيت بدء المهمة وإنهائها".

بدوره، شدد رئيس الوزراء الليبي أمس على أن العلاقات مع الولايات المتحدة لن تتأثر بعملية الاعتقال التي قامت بها القوات الأميركية في طرابلس.

وقال زيدان، خلال زيارة للمغرب، إن علاقة ليبيا مع الولايات المتحدة هي علاقة صداقة وتعاون، وإن واشنطن ساعدت الليبيين في ثورتهم. لكنه لفت إلى أن الليبيين يجب أن يحاكموا في ليبيا.

 

رسائل الجهاديين

 

في المقابل، وبينما نددت منظمة العفو الدولية باعتقال أبوأنس، معتبرة أن هذه العملية "تنتهك المبادئ الأساسية لحقوق الانسان"، دعا متشددون ليبيون إلى خطف مواطنين أميركيين في طرابلس، وشن هجمات على خطوط أنابيب الغاز وعلى سفن وطائرات بعد العملية الأميركية في قلب العاصمة الليبية. 

ومن بين رسائل نشرها جهاديون على الانترنت ورصدتها خدمة "سايت" التي تتابع مواقع الإسلاميين رسالة على صفحة "بنغازي يحموها هلها" على "فيسبوك"، طالبت "بغلق منافذ ومخارج مدينة طرابلس واعتقال كل الكفار من الأميركان وحلفائهم، وفدائهم بالأسرى المسلمين".

كما حثت الرسالة على "استهداف أي طائرة أو باخرة تتبع للأميركان وحلفائهم وإعطاب أنابيب الغاز الموردة إلى الاتحاد الأوروبي". مضيفة أن "ليبيا لا تزال دار كفر تحكم بغير شرع الله، فلذا لا أمان فيها لكافر".

وفي رسالة أخرى نشرت على منتديات ومواقع للتواصل الاجتماعي، اتهمت جماعة أخرى تطلق على نفسها اسم "ثوار بنغازي البيضاء درنة" الزعماء الليبيين بأنهم كانوا على علم مسبق بالعملية، متوعدة "بقتال كل من خان بلاده وورط نفسه في هذه المؤامرة".

كما أعلنت مجموعة تطلق على نفسها "غرفة ثوار ليبيا" حالة الاستنفار القصوى بجميع فروعها في كافة المدن لمواجهة ما وصفته بـ"حالة التردي الأمني الذي تعيشه البلاد، وانتهاكات أجهزة الاستخبارات الأجنبية والتعدي على سيادة الدولة".

ودعت "الغرفة"، التي تجمع العشرات من كتائب الثوار، في بيان لها نشرته على موقعها على الإنترنت، كافة منتسبيها في جميع المدن إلى "التأهب والنزول للشارع بعد التعليمات لطرد الأجانب الموجودين بشكل غير رسمي من أجل القيام بأعمال التصفية الجسدية التي صارت شبه يومية، وخاصة في مدينتي طرابلس وبنغازي".

(طرابلس، واشنطن- أ ف ب، رويترز، يو بي آي)