عدد من نواب الأمة الذين يوصفون بأصدقاء السلطة "بطوا الجربة" في جلسة أمس، وأعلنوا بطريقة "مراوغة" عن استجوابات وحساب عسير لحكومة سمو الشيخ جابر المبارك، "التي غابت عن الجلسة بعذر مسبق، وحضرت بمحللتها رولا دشتي"، اذا "لم تغير نهجها وتتعاون مع المجلس في لجان التحقيق وتحقق الانجازات... الخ".

Ad

لم تكن هذه هي الاهداف الحقيقية وراء التصعيد النيابي ضد الحكومة التي لم يمر على تشكيلها 30 يوما، وتوعدها بحساب عسير، انما لها حسابات أخرى، لا تخفى على المراقبين للشأن السياسي المحلي.

الحكومة كعادتها لم تول مناقشة الخطاب الاميري بالا، حيث اعتذرت عن عدم حضور الجلسة "لارتباطها بلقاء مع صاحب السمو امير البلاد"، وان كان ذلك عذرا مستحقا، فان عددا من النواب لم يجدوا انه مبرر، حيث كان ينبغي على الحكومة ان تحضر بداية الجلسة، خاصة أن موعد اللقاء الساعة العاشرة صباحا وليس وقت افتتاح الجلسة في التاسعة، حيث كانت جلسة استكمال الخطاب الأميري اشبه بحوار طرشان، لم يتم الرد على المعلومات والتجاوزات التي اثارها عدد من النواب.

وعاب النواب على رئيس مجلس الأمة علي الراشد عدم الانتباه لارتباط الحكومة، حيث كان ينبغي عليه ان يستخدم صلاحياته في الدعوة الى الجلسة عند الساعة الثانية عشرة ظهرا على سبيل المثال، حتى تحضر الحكومة وترد على ملاحظات النواب المهمة التي طرحت خلال جلسة الرد على الخطاب الأميري.

ورغم أن "المحللة" وزيرة الدولة لشؤون مجلس الامة رولا دشتي، هي التي حضرت نيابة عن الحكومة كلها طيلة جلسة الخطاب الأميري، فانها انشغلت في "الثرثرة النسائية" تارة مع النائبة صفاء الهاشم، وتارة أخرى مع النائبة معصومة المبارك، ليأتيها هجوم دون رحمة من "نيران صديقة"، حيث عاب عليها النائب احمد لاري عدم الانتباه لأحاديث النواب والانشغال في الحديث مع النائبتين، وكان المأخذ نفسه من قبل عدد اخر من النواب بينهم صالح عاشور وعلي العمير.

صالح عاشور وضع "السم في العسل" بحديثه، فرغم تأكيده اعطاء فرصة كافية للحكومة لتحقيق الانجازات، فانه قال "لا تعتقد الحكومة ان المجلس في جيبها فهي تحت المجهر... وعليها ان تنتظر حسابا عسيرا"، ولم تختلف كلمة عاشور عن كلمة لاري، وبدا الاختلاف في أن لاري سهلها على الحكومة في ايصال رسالته، التي مفادها ان الاستجوابات قادمة في الطريق، عبر طريقة تجعل "بطيء الفهم... يفهم"، حيث قال "سنتدرج في استخدام ادواتنا الدستورية وعلى الحكومة ان تنتظر ما بعد الاسئلة وما بعد لجان التحقيق"، مطالبا رولا دشتي التي قال بعد مهاجمتها من باب عدم الانتباه "نحن امام حكومة ال دشتي" فلا يوجد الا هي ممثلا للحكومة، "حتى النائب خلف دميثير هاجم الحكومة من باب عدم التقدم ببرنامج عمل الى المجلس".

ولم يشف اعتذار وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء محمد العبدالله غليل عدد من النواب عن عدم حضور الحكومة، التي حضرت بعدد من الوزراء قبل انتهاء الجلسة بخمس دقائق... وعلى الحكومة ان تنتظر ما بعد السؤال ولجنة التحقيق.