يعتقد البعض أن الجدال لا يدور في مؤتمرات العلاقات الدولية إلا حول مواضيع تقليدية كعلاقة الأيديولوجيا بالأزمات أو الأنظمة الديمقراطية بالسلام.

Ad

لكن الجدال الذي يدور وبشكل مستمر حول "النوع الاجتماعي" الرجل والمرأة ومراكز اتخاذ القرار، وحول من يتسبب في توصيل الأزمات إلى المواجهة؟ ومن يشكل الأغلبية في ضحايا تلك الحروب والكوارث ويدفع الثمن؟

فتقول الباحثة أنيت ويبر في ورقتها حول "المرأه والسلام وإدارة النزاع"، إن ارتباط المرأة بتعزيز السلام واضح، وإن استبعادها من مناصب دبلوماسية عليا ومراكز التفاوض واتخاذ القرار الخاصة بالسلم وفض النزاع سببٌ رئيسيٌ في تراجع مؤشرات السلام، بل يضيف باحثون آخرون أن الثمن المتمثل بالأذى الجسدي والنفسي أثناء الكوارث والحروب تتحمله النساء والأطفال معاً.

وبدخول علماء الاجتماع أخيراً وغيرهم من عشاق النظرية النسوية إلى عالم العلاقات الدولية، ظهرت أبحاث أخرى تتناول النوع الاجتماعي والعلاقات الدولية، وتبلورت "الطبخة" على نار هادئة في مؤتمر بكين عام 2000، حيث أشار في بيانه إلى ضرورة تمكين المرأة من الاستمرارية في المجالس المنتخبة ومراكز اتخاذ القرار، وفي العام ذاته التقطت أجهزة الأمم المتحدة الاهتمام العالمي بتمكين المرأة، وبادر مجلس الأمن ليصدر القرار (1325).

والقرار الذي يناقش حالياً في الكويت تحت رعاية سمو ولي العهد بمؤتمر المرأة والحفاظ على السلم والأمن، ولنا مشاركة من خلاله،  يركز اهتمامه على محاور عديدة وقضايا كثيرة أبرزها حماية المدنيين من النساء والأطفال والحرص على وصول المساعدات الإنسانية، ودفع الدول من أعضاء الأمم المتحدة إلى الاهتمام بتمكين المرأة من المناصب في مراكز اتخاذ القرار.

أما البنود الأخرى التي يتطرق لها القرار (1325) فتشمل أيضا توسيع دائرة مشاركة المرأة في المجال الأمني، وفي ذلك تسجل وزارة الداخلية تقدماً ملحوظاً في توظيف النساء في مجال الشرطة، ولم يتبقَ إلا أن تفي وزارة الخارجية بوعودها التي قطعتها على نفسها منذ تعيين ثلاث سفيرات فقط بأن تمكن الشابات الدبلوماسيات الكويتيات والمتميزات من تولي مناصب عليا في مجال التفاوض وإدارة النزاع.

وفي النهاية أخي القارئ هل تتفق مع الرأي الذي يقول كلما ازداد عدد الدبلوماسيات عمَّ الأمن والسلام العالم؟ وكما ذكرت سابقاً... فإن الربيع الذي تحتاج إليه دول الخليج هو "ربيع المرأة".

كلمة أخيرة:

 من طرائف وسائل التواصل الاجتماعي تلك التعليقات المضحكة حول "أين كان جدك عام 1920؟"... ومن أطرف الردود ذلك الذي يقول: "جدي كان يتسوق في مجمع غراند مباركية"!