البراك: السلمية لم تعد تنفع مع الحكومة وأي واحد من القوات الخاصة يطقنا سنلعن سنسفيله وخير خيره

Ad

تجاوزت الندوة التي نظمتها القوى والتيارات المعارضة والنقابات العمالية والاتحادات الطلابية ومؤسسات المجتمع المدني في ديوان النائب السابق مسلم البراك بالأندلس مساء أمس حدود التضامن مع النواب السابقين والمغردين المحكوم عليهم بالسجن بتهمة الإساءة للذات الأميرية، إلى إعداد جبهة واسعة للمعارضة تتحدد معالمها اليوم، وتتعدى أهدافها رفض قرار حبس النواب السابقين، لتُلامِس الاعتراض على الواقع السياسي القائم، والعمل على إسقاط مجلس «الصوت الواحد»، إضافة إلى التأسيس لحكومة ديمقراطية برئاسة شعبية من غير أبناء الأسرة.

تواصلت أمس موجة الحراك السياسي والشعبي الرافض للحكم الصادر بسجن النواب السابقين فلاح الصواغ ود. بدر الداهوم وخالد الطاحوس وبعض المغردين، وإدانتهم مع الشغل والنفاذ بتهمة الإساءة للذات الأميرية. وعقدت لهذه الغاية ندوة حاشدة في ديوان النائب السابق مسلم البراك في الأندلس شارك فيها ممثلون عن مختلف التيارات والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني، وتخللتها مواقف أجمعت على رفض الوضع القائم وأحكام السجن ومجلس الصوت الواحد.

وسبق الندوة التي أرجئ موعدها ساعتين اجتماعٌ تنسيقي واكبته عن بعد مروحية عسكرية وإجراءات أمنية، وأُبلغ المجتمعون وجوبَ فض التجمهر بذريعة أنه غير مرخص، غير أن المشاركين في الندوة استمروا في التوافد مطلقين بعض الهتافات التي شارك فيها البراك، قبل أن تبدأ الندوة التي جمعت حشداً من المتحدثين.

 البراك

استهل البراك الندوة فقال: "وقفتنا اليوم للتضامن مع النواب الصواغ والداهوم والطاحوس والمغردين، فهذه السلطة والحكومة انتقائية في اختيار من تشتكي عليهم. اختارت الصواغ والداهوم والطاحوس وتركت غيرهم ممن قالوا كلاما كبيرا ولم تحاسبهم".

وأضاف: "الحكم على الصواغ والداهوم والطاحوس باطل، لأنه صادر بدون تاريخ، القاضي كان مستعجلا، يحاولون أن يتلافوا الخطأ، واليوم أعرضه أمامكم. كأنهم يريدون إرضاء السلطة على حساب النواب والشعب، فالحكم باطل بحكم القانون".

وخاطب البراك المشاركين قائلاً: "كنت أنادي بالسلمية ولم ينفع ذلك مع الحكومة، وأقول لكم الآن أي واحد من القوات الخاصة يطقكم العنوا سنسفيله وخير خيره، ولا تعتقد يا وزير الداخلية أن الشعب الكويتي خواف أو جبان.

ولن نرضى أن يتعدى على المواطنين أي ضابط في الداخلية".

وتابع: "نقول لمن يلفلف ويروج للمصالحة أنا حكمي في الأيام القادمة بعدما شفت الإخوان الآن، نقول ونحن في السجن لم نسمح بأن يتفاوض أحد عنا، لا أحد يملك هذا الحق، إنما أن نجلس في السجن أو يتحرر الدستور، وأنا أعرف أن مَن وراءه هؤلاء الشباب بعد الله لن يضيع. ليس لدينا خيار آخر في الحكم ونحن متمسكون فيه، والحركة الدستورية من أشد الناس تمسكا بنظام الحكم ولا يروجون غير ذلك".

 وأوضح أن النقابات والعمال استجابوا للحراك، وهناك اجتماع سيعقد لتشكيل ائتلاف المعارضة الكويتية.

وقال إن "رئيس الوزراء كذاب، لأنه قال الصوت الواحد راح يدمرني شخصيا، لأنه سيأتي برجال ناصر المحمد والخرافي وسيعملون على إزاحتي، والآن يقول السعدون كذاب، وأنا أقول له إنك خفت من شرذمة وغيرت أقوالك بكل أسف".

ولفت إلى أن "غدا (اليوم) بعد صلاة الظهر قوى الحراك مدعوة لإعلان الائتلاف في ديوانية البراك، بالإضافة إلى تحديد وسائل الحراك للمرحلة المقبلة".

وشدد على أنه "ليس مهما من يموت ومن يحيا، لكن المهم أن تحيا الكويت ولن نسمح لأي طرف بأن يمس كرامتنا، ولن نسمح أن يضربنا أحد بالمطاعات وسنقطع مطاعتهم على ظهورهم. ولن نقبل أن يتطاول علينا أحد سواء بالفعل أو حتى بالكلمة، وقسما بالله سنمسح فيه البلاط. نروح السجن بشرف أحسن من القبيضة الذين يدخلون بسيارات مظللة ومن الباب الخلفي".

 وأضاف: "نريد حكومة منتخبة ورئيس وزراء يأتي من رحم الشعب، ونقول لأسرة الحكم نحن معكم ولا يوجد اثنان لهما رأي غير ذلك".

وقال: "حاولوا منذ زمن أن يأتوا بحكومة صورية منذ الثمانينيات ولم يقدروا، وكان الأخ السعدون وغيره من الوطنيين معارضين لهذه الألاعيب. ظلوا 50 سنة يديرون الحكومة في فشل مستمر. ومن الآن وصاعدا يجب أن يدير الشعب الكويتي أموره، كلما جاء مجلس لا يعجبهم حلوه، إلى أن جاء هذا المجلس الذي صنعوه بأنفسهم مجلس العار".

وخاطب البراك الحراك قائلاً: "ترى الصواغ والداهوم والطاحوس ما أساؤوا، وكان ممكنا أن يجنوا الملايين، ولكنهم اختاروا أن يكونوا مع الشعب فهل ستخلونهم والمعتقلين الآخرين؟".

وأكد: "سنتصدى لكل من يحاول الإساءة للدستور أو التعدي على كرامتنا، فالكويت للجميع شيعة وسنة وحضرا وبدوا، يحاولون تفكيك المجتمع من خلال الإعلام الفاسد الممول من بعض الشيوخ حتى يتفردوا بنا واحدا واحدا، لكنهم سيفشلون".

المنبر الديمقراطي

وتحدث بندر الخيران ممثلا للمنبر الديمقراطي، فقال: "حضوري للتأكيد على مبدأ مشاركة القوى السياسية في الحراك، والمنبر يتابع بقلق تطورات الأحداث،  والاحتقان السياسي واحتجاز المغردين والسياسيين هو أمر يثير الاستغراب كما أنه بعيد كل البعد عن الحكمة".

وأضاف: "جميع المؤسسات المدنية تطالب بتطبيق القانون واحترام الدستور، لكن السلطة تتخبط ولا تحترم الدستور"، موضحا أن الخروج من مأزق الاحتقان السياسي هو بالحوار الحقيقي وإشراك جميع الأطراف وخلق مناخ حقيقي لحرية التعبير، وهذا لم يتم في ظل سياسة القمع.

اتحاد العمال

وتحدث فالح العازمي باسم اتحاد عمال الكويت، فأعلن رفض الازدواجية في تطبيق القانون، وقال: "لن يمنعنا عن قول كلمة الحق أي ضغوط، ونحن ندعم جميع المعتقلين أو المحكومين لأنهم مصدر العزة والكرامة".

«الوطني الشيعي»

من جهته، ألقى علي النقي كلمة التيار الوطني الشيعي، مبيناً أن "الموقف الذي نسجله سيظل للتاريخ، ووجودنا بينكم هو فخر، ونريد ان نعلن عن حركة سياسية جديدة هي حركة الاصلاحيين لنؤدي دورنا في الإصلاحات المنتظرة".

وأضاف النقي أن "دول العالم تطالب بالحريات، بينما نحن بكل أسف نطالب باسترداد حرياتنا وذهاب المجلس المسلوب الإرادة"، مؤكداً أن "هذا لا يعني ان المجلس السابق كان مثالياً، فقد كنا ننتقد بعض أخطائه".

«عمال الكويت»

بدوره، أعلن رئيس الاتحاد الوطني لعمال الكويت عبدالرحمن السميط ان منظمات المجتمع المدني لا تقبل بما يجري ومن يقل إن الاتحادات ليس من حقها التدخل في الحراك السياسي فهو مخطئ".

وشدد السميط على "رفض المساس بمقدرات البلد"، مطالبا "كل من يحب الكويت بعدم الزج بها في اتون الفتنة ونطالب بعدم الإقصاء، وعلينا قبول الرأي الآخر".

التيار التقدمي

من جانبه، ألقى أحمد الديين كلمة التيار التقدمي موجهاً "التحية المستحقة إلى نواب الأمة الأحرار المحكومين بالسجن. ومخطئ من يظن اننا في مواجهة مرسوم الصوت الواحد، بل نحن في مواجهة عقلية مشيخة تريدنا ان نكون فداوية نقول نعم ونسكت".

وبيَّن الديين أن "هذه العقلية هي التي ادت إلى الانقلاب على الدستور في الستينيات والثمانينيات. فهناك تفرد بالسلطة، وهذ النهج يظهر من خلال اولويات مجلس الصوت الواحد، ومن بينها قانون الإعلام، فضلاً عن قانون تجريم الإضرابات ومحاولة نسف قانون تقليص مدة الحجز الاحتياطي"، مضيفاً: "نحن في مواجهة نهج سلطوي وعقلية مشيخة. نريد نظاماً ديمقراطياً تكون فيه الحكومة ممثلة للأمة وليست حكومة شيوخ".

وشدد على ضرورة الاتفاق على "أننا بحاجة إلى ائتلاف فنحن معارضون للنهج السلطوي، ويجب ان تكون اهدافنا واضحة. نحن نرفض المحاولة المشبوهة التي يقودها أحمد باقر تحت مسمى المصالحة، وندعو من خدعوا بها إلى التراجع عنها. ويجب أن يكون الهتاف في المسيرة حرية... حرية مع حكومة شعبية".

اتحاد الطلبة

وألقى فهد الجادر كلمة الاتحاد الوطني للطلبة فرع الجامعة، فقال إن "الذي يرعى الفساد حر طليق، ومن يحاربه يزج به في السجون!"، مضيفا "نحن في الاتحاد سنكون مع الحق أينما كان، وسنبذل كل جهد لإسقاط نهج السلطة التعسفية، ونطالبها بعدم التعسف مع المعتقلين، وندعو الائتلاف المعارض الى إقامة فعالياته في الجامعة الأسبوع المقبل".

«حزب الأمة»

وباسم حزب الأمة قال عواد الظفيري: "نحن امام محك تاريخي للدفاع عن كرامتنا التي تنتهك باسم القانون، ونرى الحل بدستور جديد يحقق السيادة للامة مصدر السلطة، ويمنع حل المجلس والتزوير على حسب أهواء السلطة".

جمعية المهندسين

وألقيت كلمة باسم جمعية المهندسين أعلنت دعم "الجمعية للنواب السابقين المحكومين بالسجن، لأن هناك تقصدا لهم بدون وجه حق، فهم مارسوا حقهم في التعبير عن رأيهم"، محذرة من" أسلوب التصفيات السياسية، ومن الوصول الى الهاوية".

المبارك آخر الشيوخ

وقال النائب السابق وليد الطبطبائي: "نقف تضامنا مع الاخوان المحكومين والمغردين، وكل من سجنوا لمواقفهم السياسية. 5 فبراير، تاريخ الحكم، أدخل الكويت مرحلة جديدة من التحدي والمطاردة والعهد الستاليني"، مؤكدا "سنواجه هذا بكل ما نملك من قوة وأدوات ديمقراطية".

وأضاف "نقول للأسرة، ليس لك سوى الامارة وولاية العهد، وغيرهما من مناصب ستكون للشعب، ولن يكون هناك وزراء شيوخ، ولا رئيس وزراء شيخ بعد الآن، وجابر المبارك سيكون آخر رئيس وزراء من الأسرة".

الحربش

وأكد النائب السابق جمعان الحربش في كلمته أن "الشعب سينتصر على هذا النهج، ولن يكون هناك شيخ يطق المواطن، او يسرق اموال الكويت، او يعتدي على كرامات الناس"، مضيفا "ونقول للصواغ والداهوم والطاحوس لن تجلسوا يوما في السجن، فهناك شعب حي مثل الشعب الكويتي وراءكم. هم يراهنون على امتصاص الصدمة عند الشعب، ولذلك لم يقبضوا على النواب حتى الآن، لكننا نقول لهم إن الشعب سيستمر في حراكه، ولن يخضع، وخروجنا من عنق الزجاجة يعتمد على أفعالنا. فالمعركة ليست معركة النواب، بل هي معركة الامة والشعب ضد التفرد بالسلطة".

وقال "غدا (اليوم) سنعلن حراكنا القادم، ولن يقف إلا بإسقاط كل القضايا، وإسقاط مجلس الدمى والمرسوم، وكل الخيارات الدستورية مفتوحة، تجمعات ومسيرات وانتهاء بالاضرابات".

  ومع انتهاء الندوة شارك المشاركون في مسيرة باتجاه منطقة صباح الناصر.