تتجه مؤسسة الرئاسة المصرية إلى تقليص مدة المرحلة الانتقالية، عبر تبكير موعد الانتخابات الرئاسية أو إجرائها بالتزامن مع الانتخابات البرلمانية، في حين توعدت وزارة الداخلية بإجهاض البؤر المتطرفة قبيل مليونية دعا إليها تنظيم الإخوان بعد غد الجمعة تحت شعار «الثورة الإسلامية».

Ad

كشفت مصادر مطلعة لـ"الجريدة" أمس، أن مؤسسة الرئاسة المصرية، تدرس حالياً تعديل بعض ملامح "خريطة الطريق"، التي أقرها الرئيس المؤقت عدلي منصور، بموجب إعلان دستوري أصدره عقب عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي في يوليو الماضي، من أجل تقديم موعد الانتخابات الرئاسية على مثيلتها البرلمانية، في محاولة لتقليص مدة المرحلة الانتقالية، لتسليم البلاد إلى سلطة منتخبة.

وأكدت المصادر أن الرئاسة تلقت مقترحات أخرى قيد الدراسة، بشأن إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بالتوازي، مما يقلص المرحلة الانتقالية لتنتهي في ديسمبر المقبل، بدلاً من مارس 2014.

في المقابل، وبينما أكدت المصادر أن الزيارات التشاورية التي يجريها المستشار الإعلامي للرئيس أحمد المسلماني، لن تشمل حزب "غد الثورة" وحركة "6 أبريل"، مما يشير إلى استبعاد قوى أعلنت ميلها للحكم الإخواني، أكد مصدر عسكري أن القوات المسلحة، لا تسعى إلى إقصاء أي من أبناء الشعب، وقال لـ"الجريدة" أمس إنه ليس لدى المؤسسة العسكرية أو أي من مؤسسات الدولة أي نية لمنع أي فئة في المجتمع من الانخراط في الحياة السياسية والمشاركة في "خريطة الطريق".

حركة "6 أبريل" ردت في مؤتمر لها أمس، معلنة تنظيم مسيرات اليوم، في القاهرة والمحافظات، اعتراضاً على قرار المحكمة بإخلاء سبيل الرئيس الأسبق حسني مبارك الذي يحاكم في عده قضايا أبرزها قتل المتظاهرين إبان ثورة يناير 2011.

 

انقسام دستوري

 

سياسياً، بات جدل التعديلات الدستورية مهيمناً على القوى السياسية، فقد أصدرت حملة "تمرد" وجبهة "٣٠ يونيو" وشباب جبهة "الإنقاذ"، بياناً مشتركاً صباح أمس، أعلنوا فيه ترشيحاتهم للجنة الخمسين، المنوط بها صياغة الدستور الجديد.

وتوافق ممثلو هذه القوى، على ترشيح كل من محمد عبدالعزيز ومحمود بدر عن "تمرد"، وتامر جمعة وعمرو صلاح عن المهنيين الفاعلين بثورتي 25 يناير و30 يونيو، وحسام مؤنس عن شباب ثورة يناير.

واندلعت الخلافات بين بعض المرشحين للجنة "الخمسين" حول القضايا الخلافية، وبينما اعتبر "التحالف الوطني لدعم الشرعية" المؤيد للإخوان، في بيان له أمس أن التعديلات المتوقعة تصب في طريق استعادة النظام الأسبق "حسني مبارك"، أكد عضو الهيئة العليا لحزب "الوفد" حسام الخولي، لـ"الجريدة" أن جدلاً بشأن تقديم موعد الانتخابات الرئاسية بدأ يتضح، موضحاً أن "الوفد" و"الإنقاذ" متمسكان بخريطة الطريق وإجراء الانتخابات البرلمانية، أولاً، في حين قالت حركة "تمرد" إن فكرة خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة مطروحة بين أعضائها.

رئيس حزب "التحالف الشعبي الاشتراكي"، القيادي بجبهة الإنقاذ، عبدالغفار شكر، قال لـ"الجريدة": "ناقشنا فكرة تبكير الانتخابات الرئاسية، وتم الاتفاق على استحالة خوض الانتخابات في حال إجرائها بالنظام الفردي"، مضيفاً :"ندين توجه اللجنة القانونية إلى هذا النظام الانتخابي وسنتصدى له في لجنة الخمسين، ولن نخوض الانتخابات إلا بقوائم تضمن التمثيل النسبي لكل فئات وشرائح المجتمع، والتيارات السياسية".

«الثورة الإسلامية»

 

في الأثناء، وبينما لاتزال جماعة "الإخوان" تواصل حشدها لتنظيم مليونية، بعد غد باسم "الثورة الإسلامية"، مطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، اعتبر مراقبون أن الحشد الإخواني المحدود يضعها في مأزق، وأنها لا تريد فقط سوى المناورة من أجل الحصول على مكاسب سياسية.

الحكومة من جانبها، مضت في قبضتها الأمنية، وقال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم إن جهود الأمن ستتواصل في الإجهاض المبكر للبؤر المتطرفة، مؤكداً خلال اجتماع له أمس، مع قيادات وضباط مديريات أمن "القاهرة الكبرى" تكثيف نقاط التفتيش والأكمنة، على جميع المحاور.

من جانبه، قال مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية، إن الوزارة وضعت خطة استعداد للجمعة المقبلة، تشمل تأمين المنشآت العامة والحيوية، وتكثيف الوجود الأمني في المناطق المتوقع أن تحدث بها اشتباكات بين أنصار "الإخوان" والأهالي.

وكانت التحقيقات مع محمد سلطان "يحمل الجنسية الأميركية"، نجل القيادي الإخواني صلاح سلطان، كشفت حيازته أوراقاً ومحررات تتضمن خطة لنشر الفوضى في البلاد عبر أساليب، بينها تحريض قوات من الجيش والشرطة على الانشقاق، وإسقاط جهاز الشرطة من خلال محاصرة الأقسام والأماكن الحيوية بعناصر مسلحة.

في الأثناء، أمرت النيابة العامة المصرية بحبس أسامة ياسين القيادي بتنظيم "الإخوان المسلمين" ووزير الشباب السابق، مدة 15 يوما احتياطياً على ذمة التحقيقات، لاتهامه بالتحريض على القتل.

وفي القاهرة، ضرب الغموض أسباب احتراق مقهى و14 محلاً تجارياً في ميدان "سفنكس" بشارع جامعة الدول العربية السياحي بضاحية المهندسين، وهو الميدان ذاته الذي أعلن "الإخوان" اتخاذه نقطة انطلاق لتظاهرات مليونية بعد غد.

وفي سيناء، ألقت عناصر الجيش الثاني الميداني أمس، القبض على 9 عناصر من المشتبه في تورطهم في استهداف أكمنة الجيش والشرطة في العريش والشيخ زويد، وفجّر مسلحون عبوة ناسفة بجوار قسم شرطة الشيخ زويد، من دون خسائر، بينما دارت اشتباكات عنيفة بين مسلحين وقوات الأمن بمنطقة سوق أمس بالشيخ زويد التي تشهد تجمعاً كبيراً للمواطنين في مثل هذا اليوم أسبوعياً، ولم يستطع أحد الوصول إليها بسبب كثافة إطلاق النار.