محمد جمال العدل: «الداعية» يعبِّر عن رأيي كمعارض للإخوان

نشر في 05-08-2013 | 00:02
آخر تحديث 05-08-2013 | 00:02
صحيح أن عائلته منحته فرصة يحلم بها كثيرون، لكنه راهن على موهبته ومهارته لإثبات قدراته الفنية. إنه المخرج الشاب محمد جمال العدل الذي لفت الانتباه إلى موهبته في أولى تجاربه التلفزيونية «الداعية» وأثار جدلاً حوله.
عن المسلسل الذي يعرض على شاشة رمضان وردود الفعل حوله والدعاوى القضائية المرفوعة ضده كان اللقاء التالي معه.
لماذا اخترت «الداعية» ليكون أول تجربة إخراجية لك في الدراما التلفزيونية؟

الفكرة موجودة لدى المؤلف د. مدحت العدل منذ سنتين، واقترح العمل عليها هذا العام، وما إن بدأنا التصوير زال حكم الإخوان الذي أعتبره أسوأ فترة عاشها هذا البلد، لذا وجدت في المسلسل فرصة للتعبير عن رأيي كمصري معارض للإخوان وإظهار طاقتي الإخراجية من خلال مشاعر الغلّ والرفض في داخلي نحو هذا الفصيل.

كيف اخترت أبطال المسلسل؟

يتمتع هاني سلامة بإمكانات وقدرات فنية عظيمة لم تظهر حتى الآن لأن المخرجين يحصرونه في أدوار الرجل «الدنجوان» الذي تغرم به النساء، مع أنه كان أسهل عليّ اختيار فنان سبق أن أدى هذا الدور ولديه علم ببعض تفاصيله إلا أن عشقي للتحدي ورفضي للاستسهال وجها خياري نحو سلامة ليؤدي دور الشيخ يوسف الداعية على رغم أنه لم يقدم أعمالاً تلفزيونية سابقاً.

أما بسمة فهي ممثلة رائعة وتتميّز شخصية نسمة بكثير من صفاتها، لا سيما أنها تعشق الفن وثورية إلى أبعد الحدود. وبعدما شاهدت بسمة وهاني في فيلم «واحد صحيح» تصورت أنهما سيكونان ثنائياً ناجحاً على شاشة التلفزيون في حال توافر عمل يجمع بينهما.

كيف وصلت إلى شكل الداعية «الكاجوال» مع هاني سلامة؟

يتمتع هاني بسمات الداعية الذي تخيلناه؛ فهو بعمر الشباب ووسيم وناجح، وقادر على جذب الفتيات. كانت مهمتنا ابتكار أسلوب يمكنه من خلاله مخاطبة الشباب ويصدقونه.

وما أبرز توجيهاتك له؟

لم تكن ثمة توجيهات من جانبي لهاني الذي استفزته قصة المسلسل مثلما استفزتني عندما قرأتها للمرة الأولى، وبعدما تناقشت معه حول دوره وطبيعة الشخصية التي سيجسدها اقتنع ووافق على تقديمها، وقد لمست فيه منتهى الالتزام بمواعيد التصوير، وفهم وظيفة كل فرد في موقع التصوير، وفي أثناء التحضير للمسلسل اكتشفت أن بيننا تلاقياً فكرياً، فلم نحاول تقريب وجهات النظر لأنها في الأساس واحدة.

اعتمدت على ممثلين جدد في أدوار رئيسة، لماذا؟

هذه سنة الحياة، لا بد من تقديم وجوه جديدة نساعدها على إثبات قدراتها الفنية لتصبح نجوماً في المستقبل؛ فمثلاً دور شقيقة يوسف الذي تؤديه رحمه حسن لا يمكن أن تقدمه فنانة أخرى لأنه يفترض أن تكون في عمر 25 سنة، ليقتنع الجمهور بها، ولا يجوز أن يكون عمرها أكبر. وحده الدور يحدد الفنان الذي يجب الاستعانة به.

كيف تقيّم أداء هؤلاء؟

يتمتعون بمستوى جيد بشهادة المشاهدين.

ما الغرض من مشاهد استماع الشيخ يوسف إلى الموسيقى وقراءته لكتب الشعر؟

في الحلقات التسع الأولى يجد المشاهد أن الشيخ يوسف متشدد ومنغلق على أفكاره ويحرّم أموراً عدة، كالاستماع إلى الموسيقى لدرجة أنه يحطم الكمان الخاص بشقيقته الصغيرة حنين، وفي القسم الثاني من الحلقات يصطدم يوسف بأكثر من موقف فيحدث خلل لديه ويتساءل حول مدى سلامة فكره، ويحاول معرفة كيف يفكر الطرف الآخر، لذا يبحث عن الكتب التي كانت تطالعها شقيقاته، ويقرأ الشعر ويستمع إلى الموسيقى، بل يقصد دار الأوبرا المصرية، ويعشق جارته نسمة عازفة الكمان ويراقبها من خلف نافذة غرفته.

ما أبرز الصعوبات التي واجهتك أثناء التصوير؟

المسلسل مرهق عموماً لأن 80% من التصوير يتمّ في أماكن خارجية بين مناطق شعبية وراقية، وحتى الحلقة 26 كان لدينا 111 موقع تصوير، ولأن د. مدحت العدل كتب قصة بانورامية تجمع بين الطبقات الاجتماعية الثلاث، كان يجب عرض كل طبقة بشكل مستقل ومتسع يبرز سماتها وما يتعرض له أفرادها، إلى جانب إصراري على التصوير في مناطق حقيقية مثل الحطابة التي صورنا فيها لمدة شهر ونصف الشهر، واعتبرها مخاطرة كبيرة.

هل أجريت تغييرات على المسلسل بعد أحداث 30 يونيو؟

إطلاقاً، لأن كتابته انتهت في فبراير الماضي وبعد ذلك بدأنا التصوير، ورحل الإخوان عن الحكم في 3 يوليو أي قبل عرض الحلقة الأولى بيومين، كذلك لم نغيّر في أحداث الحلقة الأخيرة وبقيت كما كانت مكتوبة.

ماذا عن الدعاوى القضائية المرفوعة ضد المسلسل؟

لديّ علم بدعوى واحدة فقط من مخرج لا أتذكر اسمه، لكنه طالب محمد مرسي ومرشد الإخوان بمنع عرض المسلسل خلال توليهم الحكم لأنهم يعرفون مدى تأثير الفن في وجدان الناس، وخافوا من أن يحقق العمل نجاحاً فيؤثر على وجودهم، لكن الحمد لله ثار الناس ضدهم وأزالوهم قبل عرض المسلسل ليعلموا أن هذا الشعب واع.

وإلى أين وصلت هذه الدعوى؟

لم أهتم بمتابعتها لأن هدف مقدمها نيل شهرة إعلامية، وقد طلبت مني إحدى الإذاعات المصرية إجراء مداخلة هاتفية مع هذا المخرج لكنه رفض خوفاً من أن أحرجه على الهواء.

يتمحور الصراع حول رجال دين متشددين وأهل الفن... كيف ترى هذا الصراع في الواقع؟

يفترض ألا ينشب صراع بين الطرفين لأن رجل الدين يدعو إلى التدين، والفنان يقدم فناً له رسالة مجتمعية تخصّ الدين؛ إذا الصراع وهمي ويكون الدعاة الذين يتدخلون فيه من محبي الشهرة، في الغالب، أمثال عبد الله بدر. يفترض أن يكون لدينا الهدف نفسه، لا سيما أن الفنانين يقدمون أعمالاً تبث رسائل للتسامح وتدعو إلى حل المشكلات من خلال تسليط الضوء عليها، فلماذا يغضب هؤلاء المتشددون؟

هل يضايقك اعتبار البعض أن عائلتك ساعدتك في المسلسل؟

أعترف بأن أهلي منحوني فرصة قوية يحلم بها كثيرون؛ فالمسلسل من تأليف د. مدحت العدل المعروف بكتاباته المتميزة، وإنتاج ضخم من شركة «العدل غروب للإنتاج الفني»، ولكن المقياس النهائي هو قدرتي على إثبات موهبتي الإخراجية، والمهارة في تقديم عمل يلفت انتباه الجمهور ويرضيه.

وكيف تقيّم ردود الفعل حول «الداعية»؟

تشيد بالمسلسل في غالبيتها وبالمجهود المبذول فيه.

وهل توقعت هذا النجاح؟

أثناء التصوير كان منتهى أملي أن يصل المسلسل إلى الجمهور، ولم أفكّر في مسألة النجاح لأنها تصيبني بالتوتر، وبفضل الله جاءت النتيجة فوق ما كنت أتوقع.

وكيف تقيّم الموسم الدرامي الرمضاني؟

أعتبره أفضل المواسم منذ 15 عاماً؛ إذ يضم أعمالاً متميزة من نواحي التأليف والإخراج والتمثيل، وذلك كله لصالحنا ويحمل رسالة مفادها أننا نملك كوادر فنية تستحق الاهتمام، وإذا تم توظيفها بشكل صحيح ستستعيد الدراما المصرية مكانتها من دون أن تتأثر بأعمال تركية أو غيرها. دعونا نبتعد عن مبدأ المنافسة لأننا نعمل لصالح المُنتَج المُقدَّم والمشاهد أيضاً.

ما خططك المقبلة؟

لا أريد التفكير في أي خطوات مقبلة هذه الفترة، لأنني ما زلت مرهقاً من «الداعية»، ولا طاقة لدي للتفكير في المستقبل، خصوصاً أن المسلسل حمّلني مسؤولية كبيرة وعلي اختيار الأفضل في المستقبل...

هل ستستمر في الدراما أم تعود إلى السينما؟

كل شيء وارد، خصوصاً أن سينمائيين كثراً في مجالات التمثيل والتأليف والتصوير والإخراج أصبحوا يعملون في الدراما. بالتأكيد إذا عرضت عليّ فكرة إخراج مسلسل جيد فلن أتردد في الموافقة عليها، وسأكرر التجربة.

back to top