لبنان: «القوى الشرعية» إلى «الضاحية» الاثنين

• بري يدعو إلى جلسة • «المحكمة الدولية» تذكّر بالالتزامات المالية

وسط تصاعد الجدل السياسي والحقوقي في لبنان بشأن ما بات يُعرَف بـ"الأمن الذاتي" في إشارة إلى الإجراءات الأمنية التي يقوم بها "حزب الله" في مناطق وجوده من حواجز أمنية تنتهك سيادة الدولة، وبعد دفاع مسؤولين من "حزب الله" في الأيام القليلة الماضية عن هذه الإجراءات وتشديدهم على أن الحزب قام بها بسبب "عجز الدولة" وتقاعس المؤسسات الأمنية الشرعية، أعلن وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية مروان شربل أمس أنه "سيتم إرسال عناصر أمنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن عام إلى الضاحية الجنوبية (معقل حزب الله) اعتباراً من يوم الاثنين المقبل".

وقال شربل في هذا الإطار: "اعتباراً من نهار الاثنين ستنزل الأجهزة الى الضاحية وتحافظ على الأمن والنظام بنفسها"، مشدداً على أن "الأمن الذاتي مرفوض". واندلعت أمس اشتباكات بين عائلتي حجولا وزعيتر في منطقة الليلكي في ضاحية بيروت الجنوبية على خلفية خلافات سابقة، استعملت خلالها الأسلحة الرشاشة.

في سياق آخر، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس إلى جلسة تشريعية عند العاشرة والنصف من قبل ظهر الاثنين بعد أن أُرجئت أربع مرات متتالية بسبب فقدان النصاب القانوني ومقاطعة بعض الكتل النيابية للجلسة.

جاء ذلك في حين تمسك رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعحع بموقفه الرافض لعقد حوار وطني جديد تحت مظلة مبادرة بري، وقال أمس في تصريحات صحافية تعليقا على مقال اتهمه بالانفراد بمعارضة مبادرة بري: "ما دام الجميع قد أيّد المبادرة ووافق على الجلوس الى طاولة الحوار، فلتلتئم إذاً، ونحن موافقون غيابياً على كل ما يتفقون عليه تحت سقف الدستور والقوانين اللبنانية المرعية".

وفي خطوة قد تعيد فتح الجدل بشأن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أعلن رئيس قلم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان داريل مونديس أمس أنه ذكر المسؤولين اللبنانيين بالتزاماتهم المالية تجاه المحكمة. وقال مونديس في بيان بمناسبة ختام زيارته الرسمية الأولى الى لبنان منذ توليه منصبه في يوليو الماضي: "عبرت عن تقديري للمسؤولين اللبنانيين الذين التقيتهم لتعاونهم المتواصل وخاصة في هذه الأوقات العصيبة"، وأضاف "ذكرتهم أيضاً بالتزاماتهم المالية القائمة إزاء المحكمة".

والتقى مونديس خلال زيارته، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة المكلف تمام سلام، وغيرهم من المسؤولين الحكوميين، وعدداً من الممثلين عن الهيئات الدبلوماسية في لبنان، كما التقى موظفي المحكمة في بيروت.

وتأتي زيارة مونديس إلى بيروت التي بدأت الأربعاء الماضي، في وقت تجري الاستعدادات لبدء محاكمة المتهمين في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري في يناير المقبل.